صعود صاروخي لبعض المليارديرات وتراجع حاد لآخرين
في مشهد يتكرر كل عام لكنه لا يخلو من المفاجآت، كشفت بيانات مؤشر بلومبرغ للمليارديرات عن تغيّرات دراماتيكية في ثروات كبار رجال الأعمال لعام 2025. وبينما سجّل مارك زوكربيرغ قفزة هائلة عززت موقعه في القمة، شهد آخرون مثل إيلون ماسك وبيرنارد أرنو خسائر ضخمة تجاوزت مليارات الدولارات. فكيف توزعت الأرباح والخسائر؟ وما الأسباب التي أدت لهذا التباين الصارخ؟
مارك زوكربيرغ.. الرابح الأكبر في سباق المليارديرات الأكثر ربحاً
استطاع مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا”، أن يضيف 8 مليارات دولار في يوم واحد فقط إلى ثروته، لترتفع إلى 237 مليار دولار منذ بداية العام. هذه القفزة جاءت على خلفية إعلان “ميتا” عن نتائج مالية قوية فاقت التوقعات، حيث بلغت الإيرادات 42.3 مليار دولار، وارتفعت ربحية السهم بنسبة 36%.
وبذلك يكون زوكربيرغ قد حقق 29.4 مليار دولار من الأرباح خلال الشهور الخمسة الأولى من 2025 فقط، ما يجعله في صدارة قائمة المليارديرات الأكثر ربحاً.
غيتس وياس.. نمو مدعوم بالذكاء الاصطناعي
يلاحق زوكربيرغ في القائمة كل من بيل غيتس (مايكروسوفت) وجيف ياس (Susquehanna)، حيث بلغت مكاسب كل منهما أكثر من 16 مليار دولار.
سهم مايكروسوفت بدوره كان من نجوم البورصة، بعد إعلان الشركة عن إيرادات بلغت 65.6 مليار دولار وارتفاع في صافي الدخل بنسبة 11%، بفضل استثماراتها المتزايدة في تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر خدمات “أزور” و”كوبايلوت”.
وارن بافيت.. الثبات في التنويع
من جهته، واصل الملياردير المخضرم وارن بافيت نهجه الاستثماري المحافظ عبر شركة “بيركشاير هاثاواي”، محققاً أرباحاً بقيمة 15.4 مليار دولار. اعتماده على التنويع بين قطاعات التأمين والطاقة والخدمات البنكية ساعده على تجنب تقلبات السوق الحادة.
ماسك وأرنو.. الخسائر الأكبر في 2025
في الجهة المقابلة، كان إيلون ماسك أبرز الخاسرين هذا العام، بعد أن فقد 56.5 مليار دولار من ثروته. هذا الانهيار جاء إثر تراجع أرباح تسلا بنسبة 71% في الربع الأول، وانخفاض سهم الشركة بنسبة 4% في آخر أسبوع من مايو، ما أثار شكوكاً حول مستقبل الطلب على السيارات الكهربائية عالميًا.
أما رجل الأعمال الفرنسي برنارد أرنو، فقد خسر أكثر من 23 مليار دولار، بسبب تباطؤ الطلب على السلع الفاخرة، خصوصاً في السوق الصينية، رغم تسجيل مجموعته LVMH إيرادات وصلت إلى 20.3 مليار يورو.
تشاو والعملات الرقمية.. التقلبات لا ترحم
تراجعت ثروة تشانغ بينغ تشاو، المؤسس السابق لمنصة “بينانس”، بأكثر من 20 مليار دولار نتيجة استمرار القضايا التنظيمية ضد المنصة. رغم إسقاط دعوى هيئة الأوراق المالية الأمريكية، إلا أن تشاو لا يزال يواجه أحكاماً قضائية في إطار اتهامات تتعلق بغسيل الأموال.
تحليل: لماذا تتغير ثروات المليارديرات بهذه السرعة؟
تعكس هذه التحركات في ثروات الأثرياء مدى حساسية الثروات الضخمة تجاه أداء الأسواق. فارتفاع سهم واحد بنسبة 6% قد يضيف مليارات إلى رصيد أحدهم، بينما قد يؤدي تراجع الطلب على منتج أو سلعة فاخرة إلى خسارة ثروة ضخمة في أيام معدودة.
مع تسارع التكنولوجيا، وتقلّب العملات الرقمية، وتبدّل سلوك المستهلك، أصبحت المرونة والقدرة على التكيّف هي العملة الحقيقية للمحافظة على الثروة.
خاتمة: سباق الثروات مستمر
رغم أن مارك زوكربيرغ يتصدر حالياً قائمة المليارديرات الأكثر ربحاً في 2025، فإن السوق لا يعرف الثبات. كل يوم يحمل فرصاً جديدة للبعض ومخاطر للآخرين. النجاح لم يعد مقتصراً على فكرة أو شركة واحدة، بل على القدرة على قراءة المستقبل المالي وتوجيه الاستثمارات بذكاء.
المصدر: مؤشر بلومبرغ
أسئلة قد يطرحها الجمهور
من هو الملياردير الأكثر ربحاً في 2025؟
مارك زوكربيرغ، بثروة بلغت 237 مليار دولار.
ما سبب خسارة إيلون ماسك هذا العام؟
انخفاض سهم تسلا وتراجع أرباح الشركة بنسبة 71% في الربع الأول.
كيف تؤثر نتائج الشركات على ثروات المليارديرات؟
ارتفاع أو انخفاض أسعار الأسهم نتيجة النتائج المالية يؤثر مباشرة على ثرواتهم، خاصة إن كانوا يمتلكون حصة كبيرة في الشركة.
هل العملات الرقمية ما زالت تشكل مصدر ثراء؟
نعم، ولكنها أيضاً مصدر تقلبات كبيرة كما في حالة تشاو، بسبب القوانين التنظيمية وعدم الاستقرار القانوني.
