إعلان

منذ أسابيع، تتصدر خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في غزة عناوين الصحف العالمية والعربية على حد سواء. وبينما تروج بعض المصادر الأميركية لفكرة “اتفاق تاريخي” قد ينهي الحرب المستمرة منذ نحو عامين، تكشف تسريبات وتقارير مختلفة عن تفاصيل متباينة للخطة، تتراوح بين مقترحات جريئة وأخرى مثيرة للجدل. فما الذي قيل فعلاً؟ وأين تتفق هذه الروايات وأين تختلف؟

ما ورد في الصحف الأميركية والأوروبية

21 بندًا رئيسيًا

صحف كـ وول ستريت جورنال وفايننشال تايمز تحدثت عن خطة أميركية تتألف من 21 نقطة، عرضت على قادة عرب ومسلمين في نيويورك. جوهرها:

  • وقف فوري لإطلاق النار.
  • إطلاق جميع الرهائن مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين ذوي أحكام مشددة.
  • انسحاب إسرائيلي تدريجي من غزة وصولًا إلى الانسحاب الكامل.
  • إعادة إعمار القطاع ضمن تحالف دولي على مدى 5 سنوات.
  • إدارة انتقالية تحت إشراف عربي – دولي، تمهيدًا لنقل السلطة للفلسطينيين.

توني بلير “حاكمًا مؤقتًا”؟

الخطة الأميركية تتضمن إشراف توني بلير على عملية إعادة إعمار غزة وإدارتها – غيتي

أبرز ما لفت الأنظار هو ما كشفته وول ستريت جورنال: مقترح بتعيين رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير على رأس “هيئة انتقالية دولية” لإدارة غزة.

  • الهيئة يُفترض أن تضم تكنوقراط فلسطينيين.
  • مدعومة بقوة حفظ سلام بقيادة عربية.
  • تدير القطاع لفترة انتقالية “قد تمتد لسنوات”.

هذا الطرح أثار جدلاً واسعًا، نظرًا لسجل بلير المثير للجدل في الشرق الأوسط، خصوصًا دوره في دعم غزو العراق عام 2003.

الموقف البريطاني والدولي

  • الحكومة البريطانية نفت رسميًا أن يكون لها “دور مباشر” في هذه الخطة.
  • بعض المحللين أشاروا إلى أن قبول دول عربية بهذا المقترح قد يكون أعلى مقارنة بخطط سابقة، بسبب دعم ترامب له وإشراك أطراف دولية في الإشراف.
  • الغارديان وصحف أوروبية أخرى تحدثت عن أن الخطة لا تركز على إنشاء دولة فلسطينية، بل على “إدارة انتقالية” قد تُهمّش السلطة الفلسطينية مؤقتًا.

ما ذكرته “العربية/الحدث”

على الجانب العربي، قدمت قناة “العربية/الحدث” تفاصيل إضافية مثيرة للاهتمام:

إعلان
  • العفو عن حماس: الخطة تعرض العفو على الحركة مقابل الخروج من غزة وتسليم السلاح.
  • قوة عربية دولية: هي التي ستتولى جمع سلاح حماس خلال فترة زمنية محددة.
  • إغلاق مؤسسة غزة الإنسانية: وهو بند غير متداول في الصحف الغربية، ويعني تحويل الإشراف على المساعدات بالكامل إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
  • لجنة فلسطينية: لتسيير شؤون القطاع بإشراف السلطة الفلسطينية، مع تأكيد أميركي على عدم ضم الضفة الغربية لإسرائيل.

هذه النقاط لم تظهر في تغطيات وول ستريت جورنال أو رويترز، ما يجعلها تفاصيل “محلية المصدر” وربما مسودة أولية لم تتبلور دوليًا بعد.

بين المؤكد والمثير للجدل

  • المؤكد: هناك خطة أميركية تُطرح على أنها “خريطة طريق لليوم التالي في غزة”، تشمل وقف الحرب، إطلاق رهائن وأسرى، إعادة الإعمار، وإشراف دولي.
  • المثير للجدل: مسألة “العفو عن حماس” و”إغلاق مؤسسة غزة الإنسانية”، وأيضًا تعيين توني بلير كحاكم مؤقت، كلها مقترحات لم تُعلن رسميًا بعد وقد تواجه رفضًا فلسطينيًا وإقليميًا.
  • اللافت: معظم التقارير تتحدث عن إشراك قوة عربية في حفظ السلام، وهو أمر حساس سياسيًا قد يعرض الدول العربية لضغوط داخلية.

تحليل: واقعية أم مناورة سياسية؟

رغم الزخم الإعلامي، تبقى الخطة أقرب إلى مسودة تفاوضية منها إلى اتفاق مُلزِم. فنجاحها مرهون بموافقة أطراف متناقضة:

  • إسرائيل، التي ترفض الدولة الفلسطينية.
  • حماس، التي يصعب تخيّل قبولها بالخروج من غزة طوعًا.
  • السلطة الفلسطينية، التي قد تُعتبر مُهمَّشة في المرحلة الأولى.

لكن، مقارنة بخطط أميركية سابقة، تبدو هذه الخطة مدعومة بحراك دبلوماسي واسع وبمشاركة دولية أكثر تنوعًا، ما يجعلها “الأكثر جدية” حتى الآن في نظر بعض المراقبين.

ما بين الصحف الأميركية والعربية، نكتشف أن خطة ترامب للسلام في غزة ليست نصًا واحدًا، بل مجموعة من التصورات المتباينة التي يجري اختبارها على طاولة المفاوضات. وإذا كان بعضها واقعيًا (إطلاق الرهائن، إعادة الإعمار)، فإن البعض الآخر (خروج حماس، تعيين بلير) يبقى محل تساؤلات كبرى.

ومع استمرار التغطية الإعلامية، يبدو أن الأيام القادمة ستكشف إن كانت هذه الخطة مجرد ورقة ضغط سياسية أم بداية مسار جديد نحو تهدئة طويلة الأمد في غزة.


قسم الأسئلة الشائعة

1) ما هي الخطوط العامة لخطة ترامب للسلام في غزة؟

الخطة تُوصَف بأنها من 21 بندًا تشمل وقفًا لإطلاق النار، إطلاق جميع الرهائن مقابل إفراج عن أسرى فلسطينيين، انسحابًا إسرائيليًا تدريجيًا، وإعادة إعمار عبر تحالف دولي مع إشراف/دور عربي-دولي في المرحلة الانتقالية.

2) هل هناك نص رسمي منشور للخطة؟

حتى الآن لا يوجد نص أمريكي رسمي كامل منشور؛ المتداول هو خطوط عامة وتسريبات من مصادر إعلامية ودبلوماسية، وقد تتغير بعض التفاصيل أثناء التفاوض.

3) ما حقيقة طرح اسم توني بلير كحاكم/رئيس لهيئة انتقالية في غزة؟

تقارير صحفية غربية بارزة ذكرت مقترحًا بأن يترأس بلير هيئة انتقالية دولية تدير غزة لفترة مؤقتة وتضم تكنوقراط فلسطينيين، مع قوة حفظ سلام بقيادة عربية. لكنه ما يزال مقترحًا قيد الدراسة وليس قرارًا مُلزِمًا.

4) هل تتضمن الخطة “عفوًا” عن حماس مقابل الخروج من غزة وتسليم السلاح؟

هذا طُرح في تغطيات عربية (العربية/الحدث) وأشارت إليه بعض التقارير بصيغ متقاربة، لكنه لم يُعلَن كالتزام رسمي حتى الآن، وقد يظل رهين التفاوض والتعديلات.

5) ما المقصود بإغلاق “مؤسسة غزة الإنسانية” المذكور في بعض التقارير؟

ورد ذكرها في تغطية عربية كجزء من إعادة تنظيم مسارات المساعدات لتصبح تحت إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية. هذه نقطة محلية المصدر ولم تُؤكَّد على نطاق واسع من الصحافة الغربية حتى اللحظة.

6) ما وضع السلطة الفلسطينية في الخطة؟

بعض التقارير تتحدث عن لجنة فلسطينية و/أو إدارة انتقالية بإشراف عربي-دولي مع نقل لاحق للصلاحيات للفلسطينيين، لكن درجة إشراك السلطة الفلسطينية وزمن التسليم النهائي غير محسومين حتى الآن.

7) هل تمنع الخطة ضم الضفة الغربية؟

أُشير إلى التزام أميركي بعدم الضم ضمن الحِزمة السياسية الأوسع المرتبطة بالخطة، لكن ذلك أيضًا مرتبط بمسار تفاوضي وتفاهمات مع الأطراف المعنية.

8) ما أبرز العقبات أمام تنفيذ الخطة؟

موافقة إسرائيل وحماس، طبيعة ودور القوة العربية/الدولية، مدى قبول الفلسطينيين لمرحلة انتقالية برئاسة شخصية دولية، والاتفاق على جدول زمني واضح لإعادة الإعمار وتسليم السلطة.

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version