إعلان

النقاط الرئيسية

  • تصاعد خطير في الاحتكاكات العسكرية بين واشنطن وبكين في بحر الصين الجنوبي.
  • غياب قنوات اتصال آمنة بين الجيشين يزيد خطر المواجهة غير المقصودة.
  • التحليل يدعو لإنشاء آلية دائمة لإدارة الأزمات العسكرية بين القوتين.

في مقال مثير نُشر في صحيفة نيويورك تايمز، حذر الباحثان إريك روزنباخ وكريس لي من أن العالم قد يكون على بعد خطوة واحدة فقط من مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة والصين، في ظل تصاعد التوترات في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان.

خطر التصعيد: من احتكاك إلى انفجار

يشير المقال إلى أن العلاقات بين واشنطن وبكين تمر بمرحلة حرجة وغير مستقرة، إذ تكررت خلال العامين الماضيين حوادث الاعتراض الجوي والبحري التي كادت تشعل مواجهات فعلية. ففي مايو/أيار 2023، اقتربت مقاتلة صينية بشكل خطير من طائرة استطلاع أميركية فوق بحر الصين الجنوبي، كما أطلقت طائرة صينية أخرى شعلات حرارية قرب طائرة أسترالية في المنطقة نفسها.

هذه الوقائع، وفق التحليل، تكشف عن حالة غياب للضبط والاتصال بين الجانبين، ما يجعل أي خطأ صغير قابلًا للتضخم إلى أزمة دولية.

غياب الخط الساخن بين القوتين

أخطر ما في المشهد، بحسب الكاتبين، ليس فقط الحوادث العسكرية نفسها، بل غياب قنوات اتصال عسكرية فعالة. فخلافًا لما كان قائمًا بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة، لا توجد اليوم منظومة “خطوط ساخنة” واضحة بين الجيشين الأميركي والصيني لتفادي سوء الفهم أو التنسيق في الأزمات.

حتى الاتفاق الذي أبرمه جو بايدن وشي جين بينغ عام 2023 لإحياء التواصل العسكري لم يتحول إلى نظام مؤسسي فعال، بل ظلّ في حدود مكالمات متباعدة أو رمزية لا تكفي لاحتواء أي أزمة مفاجئة.

إعلان

تحذيرات من التاريخ

يعيد التحليل التذكير بأزمات تاريخية مشابهة:

  • أزمة الصواريخ الكوبية (1962)، حين كاد سوء تقدير بين واشنطن وموسكو أن يقود إلى حرب نووية.
  • حادثة التصادم الجوي (2001)، عندما اصطدمت طائرة تجسس أميركية بمقاتلة صينية فوق بحر الصين الجنوبي وأُجبر الطاقم الأميركي على الهبوط في هاينان.
  • هذه الحوادث تُظهر أن التاريخ يكرر نفسه عندما يغيب الحوار.

توازن هش بين الحوار والتحدي

رغم أن بكين أبدت مؤخرًا استعدادًا “للحوار من أجل الاستقرار”، فإن الردود العملية لا تزال محدودة. أما واشنطن، فترى أن بكين تُستخدم “التوترات الإقليمية” للضغط على حلفائها مثل اليابان وأستراليا والفلبين. وفي الوقت ذاته، يعتبر الكاتبان أن إدارة ترامب المقبلة (إذا عادت) ستكون أمام فرصة لصنع “إرث تاريخي” إذا تمكنت من إنشاء آلية دائمة لإدارة الأزمات العسكرية مع الصين — وهي الخطوة التي قد تفصل بين السلام والحرب.

قراءة تحليلية

من الواضح أن بحر الصين الجنوبي تحول إلى أخطر نقطة تماس في النظام الدولي الحالي، حيث تتقاطع المصالح العسكرية والاقتصادية والإيديولوجية. لكن ما يُفاقم الخطر هو انعدام الثقة المتبادل وغياب التواصل المنظم، مما يجعل أي حادث صغير شرارةً محتملة لحرب كبرى.

ولهذا، يبدو أن العالم بحاجة إلى نسخة حديثة من “الخط الساخن” الأميركي-السوفياتي، هذه المرة بين واشنطن وبكين — قبل أن يتحول التنافس إلى صدام.

خلاصة

“القوة لا تشعل الحرب، بل غياب الفهم المشترك.”
هذه العبارة تختصر جوهر الأزمة بين أميركا والصين.
فما لم تُبنَ آلية تواصل مستقرة وشفافة، فإن القرن الحادي والعشرين قد يشهد أول حرب كبرى في المحيط الهادئ منذ الحرب العالمية الثانية.

المصدر:

The New York Times


قسم الأسئلة الشائعة

ما أسباب التوتر بين الولايات المتحدة والصين حاليًا؟
أبرز الأسباب هي النزاع على بحر الصين الجنوبي، دعم واشنطن لتايوان، والمنافسة على التفوق التكنولوجي والعسكري.
هل يمكن أن تندلع حرب فعلية بين القوتين؟
الاحتمال غير مستبعد، لكن معظم المحللين يرون أن الطرفين يدركان خطورة المواجهة المباشرة، لذا يسعيان لتفاديها عبر الردع والتوازن.
هل توجد قنوات تواصل عسكرية حالية بين واشنطن وبكين؟
نعم، لكنها محدودة للغاية وغير مؤسسية، وغالبًا ما تُعلقها بكين عند حدوث توترات سياسية.
ما الدروس المستفادة من أزمة الصواريخ الكوبية؟
أن وجود خطوط اتصال مباشرة بين القوى الكبرى يمكن أن يمنع الكوارث، وأن الحوار في الأزمات أهم من التصعيد.
كيف يمكن تجنّب مواجهة عسكرية جديدة؟
بإنشاء آلية دائمة لإدارة الأزمات، وتكثيف الحوار العسكري، وتقليل المناورات العدوانية في المناطق الحساسة.

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version