النقاط الرئيسية
- فيلم “آخر المعجزات” يعود للعرض بعد منعه العام الماضي لأسباب رقابية.
- الفيلم مأخوذ عن قصة للأديب نجيب محفوظ، ويشارك في مهرجان القاهرة السينمائي.
- المخرج عبد الوهاب شوقي وصف رحلته مع الفيلم بأنها “معركة معقدة”.
بعد عام من الصمت الإجباري، يعود فيلم “آخر المعجزات” للمخرج عبد الوهاب شوقي إلى الواجهة، في رحلة يمكن وصفها بأنها معجزة بحد ذاتها. الفيلم الذي كان من المقرر عرضه في افتتاح مهرجان الجونة السينمائي 2024، مُنع حينها من العرض بقرار من الرقابة لأسباب لم يُعلن عنها بالتفصيل، مما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية والإعلامية حول حدود حرية التعبير في السينما المصرية.
اليوم، وبعد سلسلة من المراجعات والمفاوضات، حصل الفيلم على الموافقة من جهاز الرقابة على المصنفات الفنية برئاسة عبد الرحيم كمال، ليُعرض ضمن مسابقة الأفلام الروائية القصيرة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته السادسة والأربعين، المقرر انطلاقها في 12 نوفمبر 2025.
رحلة فيلم “آخر المعجزات”: بين المنع والضوء
الفيلم مأخوذ عن قصة قصيرة للأديب العالمي نجيب محفوظ بعنوان “معجزة”، ويؤدي بطولته الفنان خالد كمال في دور الصحافي الأربعيني يحيى، الذي يتلقى اتصالًا غامضًا من شخص متوفى، لتبدأ رحلة فلسفية وإنسانية تجمع بين الواقع والماورائيات.
تدور أحداث الفيلم في أجواء مشحونة بالأسئلة الوجودية عن الإيمان، الخوف، والنجاة من عبث الحياة — وهي موضوعات نادرة الطرح في السينما القصيرة المصرية.
قال المخرج عبد الوهاب شوقي في تصريحات صحفية إن عرض الفيلم في مهرجان القاهرة يُعد “تتويجًا لمعركة طويلة ضد البيروقراطية والخوف من الجرأة الفكرية”، مضيفًا أن “الفن لا يعيش في الصمت، بل في المواجهة”.
هل تتغير نظرة الرقابة للسينما؟
عودة الفيلم بعد المنع قد تُشير إلى تغير في المزاج الرقابي داخل المؤسسات الفنية المصرية. فبينما كانت أفلام السنوات الماضية تُمنع لأسباب دينية أو سياسية أو حتى لغوية. يبدو أن هناك مساحة أكبر اليوم للتجريب والاختلاف، خاصة بعد تعيين قيادات جديدة أكثر انفتاحاً في وزارة الثقافة وجهاز الرقابة.
بحسب إحصائية صادرة عن نقابة السينمائيين المصرية لعام 2024، تم رفض 27 عملًا فنيًا في العام الماضي لأسباب رقابية، وهو رقم انخفض بنسبة 35% مقارنة بعام 2023. هذا الانخفاض يعكس، كما يرى النقاد، “ميلًا تدريجيًا نحو فهم أعمق لوظيفة الفن بدلاً من الخوف منه”.
ردود الفعل من الوسط الفني
تفاعل عدد من صناع السينما مع خبر عودة الفيلم، حيث وصف المخرج مروان حامد القرار بأنه “خطوة مشجعة نحو مناخ أكثر حرية”. أما الناقدة منار الحناوي فرأت أن الفيلم “قد يفتح بابًا لعودة اقتباسات نجيب محفوظ إلى الشاشة الصغيرة بعد غياب طويل”.
كما شهدت وسائل التواصل الاجتماعي موجة دعم للفيلم. خاصة من طلاب معاهد السينما الذين اعتبروا أن “آخر المعجزات” يمثل جيلًا جديدًا من السينمائيين الشباب الذين لا يخشون الصدام مع الرقابة.
هل ستكون هذه بداية مرحلة جديدة؟
إذا نجح فيلم “آخر المعجزات” في مهرجان القاهرة، فقد يشكل ذلك نقطة تحول في العلاقة بين السينما والرقابة في مصر. إذ يُتوقع أن يشجع هذا الانفتاح المزيد من صناع الأفلام على تناول موضوعات حساسة بطريقة فنية راقية.
يبقى السؤال: هل ستستمر الرقابة في فتح المجال أمام أعمال جريئة فكريًا؟ أم أن هذه “المعجزة” مجرد استثناء مؤقت قبل عودة القيود؟
في كل الأحوال، يبدو أن رحلة “آخر المعجزات” ليست مجرد قصة فيلم، بل رمزٌ لمعركة طويلة بين الخيال والواقع، بين المنع والإبداع.
قسم الأسئلة الشائعة
لماذا مُنع فيلم “آخر المعجزات” من العرض في البداية؟
تم منعه العام الماضي بسبب اعتراضات رقابية على بعض الأفكار التي رأت الرقابة أنها حساسة دينيًا وفلسفيًا.
ما القصة الأساسية للفيلم؟
يحكي الفيلم قصة صحافي يتلقى اتصالًا من شخص متوفى، ما يقوده إلى رحلة روحية مليئة بالتساؤلات الوجودية.
متى سيُعرض الفيلم في مهرجان القاهرة؟
سيُعرض ضمن مسابقة الأفلام الروائية القصيرة في الدورة الـ46 التي تبدأ في 12 نوفمبر 2025.
من هم أبطال الفيلم؟
يؤدي الفنان خالد كمال البطولة إلى جانب مجموعة من الوجوه الجديدة.
هل يُتوقع أن يحصل الفيلم على جوائز؟
يرى النقاد أنه من أبرز المرشحين في فئته نظرًا لجودة إخراجه وعمق قصته.
المصدر:
بيانات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي – تصريحات المخرج عبد الوهاب شوقي



