منذ انطلاقه عام 2017، أصبح مهرجان الجونة السينمائي واحدًا من أهم الفعاليات الثقافية في المنطقة العربية، ليس فقط لكونه منصة لعرض الأفلام العالمية والعربية، بل لأنه فضاء يتيح لصنّاع السينما فرصة للتواصل، عرض أعمالهم، والحصول على دعم حقيقي.
وفي نسخته الثامنة التي تُقام بين 16 و24 أكتوبر 2025، يرفع المهرجان سقف التوقعات بالإعلان عن مشاركة خمسة أفلام مصرية طويلة، وهو رقم يعكس حيوية المشهد السينمائي المحلي وتطوره.
تنوع لافت في الاختيارات
اللافت أن هذه الأفلام جاءت من مدارس وتجارب سينمائية مختلفة:
1- “50 متر” للمخرجة يمنى خطاب (مصر، الدنمارك، السعودية):
فيلم وثائقي شخصي، يحكي بجرأة عن العلاقة المعقدة بين الأب وابنته، وكيف يمكن للكاميرا أن تتحول إلى جسر للمصالحة. سبق أن حظي بإشادة في مهرجان كوبنهاغن.
2- “الحياة بعد سهام” للمخرج نمير عبد المسيح (مصر، فرنسا):
رحلة تأملية في الفقد والذاكرة بعد رحيل الأم، حيث تتقاطع السيرة الذاتية مع البحث الفلسفي. عُرض في مهرجان كان ضمن برنامج ACID.
3- “كولونيا” للمخرج محمد صيام:
عمل درامي عن أب وابنه، يحمل أبعادًا اجتماعية وسياسية، ويضم ممثلين بارزين مثل أحمد مالك وكامل الباشا. الفيلم نتاج تعاون دولي واسع (مصر، النرويج، السويد، السعودية، قطر، فرنسا)، ما يعكس انفتاح السينما المصرية على الإنتاج المشترك.
4- “المستعمرة” للمخرج محمد رشاد:
أول فيلم روائي طويل له، مستوحى من وقائع حقيقية، حيث يرصد بأسلوب واقعي أثر الاستعمار والسلطة على الفرد. لفت الأنظار في عرضه الأول بمهرجان برلين. (إنتاج مشترك: مصر، فرنسا، ألمانيا، قطر، السعودية)
5- “ولنا في الخيال… حب؟” للمخرجة سارة رزيق:
يُعرض لأول مرة عالميًا خارج المسابقة، ليقدم معالجة عاطفية لعلاقة بين طالبة وأستاذها، ويطرح أسئلة جريئة عن الحب والحدود الأخلاقية.
بين المحلية والعالمية
من المثير أن أربعة من هذه الأفلام حصلت على دعم من منصة “سيني جونة”، وهو ما يعكس الدور المتنامي للمهرجان كحاضنة للمواهب المصرية والعربية. هذا التداخل بين المحلي والعالمي يمنح صانعي الأفلام المصريين فرصة للانتقال من الدائرة المحلية إلى فضاء السينما الدولية.
وفقًا لتقارير المهرجان، أكثر من 40% من المشاريع التي دعمتها منصة “سيني جونة” وصلت إلى مهرجانات كبرى مثل برلين وكان، ما يؤكد جدوى هذا الاستثمار الثقافي.
اقرأ أيضاً:
ردود الفعل والتوقعات
ردود الفعل الأولية بين النقاد والجمهور جاءت إيجابية، خصوصًا مع هذا التنوع: من الوثائقي الشخصي العميق إلى الروائي السياسي والاجتماعي. يرى بعض النقاد أن هذه الدورة قد تكون الأقوى في تمثيل السينما المصرية منذ انطلاق المهرجان.
من وجهة نظري، اللافت ليس فقط المشاركة العددية، بل النضج الفني والتجريبي الذي يظهر في هذه الأعمال. فهي تعكس جيلاً جديدًا من السينمائيين المصريين القادرين على المزج بين السرد المحلي واللغة البصرية العالمية.
نظرة مستقبلية
إذا استمرت هذه الوتيرة، قد يصبح مهرجان الجونة نقطة تحول في خريطة السينما المصرية الحديثة، مثلما أصبح مهرجان دبي السينمائي سابقًا منصة انطلاق لمواهب عربية. كما أن حضور أفلام مصرية في مسابقات دولية يفتح الباب أمام إعادة تعريف صورة السينما المصرية عالميًا، بعيدًا عن القوالب التقليدية.
المصدر:
الأهرام – المصري اليوم – الوطن – في الفن
الأسئلة الشائعة حول مهرجان الجونة السينمائي
1. متى تُقام الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي؟
من 16 إلى 24 أكتوبر 2025.
2. كم عدد الأفلام المصرية المشاركة هذا العام؟
خمسة أفلام طويلة (روائية ووثائقية).
3. ما أبرز فيلم يشارك للمرة الأولى عالميًا؟
فيلم “ولنا في الخيال… حب؟” للمخرجة سارة رزيق.
4. هل هذه الأفلام مدعومة من منصة “سيني جونة”؟
نعم، أربعة منها حصلت على دعم المنصة في مراحل مختلفة.
5. ما أهمية هذه المشاركة للسينما المصرية؟
تعكس حيوية المشهد المصري وتمنحه حضورًا دوليًا أوسع.