إعلان

النقاط الرئيسية

  • الشرع طالب بوتين بتسليم بشار الأسد وعدد من المسؤولين الأمنيين المقيمين في موسكو.
  • دمشق طلبت إعادة صياغة الاتفاقيات مع روسيا بما يضمن السيادة والمصلحة الوطنية.
  • الكرملين لم يؤكد أو ينفِ رسميًا، لكنه التزم الصمت تجاه مطلب تسليم الأسد.

في واحدة من أكثر الزيارات حساسية في تاريخ العلاقات الروسية-السورية، كشف عدد من المصادر الروسية والدولية عن ملامح ما دار خلف الأبواب المغلقة بين الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، حيث وُصفت المباحثات بأنها “صريحة وشجاعة”، وشكّلت بداية مرحلة جديدة في السياسة الخارجية السورية.

إعادة ضبط العلاقة لا قطعها

بحسب موقع Meduza الروسي ووكالة رويترز، حملت زيارة الشرع إلى موسكو هدفًا مزدوجًا: المطالبة بتسليم بشار الأسد الذي يعيش في روسيا منذ الإطاحة بنظامه، وإعادة صياغة الاتفاقيات الثنائية التي تنظّم الوجود العسكري الروسي في سوريا، خاصة في قاعدتَي طرطوس وحميميم.

لكن الشرع – وفق ما نقلته تلك المصادر – لم يطالب بخروج القوات الروسية من البلاد، بل شدّد على ضرورة أن تبقى العلاقة “متكافئة” لا تبعية فيها، وأن تُبنى على المصالح المتبادلة لا على “الحماية السياسية القديمة”.

العدالة الانتقالية وملف المطلوبين

من الملفات اللافتة التي طُرحت في المباحثات، قضية المطلوبين من رموز النظام السابق المقيمين في موسكو، حيث قالت وسائل إعلام سورية إن الرئيس الشرع ناقش مع بوتين إمكانية وضع آليات قانونية جديدة للتعاون القضائي وتسليم المتورطين، في خطوة تتقاطع مع ما تصفه الحكومة الجديدة في دمشق بأنه “مرحلة العدالة الانتقالية”.

الجانب الروسي، من جهته، لم يُبدِ رفضًا علنيًا، بل اكتفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بالقول إن “الكرملين لا يعلّق على قضايا من هذا النوع”، ما فُسّر على أنه موقف متريّث أكثر منه معارض.

إعلان

سيادة جديدة تحت مظلة روسية؟

رغم الجرأة التي حملتها المطالب السورية، حرص الشرع على تأكيد التزام بلاده بجميع الاتفاقيات السابقة مع روسيا، وهو ما فُهم كإشارة لطمأنة موسكو بأن التغيير في دمشق لا يعني نهاية التحالف الاستراتيجي، بل محاولة لإعادة توازنه.

وبحسب تقارير روسية، أكّد الشرع لبوتين أن سوريا ستظلّ شريكًا موثوقًا لموسكو في الشرق الأوسط، لكنها تسعى لأن تكون هذه الشراكة على أساس “المصلحة الوطنية لا الشخصية”.

ما الذي يعنيه ذلك سياسيًا؟

تحمل زيارة الشرع إلى موسكو دلالات أعمق من مجرد تبادل دبلوماسي. فهي تعكس تحوّلًا جذريًا في ميزان القوة داخل سوريا، ورغبة واضحة في إعادة رسم خطوط العلاقة مع الحليف التاريخي دون كسرها.

وربما يكون مطلب تسليم الأسد – إن صحّ بشكل رسمي – ليس هدفًا بحد ذاته، بل ورقة تفاوضية رمزية تهدف إلى تثبيت شرعية القيادة الجديدة أمام الداخل والخارج.

نظرة مستقبلية

حتى الآن، لم تُعلن موسكو موقفًا رسميًا من الطلب السوري، لكن المؤشرات تدل على مرحلة تفاوض طويلة ومليئة بالحسابات. فروسيا، التي استثمرت استراتيجيًا في سوريا طوال عقد كامل، لن تتخلى بسهولة عن نفوذها هناك، في حين يسعى الشرع إلى إرساء مفهوم جديد للسيادة السورية بعد سنوات من الارتهان.

في كل الأحوال، تمثل زيارة موسكو بداية عهد جديد في الدبلوماسية السورية — أكثر استقلالًا، وأقل انفعالًا، وربما أكثر جرأة مما اعتدنا عليه.

المصدر:

وكالات روسية ودولية (Meduza، Reuters، الجزيرة، العربي الجديد)


قسم الأسئلة الشائعة

هل طالب أحمد الشرع رسميًا بتسليم بشار الأسد؟

نعم، وفق مصادر روسية مثل Meduza ووكالات دولية، طرح الشرع هذا المطلب خلال لقائه بوتين، لكنه لم يُعلن رسميًا في بيان مشترك.

كيف كان ردّ روسيا على طلب تسليم الأسد؟

الكرملين لم يؤكد أو ينفِ، واكتفى الناطق باسم بوتين بالقول إن “الكرملين لا يعلّق على هذه القضايا”، ما يشير إلى موقف حذر وغير حاسم.

هل طلبت سوريا خروج القوات الروسية من أراضيها؟

لا، بل شدد الشرع على بقاء التعاون العسكري مع روسيا، مع مراجعة الاتفاقيات لضمان المصلحة الوطنية السورية.

ما أهمية هذا اللقاء دبلوماسيًا؟

يعدّ أول لقاء من نوعه منذ تولي الشرع الرئاسة، ويشير إلى رغبة دمشق في إعادة تعريف علاقتها مع موسكو على أسس جديدة.

هل ستتغير السياسة الروسية تجاه سوريا بعد هذا اللقاء؟

من المبكر الجزم بذلك، لكن الموقف الروسي يبدو ميالًا للتريّث، مع حرص موسكو على حماية مصالحها دون خسارة الشريك السوري الجديد.

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version