لا يمرّ خبر زواج سياسي أجنبي في سوريا مرور الكرام، خصوصاً حين يكون صاحب القصة نائباً في برلمان ولاية بافاريا الألمانية. فقد تحوّل اسم أندرياس حنا-كرال، عضو حزب الخضر، إلى حديث السوريين خلال الأيام الماضية بعد أن أقام حفل زفافه الثاني في مدينة حمص، مسقط رأس زوجته الطبيبة السورية نور حنا.
من ألمانيا إلى سوريا.. حفلان لزفاف واحد
بدأت الحكاية في أكتوبر 2024، عندما تزوج أندرياس نور في مدينة مورناو الألمانية. لكن غياب والدي العروس بسبب رفض السفارة الألمانية في بيروت منحهم التأشيرات جعل الزفاف ناقصاً. لذلك قرر الزوجان لاحقاً إقامة حفل ثانٍ في حمص لتمكين عائلة نور من المشاركة بالفرحة.
يقول النائب الألماني: “لم أتوقع أن أعيش زفافاً آخر، لكنني رأيت وجوهاً مبتسمة وعيوناً مليئة بالفرح.”
مفارقة الفرح والواقع الصعب
خلال أسبوعين أمضاهما في سوريا، لم يشاهد العريس أجواء الفرح فقط، بل لمس أيضاً قسوة الواقع. وصف بعض أحياء حمص بأنها تشبه “برلين عام 1945” لما تحمله من دمار، فيما أشارت زوجته نور بحزن إلى أن قريتها لم تعد موجودة أساساً.
ورغم أنه أكد مهنية عناصر الحواجز العسكرية الكثيرة المنتشرة في الطرقات، إلا أنه اعترف بأنه لم يشعر بالطمأنينة، قائلاً: “الخطر حاضر في كل زاوية، ولم أشعر أنني أعيش حياة طبيعية.”
مخاطر السفر إلى سوريا
وزارة الخارجية الألمانية لا تزال تحذّر رعاياها من السفر إلى سوريا، كما أن سفارتها في دمشق مغلقة منذ سنوات. وهو ما دفع النائب إلى التحذير قائلاً: “لا أنصح أحداً بزيارة سوريا حالياً بقصد السياحة، الوضع ليس آمناً.”
بل وذهب أبعد من ذلك حين كشف أنه شاهد صاروخاً، يُعتقد أنه إسرائيلي، يسقط قرب منزل عائلة زوجته، وهو ما عمّق مخاوفه من هشاشة الوضع الأمني.
ردود الفعل على مواقع التواصل
انتشرت القصة بشكل غير متوقع على منصات التواصل الاجتماعي السورية، حيث رأى البعض أنها قصة حب إنسانية تُظهر وجهاً آخر لسوريا بعيداً عن الحرب، بينما انتقد آخرون مخاطرة النائب بحياته في بلد يصفه الكثيرون بأنه “غير قابل للعيش بأمان”.
ما وراء القصة
القصة لا تتوقف عند تفاصيل الزواج، بل تعكس واقعاً مركباً. فمن جهة، هي صورة عن قدرة الحب على تجاوز الحدود السياسية والجغرافية. ومن جهة أخرى، هي شهادة من سياسي غربي على حجم التحديات التي لا تزال سوريا تواجهها بعد أكثر من عقد من الصراع.
إحصائيات أممية تشير إلى أن نحو 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، فيما تحتاج أكثر من 15 مليون نسمة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. في ظل هذا، يصبح خبر زواج سياسي أوروبي بمواطنة سورية أكثر من مجرد قصة شخصية، بل نافذة يرى من خلالها العالم واقعاً متناقضاً: فرح عائلي يقابله دمار وغياب أفق واضح.
ماذا بعد؟
من المتوقع أن تبقى هذه القصة محور نقاش لفترة طويلة، لأنها تختصر التناقض بين حياة الناس العادية وأعباء السياسة والحروب. بالنسبة للقارئ، فهي تذكير بأن وراء العناوين السياسية الباردة توجد حكايات إنسانية قد تُحدث أثراً أعمق من أي خطاب رسمي.
المصدر: تقارير صحفية ألمانية وأوروبية متداولة + تصريحات النائب عبر مواقع إخبارية دولية
قسم الأسئلة الشائعة
من هو النائب الألماني الذي تزوج في سوريا؟
هو أندرياس حنا-كرال، عضو برلمان ولاية بافاريا عن حزب الخضر.
لماذا أقام النائب زفافاً ثانياً في حمص؟
لتمكين عائلة زوجته السورية نور من المشاركة بعد أن رُفضت تأشيراتهم لحضور الحفل في ألمانيا.
ما أبرز ما شاهده النائب خلال زيارته؟
رأى دماراً كبيراً في بعض أحياء حمص، وشهد سقوط صاروخ قرب منزل عائلة زوجته.
هل الوضع الأمني في سوريا آمن حالياً؟
النائب نفسه نصح بعدم السفر للسياحة، مؤكداً أن الخطر موجود في كل مكان.
كيف تفاعل السوريون مع القصة؟
البعض اعتبرها قصة حب إنسانية، وآخرون انتقدوا مخاطرة النائب بحياته في بلد غير مستقر.



