النقاط الرئيسية
- اليابان تكشف عن أول غسالة ذكية للبشر خلال معرض أوساكا 2025.
- التجربة تجمع بين الراحة، الذكاء، والاستدامة البيئية.
- النظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتخصيص الاستحمام لكل مستخدم.
- ابتكار مستوحى من فكرة عمرها أكثر من 50 عامًا.
- من المتوقع أن تُطرح النسخ التجارية بحلول عام 2026.
غسالة الإنسان اليابانية… نقلة تكنولوجية في عالم العناية الشخصية
في الوقت الذي تسعى فيه التكنولوجيا لتحسين جودة الحياة في كل تفصيل يومي، خرجت اليابان بابتكار يختصر هذه الفكرة بأكثر صورها جرأة: غسالة الإنسان اليابانية. فخلال معرض أوساكا 2025، عرضت شركة Science Co جهازًا فريدًا يحوّل الاستحمام إلى تجربة آلية متكاملة تجمع بين الراحة والذكاء والاستدامة.
يأتي الجهاز على شكل حوض استحمام مستقبلي التصميم، يُغلق سقفه ليمنح المستخدم عزلة تامة واسترخاءً تامًا. ما إن يستلقي الشخص بداخله حتى يبدأ العرض البصري والسمعي؛ موج البحر، همسات الغروب، وأصوات الطبيعة، في تناغم يحفّز الحواس قبل أن تبدأ عملية الغسل الآلية.
كيف تعمل غسالة الإنسان؟
تعتمد الغسالة على نظام ذكي بالكامل.
- يملأ الحوض بالماء الدافئ والصابون تلقائيًا،
- تتحكم المستشعرات في درجة الحرارة وتدفق الماء بدقة فائقة،
- وتُجرى عملية الشطف والتجفيف دون أي تدخل من المستخدم.
تستغرق العملية دقائق معدودة، لكنها تمنح شعورًا بالانتعاش والراحة كما لو كنت في منتجع صحي فاخر.
ويحافظ النظام على درجة حرارة مثالية تبلغ نحو 100 درجة فهرنهايت (حوالي 38 درجة مئوية)، تُخفّض تدريجيًا أثناء الشطف لمنح الجسم إحساسًا طبيعيًا بالانتعاش.
استدامة ذكية: تكنولوجيا لخدمة البيئة
ليست الفخامة وحدها هدف هذا الابتكار، بل أيضًا الاستدامة البيئية. فالجهاز يعيد تدوير المياه وتنقيتها أثناء الاستخدام لتقليل الاستهلاك بنسبة قد تصل إلى 40% مقارنة بالاستحمام التقليدي، بحسب تصريحات الشركة. كما تُستخدم أنظمة ترشيح متقدمة لفصل الأوساخ والزيوت من الماء قبل إعادة تدويره.
إنها خطوة تعكس الروح اليابانية التي تربط بين الراحة الشخصية والاحترام العميق للطبيعة، وهو ما يظهر بوضوح في فلسفة الاستحمام الياباني التقليدي (Ofuro) التي ألهمت تصميم هذا الابتكار.
من الماضي إلى المستقبل: فكرة قديمة بروح حديثة
يعود أصل الفكرة إلى عام 1970 حين قدّمت شركة Sanyo Electric نموذجًا أوليًا لغسالة بشرية في معرض أوساكا العالمي.
لكنها كانت فكرة سبقت عصرها.
اليوم، ومع تطور الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار، أعاد ياساوكي أوياما – رئيس شركة Science Co – إحياء المفهوم بشكل عملي وقابل للإنتاج التجاري.
ويقول أوياما في تصريح صحفي:
“هدفنا هو تحويل الحمام من روتين يومي إلى تجربة علاجية تجمع بين الرفاهية والتقنية، لتصبح العناية بالنفس تجربة ذكية وليست مجرد عادة.”
ما الذي يميز غسالة الإنسان عن الحمامات الذكية الحالية؟
على عكس الأنظمة الحالية التي تكتفي بضبط درجة الحرارة أو الإضاءة، فإن غسالة الإنسان تقدم رحلة استحمام شاملة تشمل:
- تحليل فسيولوجي فوري: مستشعرات تقيس معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم.
- تخصيص ذكي: تُضبط حرارة الماء، الروائح، والأصوات وفق مزاج المستخدم.
- تحفيز عصبي مهدئ: باستخدام الذبذبات الصوتية والإضاءة الديناميكية لتخفيف التوتر.
ويجري تطوير نسخة قادمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي التنبؤي لتعديل الإعدادات قبل دخول المستخدم بناءً على بيانات سابقة.
ردود الفعل والاهتمام العالمي
أثار الجهاز فضول الزوار في معرض أوساكا، ولاقى رواجًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي اليابانية.
بعض المستخدمين وصفوه بأنه “مستقبل الرفاهية المنزلية”، بينما رأى آخرون أنه “تجربة غير اعتيادية لكنها مثيرة للاهتمام”.
وتشير تقارير تقنية إلى أن الطلب المسبق على النسخة التجارية قد يبدأ في نهاية عام 2026.
نحو تكنولوجيا العناية الذاتية
قد تكون “غسالة الإنسان” اليوم مجرّد تجربة فريدة، لكنها تمهد الطريق لجيل جديد من الأجهزة المنزلية الذكية التي تفهم الإنسان وتعتني به بذكاء. فربما نرى خلال العقد القادم منازل مبرمجة بالكامل للعناية بالصحة النفسية والجسدية، من الإضاءة إلى النوم إلى الاستحمام، وكل ذلك بلمسة ذكاء اصطناعي واحدة.
بالنسبة للمستخدم، قد يعني هذا تحوّل الحمام إلى مساحة علاجية يومية لا تقل أهمية عن المطبخ أو غرفة المعيشة.
المصدر:
Science Co – معرض أوساكا 2025 – Energy Reporters


