Pinterest تتيح للمستخدمين تقليل ظهور صور الذكاء الاصطناعي

في خطوة تُظهر استجابة واضحة لضغوط المستخدمين، أعلنت منصة Pinterest عن ميزة جديدة تسمح للمستخدمين بتقليل كمية المحتوى الذي يُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي في خلاصاتهم.

هذه الخطوة جاءت بعد موجة من الانتقادات عبّر فيها عدد كبير من المستخدمين عن شعورهم بأن المنصة فقدت طابعها “الواقعي” لصالح صور مصطنعة تولدها الخوارزميات.

لماذا اتخذت Pinterest هذا القرار؟

خلال الأشهر الماضية، تصاعدت شكاوى مستخدمي Pinterest بشأن غزو الصور المُنشأة بالذكاء الاصطناعي لصفحاتهم، حتى بات العثور على محتوى حقيقي أمراً صعبًا.

أحد المستخدمين كتب في مراجعة على متجر App Store: “Pinterest لم يعد كما كان، الصور الحقيقية التي التقطها الناس اختفت وسط فيض من الصور الصناعية.”

ردّ الشركة جاء سريعًا. فقد أكد مات مادريغال، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في Pinterest، أن المنصة تسعى من خلال هذه الأدوات إلى “تمكين المستخدمين من تخصيص تجربتهم أكثر من أي وقت مضى”، مع تحقيق توازن بين الإبداع البشري وابتكارات الذكاء الاصطناعي.

كيف تعمل الميزة الجديدة؟

الخيارات الجديدة متاحة في إعدادات التطبيق، تحت قسم “تحسين توصياتك” (Tune Your Recommendations)، حيث يمكن للمستخدمين تحديد نسبة ظهور المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي أو إيقافه كليًا في فئات محددة.

الميزة متوفرة حاليًا لمستخدمي Android ونسخة سطح المكتب، على أن تصل إلى أجهزة iOS خلال الأسابيع القادمة.

تقول Pinterest إن الهدف من ذلك هو منح المستخدمين سيطرة حقيقية على تجاربهم البصرية، لا سيما في فئات حساسة مثل الموضة، الديكور، الطبخ، أو التصوير، حيث يصعب أحيانًا التمييز بين المحتوى الحقيقي والمصطنع.

الإبداع البشري أم الخوارزميات؟

هذا التحديث يثير نقاشًا واسعًا في عالم التكنولوجيا حول العلاقة بين الإبداع البشري والذكاء الاصطناعي. فبينما يرى البعض أن الصور المولّدة بالذكاء الاصطناعي توسّع آفاق الإبداع وتلهم الفنانين، يرى آخرون أنها تشوّه المشهد البصري وتخلق منافسة غير عادلة أمام المصممين والمصورين الحقيقيين.

وفقًا لتقارير حديثة، فإن أكثر من نصف المحتوى المنشور عبر الإنترنت اليوم مُنشأ باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي. وهذا الرقم يُظهر حجم التحوّل في طبيعة الإنترنت كمجال للإبداع الإنساني.

كيف سيتأثر مستخدم Pinterest؟

من المرجح أن تسهم هذه الخطوة في استعادة ثقة المستخدمين القدامى الذين شعروا بأن المنصة فقدت جوهرها الإلهامي الأصلي. كما قد تفتح الباب أمام نموذج توازن جديد بين الإنسان والآلة، حيث يتعايش المحتوى الحقيقي والمولد آليًا ضمن بيئة أكثر شفافية وتحكمًا.

أما بالنسبة للمبدعين، فقد تساعد هذه التغييرات في تمييز أعمالهم الأصلية بوضوح أكبر. مما يمنحها قيمة أعلى في خوارزمية التوصيات المستقبلية.

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تُحفّز هذه الخطوة بقية المنصات – مثل إنستغرام وتيك توك – على اتخاذ إجراءات مماثلة، لضمان تجربة استخدام أكثر صدقًا وتوازنًا.

المصدر:

صحيفة The Independent + بيانات رسمية من Pinterest