في يوم واحد فقط، دخل لاري إليسون، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة أوراكل، التاريخ من أوسع أبوابه بعدما قفزت ثروته بأكثر من 100 مليار دولار، ليصبح أغنى رجل في العالم متفوقاً على إيلون ماسك.
كيف حدث ذلك؟
القصة بدأت يوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025، عندما ارتفع سهم أوراكل بنسبة تقارب 40% في واحدة من أفضل جلسات التداول للشركة منذ عام 1992.
هذا الارتفاع لم يكن عشوائياً، بل جاء مدفوعاً بإقبال غير مسبوق على خدمات الحوسبة السحابية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. الشركة أعلنت عن توقيع عقود ضخمة مع شركات كبرى مثل OpenAI و xAI، ما عزز ثقة المستثمرين ودفع القيمة السوقية لأوراكل إلى نحو 950–969 مليار دولار، لتقترب بشدة من حاجز التريليون.
ماذا يعني هذا لإليسون؟
يمتلك لاري إليسون نحو 41% من أسهم أوراكل، ومع الزيادة القياسية في القيمة السوقية للشركة، ارتفعت ثروته بما يقارب 101 مليار دولار في يوم واحد.
لتقريب الصورة: لم يسبق أن سجل شخص واحد مثل هذه القفزة في ثروته في غضون 24 ساعة، حتى مع أحداث كبرى مثل انفصال جيف بيزوس أو الميراث الضخم لبعض الورثة.
بعد هذا الارتفاع، بلغت ثروة إليسون نحو 393–395 مليار دولار، متجاوزاً ثروة إيلون ماسك بحوالي 11 مليار دولار، ليجلس لأول مرة على عرش قائمة أغنى أغنياء العالم.
لماذا هذه القفزة مهمة؟
- انعكاس لقوة سوق الذكاء الاصطناعي: الطلب الكبير على البنية التحتية السحابية يثبت أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد “ترند”، بل قطاع اقتصادي عملاق يعيد رسم خريطة الثروة.
- تحول أوراكل: الشركة التي بدأت كعملاق برمجيات لقواعد البيانات أصبحت اليوم لاعباً رئيسياً في الحوسبة السحابية، تنافس عمالقة مثل أمازون ومايكروسوفت.
- إشارة للأسواق: صعود سهم واحد بهذا الحجم قد يدفع المزيد من المستثمرين لإعادة التفكير في استراتيجياتهم الاستثمارية، خصوصاً في مجال التقنية السحابية.
نظرة تحليلية
يمكن القول إن ما حدث ليس مجرد “حظ” أو “قفزة عابرة”. لاري إليسون استثمر منذ سنوات في توسيع قدرات أوراكل السحابية، واليوم يجني ثمار هذا الرهان. في المقابل، هذا الحدث يطرح سؤالاً جوهرياً: هل نحن أمام بداية “فقاعة جديدة” مدفوعة بالذكاء الاصطناعي، أم أنها تحولات حقيقية ستستمر لسنوات قادمة؟
الجواب لن يظهر بين ليلة وضحاها، لكن ما نعرفه الآن أن إليسون أصبح رمزاً لعصر جديد، حيث الذكاء الاصطناعي يعيد توزيع الثروات على نحو لم يشهده العالم من قبل.
