في هوليوود، حيث تُصنع الأحلام وتُروى القصص، غالبًا ما يكون الواقع أكثر قتامة من أي سيناريو سينمائي. هذه المرة، لم تكن الأضواء مسلطة على فيلم جديد، بل على لغز حقيقي بدأ برائحة كريهة لا تُحتمل، وانتهى بكشف مروع هزّ الأوساط الفنية ومتابعي نجم صاعد.
من رائحة كريهة إلى مسرح جريمة: كيف كُشف الستار عن المأساة؟
بدأت القصة في أحد أحياء لوس أنجلوس الهادئة، حيث لاحظ السكان وجود سيارة تسلا سوداء اللون متوقفة لعدة أيام. في البداية، لم يثر الأمر أي شكوك، فالسيارات الفاخرة جزء من مشهد هوليوود اليومي. ولكن، مع مرور الوقت، بدأت رائحة غريبة ومنفرة تنبعث من السيارة، وتزداد قوة مع كل يوم يمر.
دفع هذا الوضع المقلق أحد السكان إلى الاتصال بشرطة لوس أنجلوس يوم الاثنين، للإبلاغ عن مصدر الرائحة المجهول. وعندما وصلت الدورية إلى الموقع، لم يتطلب الأمر الكثير من الجهد لتحديد مصدر الرائحة. كانت تنبعث بوضوح من صندوق السيارة الكهربائية الصامتة. بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة، قام الضباط بفتح الصندوق ليواجهوا مشهدًا صادمًا: جثة في سيارة تسلا، في مرحلة متقدمة من التحلل، وملفوفة بإحكام بغطاء بلاستيكي. تحول الشارع الهادئ في لحظات إلى مسرح جريمة يعج بالمحققين والشريط الأصفر.
خيوط القضية تقود إلى عالم الشهرة: سيارة تسلا ونجم صاعد
أثناء التحقيقات الأولية، سرعان ما تكشفت مفاجأة أخرى زادت من تعقيد القضية. أظهرت السجلات أن السيارة مسجلة في ولاية تكساس باسم شاب يُدعى ديفيد أنتوني بيرك. هذا الاسم قد لا يعني الكثير للبعض، لكن اسمه الفني “D4vd” يمثل ظاهرة حقيقية على منصات مثل تيك توك وسبوتيفاي.
D4vd، الشاب الذي لم يتجاوز العشرين من عمره، حقق شهرة عالمية خاطفة في عام 2022 بأغنيته “Romantic Homicide”، التي حصدت مئات الملايين من المشاهدات وأصبحت خلفية موسيقية لعدد لا يحصى من مقاطع الفيديو. ومن المفارقات المثيرة للقلق أن اسم أغنيته التي تعني “القتل الرومانسي” أصبح الآن يتردد في سياق جريمة قتل حقيقية وغامضة.
صمت في وجه العاصفة: D4vd يواصل حياته والشرطة تبحث عن إجابات
في الوقت الذي كانت فيه الشرطة تفحص سيارته بحثًا عن أدلة، كان D4vd يعيش حياة النجومية على الجانب الآخر من البلاد. كان من المقرر أن يحيي حفلًا في مينيابوليس ضمن جولته العالمية، واستمر في الترويج لألبومه الجديد عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، وكأن شيئًا لم يكن.
هذا الصمت المطبق من قبل الفنان وفريقه أثار عاصفة من التكهنات بين الجمهور. هل سُرقت سيارته؟ هل هو ضحية لظروف لا يعلم بها؟ أم أن هناك جانبًا آخر من القصة لم يظهر بعد؟ حتى الآن، لم توجه الشرطة أي اتهام رسمي، ولكن من المؤكد أن مالك السيارة هو أول شخص سترغب في التحدث إليه.
تحليل أعمق: ما وراء الجريمة الصادمة في قلب هوليوود؟
هذه القضية تتجاوز كونها مجرد جريمة قتل أخرى في مدينة كبيرة. إنها تمثل تقاطعًا غريبًا بين عالم الشهرة الرقمية السريعة والواقع المظلم للجريمة. إن وجود جثة في سيارة تسلا مملوكة لنجم تيك توك ليس مجرد خبر، بل هو انعكاس لعصرنا الحالي، حيث يمكن أن تتصادم الحياة الافتراضية اللامعة مع حقيقة الموت القاسية في أي لحظة.
السؤال الرئيسي الذي يطرحه المحققون الآن ليس فقط “من هو القاتل؟”، بل “من هي الضحية؟”. هوية الجثة لا تزال مجهولة، وتحديدها هو الخطوة الأولى نحو حل هذا اللغز. وبغض النظر عن نتيجة التحقيق، فإن هذه الحادثة ستترك أثرًا لا يُمحى على مسيرة D4vd المهنية، وستظل تذكيرًا بأن الجانب المظلم من هوليوود حقيقي وموجود بعيدًا عن الشاشات.
المصدر:
التقارير الأولية من شرطة لوس أنجلوس (LAPD) وقناة “ABC7”
