إعلان

منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة أواخر عام 2023، تحولت حركة المقاطعة الشعبية إلى قوة اقتصادية عالمية تُربك كبار اللاعبين في السوق. لم تعد القضية مجرد شعارات على مواقع التواصل الاجتماعي، بل صارت أداة ضغط مالي مباشر كبّدت الشركات العملاقة خسائر غير مسبوقة.

قوة المستهلك المسلم

يمثل المسلمون نحو ملياري نسمة، أي ما يقارب ربع سكان العالم. هذا الرقم وحده كفيل بتحريك موازين الأسواق. فقد أظهر المستهلك المسلم وعيًا غير مسبوق بقدرته الشرائية، فبدأ يحوّلها إلى “سلاح ناعم” يجبر الشركات على مراجعة مواقفها. وما يميّز هذه المقاطعة أنها لم تقتصر على الدول العربية والإسلامية، بل وجدت صدى واسعًا لدى متضامنين من أوروبا وأميركا اللاتينية وآسيا.

الشركات المتأثرة وخسائرها بالأرقام

  • ستاربكس: خسرت نحو 11 مليار دولار من قيمتها السوقية عالميًا، بينما تراجعت إيراداتها في ماليزيا بنسبة 64%، وأعلنت عن خسائر 69 مليون دولار.
  • ماكدونالدز: سجّلت أول انخفاض في مبيعاتها منذ أربع سنوات، حيث تراجعت الإيرادات إلى 5.96 مليارات دولار بانخفاض 3%، مع خسائر كبرى في الشرق الأوسط.
  • أمريكانا (كنتاكي وكريسبي كريم): أرباحها هوت 40% عام 2024 لتصل إلى 159 مليون دولار فقط.
  • كوكاكولا وبيبسي: المبيعات في الشرق الأوسط هبطت 7%، بينما تضاعفت مبيعات البدائل المحلية مثل “في7″ المصرية و”ماتريكس كولا” الأردنية.
  • كارفور: تكبدت خسائر تجاوزت 937 مليون يورو، واضطرت لإغلاق جميع فروعها في الأردن وتحويلها إلى علامة جديدة.
  • إنتل: أوقفت مشروع مصنع ضخم بقيمة 25 مليار دولار في “كريات جات”، ما اعتُبر انتصارًا كبيرًا لحركة المقاطعة.
  • دومينوز بيتزا: خسرت أكثر من 1.5 مليار دولار من قيمتها السوقية، وسجّلت أول خسارة سنوية منذ عقود.

خطوات عملية لمقاطعة المنتجات الأميركية داخل أميركا نصرة لغزة

منتجات محلات البقالة العربية

1. اختيار البدائل المحلية أو المستقلة

  • لا تقتصر السوق الأميركية على الشركات العملاقة، بل يوجد آلاف العلامات الصغيرة والمستقلة التي لا علاقة لها بدعم إسرائيل.
  • مثال: بدلًا من ستاربكس → دعم المقاهي المحلية الصغيرة.
  • بدلًا من ماكدونالدز → مطاعم محلية أو مطابخ عائلية.
  • بدلًا من كوكاكولا وبيبسي → مشروبات عضوية أو محلية (kombucha، craft sodas).

2. تحديد أولويات المقاطعة

  • ركّز على الشركات الأكثر ارتباطًا بالاحتلال أو المعلنة صراحة دعمها.
  • من أبرز الأسماء عالميًا التي تستهدفها حملات BDS:
    ستاربكس، ماكدونالدز، دومينوز بيتزا، كوكاكولا، HP، إنتل.

3. المشاركة في الحملات الطلابية والنقابية

  • داخل الجامعات الأميركية، حركات Students for Justice in Palestine (SJP) نشطة جدًا وتطلق قوائم بالشركات المستهدفة.
  • بعض النقابات العمالية (مثل اتحاد عمال الموانئ) نظّمت مواقف مشابهة. دعم هذه الحملات يضاعف الأثر.

4. الضغط على الشركات عبر التواصل المباشر

  • إرسال رسائل إلى خدمة العملاء أو كتابة مراجعات علنية تربط بين موقف الشركة ودعم الاحتلال.
  • الشركات الأميركية حساسة جدًا للرأي العام المحلي.

5. استخدام قوة السوشيال ميديا

  • حملات “Boycott Starbucks” أو “Boycott McDonald’s” ترندت عدة مرات في أميركا.
  • مشاركة القصص الفردية (مثل صورة مشروب بديل أو وجبة محلية) تجعل الرسالة إنسانية وليست مجرد شعارات سياسية.

6. الانضمام إلى حركات BDS داخل أميركا

  • حركة Boycott, Divestment, Sanctions (BDS) لديها فروع ونشاطات واسعة داخل الولايات المتحدة.
  • يمكن التسجيل في نشرتها البريدية أو حضور فعالياتهم لمعرفة آخر التحديثات عن الشركات المستهدفة.

7. إظهار الأثر بالأرقام

  • حتى تراجع 3–5% في المبيعات بسوق أميركا يُعتبر تهديدًا للشركات ويجبرها على إعادة النظر في سياساتها.
  • الشركات تراقب بشدة تقارير المبيعات الفصلية، وأي ضغط محلي يُضخّم الأثر العالمي.

أكثر من مجرد خسائر مالية

المقاطعة لم تخلق فقط ضغطًا اقتصاديًا، بل أطلقت أيضًا منافسة جديدة لصالح المنتجات المحلية. من مصر إلى ماليزيا، برزت علامات جديدة استفادت من الفراغ الذي تركته الشركات المتراجعة. هذا التحول يعكس أن المقاطعة لا تضر بالشركات الكبرى فحسب، بل تمنح فرصًا حقيقية لنمو البدائل الوطنية.

أصوات الناس والتحولات الشعبية

كثير من المستهلكين يعبّرون اليوم عن فخرهم بقدرتهم على التأثير. معتبرين أن كل علبة مشروب محلي أو وجبة من مطعم وطني هي “صوت سياسي واقتصادي” يُسمع صداه في البورصات العالمية.

إعلان

إذا استمرت المقاطعة بنفس الزخم، فإن الشركات الداعمة لإسرائيل ستجد نفسها أمام أحد خيارين: إما تغيير سياساتها العلنية تجاه الصراع، أو خسارة أسواق بمليارات الدولارات لا يمكن تعويضها بسهولة. أما المستهلك المسلم، فقد أثبت أن مقاطعته لم تعد فعلًا عاطفيًا مؤقتًا، بل استراتيجية طويلة الأمد تُعيد تشكيل الاقتصاد العالمي.

المصدر:

  • تقارير فوربس، الغارديان، فايننشال تايمز، رويترز.
  • بيانات شركات ستاربكس، ماكدونالدز، أمريكانا، كارفور.
  • مرصد الأعمال وحقوق الإنسان.
  • Metalsy — تحليل وتحرير

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version