منذ عقود طويلة، ظلّ اسم “مثلث برمودا” يتردّد في القصص والأساطير، مرتبطًا بحوادث اختفاء مروّعة وغامضة لسفن وطائرات وحتى أشخاص. فهل نحن أمام منطقة خارجة عن قوانين الطبيعة؟ أم أن العلم قادر على تفسير هذه الظواهر؟ في هذا المقال، نغوص في أعماق هذا اللغز الشهير، ونسلّط الضوء على الوقائع الحقيقية، ونفكك أبرز النظريات، ما بين التفسير العلمي والخرافة.
ما هو مثلث برمودا وأين يقع؟
مثلث برمودا هو منطقة جغرافية شهيرة في شمال المحيط الأطلسي، يشكّل حدودها كل من برمودا، ولاية فلوريدا، وسان خوان في بورتوريكو. ورغم أن شكله يوحي بالبساطة، إلا أن مساحته قدّرت بحوالي 500,000 إلى 1.5 مليون ميل مربع بحسب مصادر مختلفة، ما يجعله من أكبر المساحات البحرية المرتبطة بحوادث غير مفسّرة.
ورغم أن المنطقة تشهد حركة ملاحية كثيفة ووجود دوريات بحرية وجوية، إلا أنّ سجلّها مليء بحوادث لم تُحسم أسبابها حتى اليوم، وهذا ما أضفى على المكان صبغة من الغموض.
أشهر حوادث الاختفاء في مثلث برمودا
حادثة السفينة “إلين أوستن” (1881)
واجهت السفينة “إلين أوستن” أثناء إبحارها من ليفربول إلى نيويورك سفينة مهجورة تمامًا، فقرر القبطان إرسال طاقم للسيطرة عليها. لكن عند شروق اليوم التالي، اختفت السفينة المهجورة من جديد مع الطاقم، في واقعة لا تزال بلا تفسير.
سفينة USS Cyclops (1918)
واحدة من أكبر الكوارث البحرية في تاريخ البحرية الأمريكية، حيث اختفت السفينة الضخمة “سايكلوبس” وعلى متنها 300 شخص وحمولة من خام المنغنيز، دون إرسال نداء استغاثة. لم يُعثر على حطامها حتى الآن.
الرحلة 19 (1945)
خمس طائرات حربية أمريكية أقلعت في مهمة تدريبية من فلوريدا واختفت بالكامل في الأجواء، وتبعها اختفاء طائرة الإنقاذ التي أُرسلت للبحث عنها. الحادثة خلّفت رعبًا واسعًا ووُصفت بأنها “رحلة إلى المريخ”.
حراس منارة إسحاق العظيم (1969)
حادثة غريبة حيث اختفى حارسان منارة في جزر الباهاما دون أن يتركوا أي أثر، رغم تجهيزاتهم وتجهيز وجبة طعام لم تُلمس.
التفسيرات العلمية للغز مثلث برمودا
1. الطقس القاسي والعواصف
تقول NOAA إن المنطقة تمر بها أغلب الأعاصير الاستوائية، إلى جانب تيار الخليج السريع، مما قد يُحدث تغيّرات جوية مفاجئة وخطيرة.
2. الأمواج المارقة
هي أمواج عملاقة قد تصل لـ30 مترًا، يمكنها إغراق أي سفينة مهما كانت ضخمة، خاصةً في حال اجتماع عدة عواصف من اتجاهات مختلفة.
3. انفجارات الميثان
يُعتقد أن غاز الميثان المتجمع في قاع المحيط يمكن أن يُحدث انفجارات تحت الماء تُغرق السفن وتُسقط الطائرات.
التفسيرات الخارقة والأسطورية
1. الكائنات الفضائية
بعض النظريات تزعم أن الفضائيين يستخدمون مثلث برمودا كنقطة اختطاف للسفن والطائرات، لأغراض الدراسة أو التجريب.
2. الثقوب الدودية والانتقال عبر الزمن
مقترحات خيالية تعتبر أن المثلث يحتوي على “بوابة” إلى بعد آخر، ما يُفسّر الاختفاء المفاجئ.
3. مدينة أتلانتس
نظرية شعبية تقول إن “أتلانتس” الغارقة تقع تحت هذه المنطقة، وأن طاقاتها البلورية هي المسؤولة عن الحوادث الغامضة.
اقرأ المزيد حول مدينة أتلانتس الضائعة
هل مثلث برمودا حقيقة أم خرافة؟
بحسب الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، لا توجد خرائط رسمية تعترف بـ”مثلث برمودا” كمصطلح جغرافي، ولم تُسجّل حالات اختفاء فيه بأعداد تتجاوز باقي مناطق العالم البحري.
وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن معظم الحالات التي اُعتبرت غامضة، اتضح لاحقًا أن لها تفسيرات منطقية مثل الطقس أو مشاكل في الملاحة.
خلاصة الرأي من “Metalsy”:
مثلث برمودا يظل واحدًا من أكثر الظواهر التي جمعت بين الواقع والخيال، بين العلم والأسطورة. وبينما لا يمكن إنكار بعض الحوادث الغامضة، فإن التضخيم الإعلامي لعب دورًا في تغذية هذه الأساطير. في “Metalsy”، نؤمن بأهمية تحليل الظواهر بعيون علمية وعقلانية، مع ترك مساحة للأسئلة المفتوحة التي قد تحمل مفاجآت مستقبلية.
أسئلة شائعة حول مثلث برمودا
ما سبب شهرة مثلث برمودا؟
لارتباطه بعدد من حوادث الاختفاء غير المبررة، وتضخيم الإعلام لها خلال القرن الماضي.
هل يوجد دليل علمي على أن مثلث برمودا خطير؟
لا. معظم الخبراء يؤكدون أن نسبة الحوادث فيه لا تختلف كثيرًا عن مناطق أخرى مماثلة في المحيطات.
هل يمكن أن يكون هناك مخلوقات فضائية مسؤولة عن الحوادث؟
لا يوجد دليل علمي على ذلك، وتُعتبر هذه الفرضيات جزءًا من الخيال العلمي.
هل تم العثور على حطام السفينة USS Cyclops؟
لا. لم يُعثر حتى اليوم على أي أثر لحطام السفينة أو طاقمها.
