إعلان

في أكتوبر 2025، أعلنت الأكاديمية السويدية فوز الأديب الهنغاري لاسلو كراسناهوركاي بجائزة نوبل للآداب، في تكريم ملفت لمسار أدبي فريد يتسم بالغموض والتأمل. وقد شكّل هذا الإعلان مفاجأة للكثيرين، لكن لأولئك المتابعين للأدب الأوروبي المعاصر، كان تتويجًا محتملاً لإنتاج طويل من النصوص التي تتجاوز العبث والكآبة لتبحث عن لحظات من الخلاص الفني.

من هو لاسلو كراسناهوركاي (László Krasznahorkai)؟

  • وُلد عام 1954 في غيولا جنوب شرق هنغاريا، قرب الحدود مع رومانيا، في مدينة صغيرة تحمل هدوءًا داخليًا.
  • تلقى تعليمه الجامعي في القانون، لكن شغفه بالأدب دفعه إلى استكشاف الرواية والكتابة الفكرية.
  • أعماله غالبًا ما تُوصف بأنها ما بعد حداثية، فلسفية، مظلمة، وواسعة النطاق.
  • من أشهر أعماله:
    • Satantango (1985): عمل لافت بأسلوبه الطويل والمترابط، أصبح علامة في الأدب الهنغاري.
    • The Melancholy of Resistance (1989)
    • أيضًا أعمال أخرى مثل War and War و Seiobo There Below التي شهدت اهتمامًا عالميًا وترجمات عديدة.
  • تميّزه أسلوب الجمل الطويلة الممتدة، والكثافة اللغوية، والتعبير الرمزي المكثّف الذي يتجاوز السرد المباشر.
  • وقد تعاون سينمائيًا مع المخرج الهنغاري الشهير بيلا تارّ في تحويل بعض أعماله إلى أفلام ذات طابع تأملي وبصري غامق.

لماذا منحه نوبل للآداب؟

تمنح جائزة نوبل للآداب إما لعمل واحد استثنائي أو لإجمالي إسهام الكاتب في الأدب الإنساني. في حالة كراسناهوركاي، ذهبت الأكاديمية إلى تكريم مجموع إنتاجه الأدبي، معتبرة أن كتاباته:

«تُعيد تأكيد قوة الفن في وسط رعب كابوسي»

وورد في بيان الأكاديمية:

“لمجموعة أعماله المقنعة والرؤية التي، في خضمّ الرعب الأبوكاليبسي، تتجدّد بها الثقة في الفن”

إعلان

يمكن تلخيص دوافع الاختيار على النحو التالي:

  1. الرؤية الأدبية الشاملة: عمله ليس مجرد سرد بل تأمل في الوجود، الأفول، القوة، والكفاح.
  2. التوازن بين الظلام والضوء: رغم أن موضوعاته تميل إلى الكآبة، إلا أن النصوص تمنح لحظات من الخلاص والتأمل.
  3. إضفاء قيمة فنية عالية على اللغة نفسها: حيث يُعامل النص الأدبي كمساحة عصية على التقليدية.
  4. كونه جسرًا بين الشرق والغرب الأدبيين: فقد تأثر برحلاته إلى آسيا وتأملاته في ثقافات الشرق.

مقارنة مع الفائزين السابقين وأهمية الزمان والمكان

  • يُعد كراسناهوركاي ثاني أديب هنغاري يفوز بجائزة نوبل للآداب بعد إميه كيرتِس في 2002.
  • في العقدين الأخيرين، رغّبت الأكاديمية أحيانًا في الاحتفاء بأصوات خارج القطاع الأدبي الغربي الكلاسيكي، كما فازت في السنوات الأخيرة كاتبات مثل هان كانغ (2024).
  • اختيار كراسناهوركاي يأتي في وقت يشهد فيه العالم أزمات متعددة: صراع، تهديدات بيئية، أزمات الهوية. في مثل هذا الزمان، قد تبدو روايته التي تتحدث عن الخلل والكوارث أكثر صلة من أي وقت مضى.

بعض ردود الفعل والتحليلات

  • وصفته وسائل الإعلام بأنه “ماجِر الأبوكاليبس” (Master of Apocalypse) نظرًا لطابع أعماله المظلم والنزوع إلى التعبير المرهف عن نهايات الحضارات.
  • تعليقات بعض النقاد أشارت إلى أن هذا الاختيار يعكس رغبة الأكاديمية في مواجهة التحديات المعاصرة عبر الأدب الذي لا يخجل من الظلال.
  • في مقابلة له، قال كراسناهوركاي إنه يعيش دائمًا عملية مراجعة وتصحيح للنصوص: أنه يُعيد النظر في أعماله كما لو أنها قيد الإعادة المستمرة، في سعي للكمال الأدبي.
  • في الوسط الأدبي، أعرب بعض الكتاب المعاصرين عن ترحيبهم بهذا القرار، معتبرينه رسالة بأن الأدب المعقّد والمطلوب يُمكن أن يحظى بالتقدير العالمي، وليس فقط السرد اليسير.

القراءة المقترحة لمن يرغب في البدء

إذا أردت أن تقترب من عالم كراسناهوركاي، هذه بعض النقاط التي تساعد:

  • ابدأ بـ Satantango: لأنه العمل الذي أناره الطريق له، ويعبّر بأفضل صورة عن أسلوبه المترابط المكثّف.
  • اقرأ الترجمة مع التأمل: النص غالبًا ما يُقدّم ككتلة أدبية واحدة، دون فواصل واضحة، فالتدبر مهم.
  • اقرأ النقد المرافق: الكثير من قرّاءه يستعينون بدلائل تفسيرية أو ملاحظات الكاتب نفسه لفهم الطبقات الرمزية.
  • قارن بين الاتجاهات الأدبية المعاصرة: قارن مثلاً بينه وبين أعمال أدباء ما بعد الحداثة أو الأدب الوجودي، لترَ أين يكمن تميّزه.

هل كان الاختيار موفقًا؟

من وجهة نظري، نعم. في عالَم اليوم الذي يحنّ إلى الرواية التي تُدرك الظلال ولا تخافها، فإن تكريم كراسناهوركاي يرسل رسالة قوية: أن الأدب ليس مجرد تسلية، بل مرآة مرعبة وجميلة في الوقت نفسه. اختياره يفتح الباب أمام جمهور أوسع من القرّاء للاستعداد لمواجهة الأدب غير السهل، والتصالح مع فكرة أن النصوص الكبرى قد تطلّب صبرًا، بل تجريبًا في قراءة الجمل الطويلة، التأملات والتعمّقات.

كما أن توقيته مهم: في عصر يُراد فيه تبسيط كل شيء (الأخبار، القصص، المنصات)، يذكرنا كراسناهوركاي بأن العمق لا يُستساغ سريعًا، لكنه يبقى ذا قيمة.

المصادر:

  • رويترز
  • الغارديان
  • AP News
  • Wikipedia
  • الموقع الرسمي لجائزة نوبل

قسم الأسئلة الشائعة

من هو لاسلو كراسناهوركاي؟
هو أديب هنغاري ولد عام 1954 في بلدة غيولا، اشتهر بأسلوبه الفلسفي العميق والنصوص التي تمزج بين الرمزية والكآبة والبحث الوجودي.
لماذا فاز بجائزة نوبل للآداب لعام 2025؟
نال الجائزة تقديرًا لإبداعه المؤثر والرؤيوي الذي يعكس قدرة الفن على الخلاص وسط رعب كابوسي، وفق بيان الأكاديمية السويدية.
ما أبرز أعمال لاسلو كراسناهوركاي؟
من أشهر أعماله رواية Satantango (1985)، وThe Melancholy of Resistance (1989)، وWar and War، وSeiobo There Below.
كيف يتميّز أسلوبه الأدبي؟
يتميّز بأسلوب طويل الجمل، مليء بالتفاصيل والتأملات، يجمع بين الفلسفة والخيال والواقعية الرمزية.
ما الرسالة الأهم من فوزه بجائزة نوبل؟
أن الأدب العميق والمعقّد لا يزال يحظى بالتقدير العالمي، وأن اللغة يمكن أن تكون وسيلة خلاص فني في عالم مضطرب.

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version