إعلان

أثارت حادثة اعتداء مديرة مدرسة في مدينة داريا بريف دمشق على مجموعة من طلابها موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار مقطع فيديو يوثق لحظة الضرب داخل المدرسة.

وأعلنت مديرية تربية ريف دمشق عن إيقاف المديرة وإحالتها إلى الرقابة الداخلية، مؤكدة رفضها التام لأي شكل من أشكال العقاب الجسدي أو الإهانة تجاه الطلبة.

وقال مدير التربية في المحافظة فادي نزهت إن الوزارة شكلت لجنة خاصة لمتابعة الحادثة واتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة بحق المخالفين. وأضاف:

“لقد آلمنا ما حدث كأهالٍ ووزارة تربية، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المديرة، ونؤكد على أهمية الابتعاد عن أي وسيلة إيذاء كالضرب أو التعنيف، فهناك أساليب تربوية أخرى أكثر فاعلية.”


تفاعل واسع وآراء متباينة

تباينت ردود أفعال السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي. فبينما اعتبر البعض أن “القسوة أحيانًا ضرورية لضبط الطلاب”، رأى آخرون أن “العنف لا يمكن أن يكون وسيلة تربية، بل هو إهانة تزرع الخوف وتُضعف شخصية الطفل”.

إعلان

وذهب بعض المعلقين إلى اقتراح حلول وسط، كأن يُسمح بالعقاب الجسدي “ضمن الحدود”، فيما رفض آخرون الفكرة من أساسها، مؤكدين أن “حتى الحيوانات لا تُضرب، فكيف بالأطفال؟”.


وجهة نظر شخصية

ما حدث لا يمكن تبريره بأي شكل. الضرب داخل المدارس لا يعلّم الانضباط، بل يُرسّخ الخوف ويقتل الثقة بين الطالب والمعلم. مهمة المدرسة هي التربية قبل التعليم، ولا يمكن أن تتحقق التربية بالعنف.


لماذا الضرب خاطئ من وجهة تربوية ونفسية

  • يؤذي نفسية الطفل: يشعر بالإهانة والذل، ما يؤثر في شخصيته على المدى الطويل.
  • يقتل دافعية التعلم: الطالب الذي يخاف من المعلم لا يتعلم حبّ المعرفة بل يتعلم الهروب.
  • ينقل العنف جيلاً بعد جيل: الطفل الذي يتعرض للضرب اليوم قد يمارسه غداً على غيره.
  • يفسد العلاقة التربوية: التربية تقوم على الاحترام والتواصل، لا على الخوف والإكراه.

بدائل تربوية مثبتة بدل الضرب

  • التحفيز الإيجابي: تشجيع الطالب عند التقدّم ولو بخطوات بسيطة.
  • الحوار والتفهّم: مناقشة الطالب بهدوء لمعرفة سبب السلوك الخاطئ.
  • العقوبات التربوية: مثل حرمان الطالب مؤقتاً من نشاط يحبه، أو توجيه إنذار رسمي.
  • التعاون مع الأهل: إشراك الأسرة في معالجة السلوك دون فضيحة أو عنف.
  • الإرشاد النفسي: وجود مختص يساعد الطلاب على التعامل مع الضغوط والسلوكيات الصعبة.

حادثة داريا تفتح من جديد ملف العنف المدرسي الذي لم يُغلق بعد، وتؤكد أن العملية التربوية بحاجة إلى تحديثٍ حقيقي في أساليبها. فلا بناء لجيلٍ متعلم ومحترم دون بيئة تعليمية آمنة يشعر فيها الطالب أن المدرسة بيته الثاني، لا مكاناً للعقاب والخوف.

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version