إطلاق “جوائز Rings” من إنستغرام: تكريم رمزي للمبدعين الرقميين

في أكتوبر 2025، أعلن إنستغرام عن مبادرة جديدة لاختيار 25 مبدعًا عالميًا ومنحهم جوائز Rings— ابتكار يجمع بين التكريم المادي والرقمي، مع تركيز على الأثر الإبداعي والتجديد في المحتوى.

هذه الخطوة جاءت في ظل تغيّرات كبيرة في سياسات المنصات تجاه منشئي المحتوى، ولهذه المبادرة أبعاد فكرية وتسويقية تستحق الوقوف عندها.

ما هي “جوائز Rings” وكيف تعمل؟

ما تتضمنه الجائزة

• يحصل الفائزون على خاتم مادي مخصص من تصميم الأزياء الإنجليزية غريس ويلز بونر.
• تُضاف لهم علامة رقمية: هالة ذهبية تحيط بصورة ملفهم الشخصي عند عرض القصص (Stories).
• يُمنح الفائزون القدرة على تخصيص زر “إعجاب” فريد في واجهة تغذيتهم، بالإضافة إلى خلفية مخصصة لصفحتهم.
• لا توجد مكافأة مالية مباشرة للفائزين.

لجنة التحكيم المعنية

تضم اللجنة شخصيات بارزة من مجالات متعددة، مثل:

• آدم موسيري (رئيس إنستغرام)
• المخرج سبايك لي
• المصمم مارك جاكوبس
• يوتيوبر ماركيز براونلي
• الممثلة يارا شهيدي وخبيرة التجميل بات ماكغراث

من المقرر الإعلان عن الفائزين يوم 16 أكتوبر.

لماذا أطلقت إنستغرام هذه الجائزة الآن؟

سياق تغيّر مخصصات المنصات

• في الأعوام الأخيرة، قلّصت ميتا (الشركة الأم) بعض برامج الدفع لمنشئي المحتوى، مثل مكافآت Reels وبرامج الإعلانات في الملفات الشخصية.
• في 2024، شهد عدد صفقات التعاون بين العلامات التجارية والمبدعين انخفاضًا بنسبة 52% حسب استطلاع من شركة Kajabi.
• كما أشار تقرير من بنك أوف أميركا إلى أن الشراكات المدعومة أصبحت تتركز لدى كبار المبدعين، مما يقلل الفرص المتاحة للبقية.

في هذا السياق، تبدو جوائز Rings بمثابة “جوائز رمزية” تملأ فراغًا بين الدعم المادي والدعم المعنوي: إنها تضع البصمة الذهبيّة على ملف المبدع، وتمنحه تميّزًا مرئيًا وفرصة للظهور.

بُعد رمزي واستراتيجي

الختام الذهبي الرقمي والخاتم المادي يُضفيان حالة من التفخيم الرمزي — ليس فقط للاحتفاء بالإبداع، بل لإبراز أن المنصة تقدر المبدعين البارزين. كما أن منح “حق تخصيص زر الإعجاب” يربط الجائزة مباشرة بتجربة الاستخدام، مما يمنح الفائزين ميزة مرئية أمام المتابعين.

مقارنة سريعة: إنستغرام مقابل جوائز المبدعين في منصات أخرى

هذه المقارنات تُظهر أن إنستغرام اختار طريقًا رمزيًا أكثر من كونه ماديًا، وهو تمايز في الاستراتيجية.

ردود فعل مبدعين وتحليلات مبدئية

• بعض المبدعين عبّروا عن إعجابهم بالطابع الرمزي للجائزة، معتبرين أنها تمنح “شارة شرف” داخل المنصة.
• آخرون تساءلوا عن قيمة الجوائز بدون دعم مادي، خاصة في ظل أن الإنتاج الرقمي يتطلب استثمارات كثيرة (معدات، برامج، فريق).
• من الناحية التحليلية، قد تكون هذه الخطوة محاولة من إنستغرام لإعادة بناء علاقة معنوية مع المبدعين في ظل تنافس قوي من تيك توك ويوتيوب على استقطاب الموهوبين.

من وجهة نظري، الجائزة ذكية كأداة تسويق لمنصة إنستغرام نفسها — فهي تشجّع المبدعين على التفاعل والمشاركة بحماسة أكبر، وتُولّد ضجيجًا إعلاميًا إيجابيًا، دون التزامات مالية كبيرة على المنصة. لكنها لن تكون كافية بمفردها لجذب أو الحفاظ على المواهب إذا لم تترافق مع برامج دعم مادي مستدام.

نقاط قوة وفرص وتحديات

نقاط القوة

1. تميّز بصري مباشر: الخاتم الذهبي الرقمي يميّز الفائزين فورًا.
2. تكلفة منخفضة على المنصة: لا مدفوعات نقدية كبيرة.
3. دعم العلامة التجارية: يوضح أن إنستغرام يقدّر الإبداع ويحتفل به.
4. تحفيز المشاركة: المبدعون سيعملون على ترك بصمة مدهشة لفرصة الفوز.

الفرص المحتملة

• ربط الجائزة بسلسلة سنوية يمكن أن تجعلها جزءًا من ثقافة المنصة.
• إمكانية تطويرها مستقبلاً لتضم دعمًا ماديًا أو منح تدريبية للمبدعين.
• استخدام الفائزين ك “سفراء محتوى” لتعزيز جودة المنصة.

التحديات

• قد تُعتبر الجائزة مظهرًا شكليًا إذا لم تترافق مع دعم ملموس.
• المنافسة من المنصات التي تعطي عوائد مالية مباشرة قد تقلل جاذبية الجوائز الرمزية.
• الجدل حول معايير الاختيار وضمان الشفافية قد يُثير الانتقادات.

إن إطلاق “جوائز Rings” من إنستغرام هو خطوة مبتكرة تمزج بين الرمزية والتميّز الرقمي، في زمن تقلّصت فيه المكافآت المادية للمنشئين. إنها محاولة لبناء تفاعل أعمق مع المبدعين وإعادة إحياء فكرة التكريم داخل المنصة نفسها.

لكن النجاح الحقيقي للجائزة يعتمد على ما إذا كانت ستتطور إلى دعم فعلي أو فرص حقيقية للمبدعين، أم ستبقى مجرد “شهادة ذهبية” على الحساب. المستقبل سيكشف كيف سترد المنصة على توقعات مجتمع المحتوى الرقمي المتنامي.

المصدر:

TechCrunch