إذا كنت تظن أنك مطّلع على أبرز أسرار الكون، فربما عليك إعادة التفكير. ففي الحقيقة، هناك 7 معلومات مفاجئة عن الفضاء الخارجي غير مكتشفة بكثرة لدى الجمهور العام. على الرغم من التقدم العلمي الهائل، لا تزال بعض الظواهر الكونية تحيِّر العلماء وتدفعهم إلى تطوير نظريات جديدة وأدوات رصد أكثر دقة. من المواد المظلمة والثقوب البيضاء إلى كويكبات ذات تركيبات استثنائية وأحدث الاكتشافات عبر التلسكوبات العملاقة، سنأخذك في جولة سريعة لاستكشاف هذه المعلومات العجيبة.
1. المواد المظلمة: لغز يكوّن أغلب كتلة الكون
تُعد ظاهرة المواد المظلمة من أبرز الأسرار التي لم يُفكّ شفرتها بالكامل. تشكِّل هذه المواد، وفق التقديرات الحالية، ما يقارب 27% من كتلة الكون الكلية، فيما لا تشكل المواد العادية التي نعرفها سوى أقل من 5%. ورغم ذلك، لم يتمكن العلماء حتى الآن من رصد المواد المظلمة بشكل مباشر، لأنّها لا تصدر أي إشعاع يمكن قياسه بالتقنيات المعروفة. يدرس الفيزيائيون جاذبيتها وتأثيرها على حركة النجوم والمجرات لاستنتاج خصائصها الفريدة.
2. الثقوب البيضاء: نقيض الثقوب السوداء
غالبًا ما نسمع عن الثقوب السوداء، لكن قلةً منا تعرف عن الثقوب البيضاء التي تُعد نظريًا النقيض التام للثقوب السوداء. ففي الوقت الذي تقوم فيه الثقوب السوداء بامتصاص كل ما يقترب منها، تقترح بعض النظريات أن الثقوب البيضاء يمكن أن تقذف المادة بدلًا من ابتلاعها. حتى الآن، لم يُرصد ثقب أبيض حقيقي، ويظل هذا المفهوم في إطار الفرضيات الرياضية التي تسعى لتفسير بعض المعادلات في النسبية العامة.
3. الكويكبات المعدنية: منجم فضائي محتمل
يمتلئ حزام الكويكبات الواقع بين المريخ والمشتري بعدد هائل من الأجرام، إلا أن بعضها يمتلك تركيبات معدنية فريدة. كويكب يُدعى “سايكي” يُعتقد أنه يحتوي على معادن ثمينة مثل الذهب والحديد والنيكل بكميات كبيرة جدًّا، حتى أنّ بعض التقديرات تشير إلى أن قيمته الاقتصادية لو جرى استغلاله تفوق الاقتصاد العالمي برمته. هذا الأمر يفتح باب الخيال واسعًا للتفكير في مستقبل التعدين الفضائي.
4. النجوم النابضة: منارات كونية متناهية الدقة
تتسم النجوم النابضة (Pulsars) بدقة كبيرة في إصدار نبضات منتظمة من الإشعاع الكهرومغناطيسي. هذه النجوم في الأساس بقايا نجوم نيترونية تدوُّم بسرعات فائقة، قد تصل إلى مئات الدورات في الثانية الواحدة. تُعد بمثابة ساعات كونية متناهية الدقة، ما يساعد العلماء على قياس المسافات الكونية ورصد موجات الجاذبية.
5. مجرات الأشباح: كتل خافتة من النجوم
من بين 7 معلومات مفاجئة عن الفضاء الخارجي تلك المتعلقة بما يُعرف بـ”مجرات الأشباح”. تتسم هذه المجرات بخفوتها الشديد وكثافتها المنخفضة، حيث تبدو كمجموعات متناثرة من النجوم تحيط بها نسب كبيرة من الغاز والغبار. يعتقد بعض الباحثين أن دراسة هذه المجرات الغامضة قد تكشف الكثير عن كيفية تشكُّل المجرات وطريقة توزّع المادة في الكون.
6. الموجات الجاذبية: صدى الاصطدامات الكونية
اكتُشفت الموجات الجاذبية تجريبيًا لأول مرة عام 2015، وأكدت تنبؤات ألبرت أينشتاين في النسبية العامة. تنشأ هذه الموجات عند اصطدام أجرام هائلة الكتلة، مثل تصادم ثقبين أسودين أو نجوم نيترونية. يمكن تشبيه الموجات الجاذبية بتموّجات تتولد في نسيج الزمكان نفسه وتنتشر بسرعة الضوء. تُعد دراستها بمثابة نافذة جديدة لرؤية أحداثٍ كونيةٍ شديدة العنف نادرًا ما تتاح لنا فرصة رصدها بوسائل أخرى.
7. التلسكوبات العملاقة تكشف سحر الكون المخفي
سواء تعلق الأمر بالتلسكوبات الأرضية أو تلك التي تدور في مدار حول الأرض، فإنّ التلسكوبات العملاقة الحديثة تكشف لنا عن تفاصيل مذهلة في أعماق الكون. تلسكوب “جيمس ويب” الفضائي، على سبيل المثال، يُعد أحدث هذه الإنجازات التي تفتح آفاقًا جديدة لدراسة أجواء الكواكب الخارجية، ورصد تكوين النجوم والمجرات في المراحل الأولى من نشأتها. بفضل تقنيات الرصد بالأشعة تحت الحمراء وأجهزة التحليل الطيفي، يتوقع العلماء أن نشهد اكتشافات ثورية في الأعوام المقبلة.
الاستنتاج
إن 7 معلومات مفاجئة عن الفضاء الخارجي التي استعرضناها تمنحنا لمحة سريعة عن مدى اتساع المجهول في هذا الكون الشاسع. من المواد المظلمة والثقوب البيضاء وصولًا إلى الأجرام ذات التركيبات المعدنية والموجات الجاذبية، يواجه العلم كل يوم تحديات جديدة لفهم أسرار السماء. وبينما تواصل التلسكوبات العملاقة إرسال بياناتها، يبدو أننا نقف على أعتاب حقبة جديدة من الاكتشافات الكونية التي قد تُغيّر فهمنا للفضاء بصورة جذرية.