شهدت الفلبين يوم الجمعة واحدة من أقوى الهزات الأرضية خلال السنوات الأخيرة، حيث ضرب زلزالان متتاليان جنوب البلاد، ما تسبب في مقتل وإصابة عدد من السكان وإلحاق أضرار بالغة بالبنية التحتية في مناطق مختلفة من مقاطعة دافاو أورينتال ومينداناو.
الزلزال الأول بلغت قوته 7.4 درجة على مقياس ريختر، ووقع قبالة الساحل الشرقي من بلدة ماناي في دافاو أورينتال على عمق يقارب 23 كيلومترًا، ما أدى إلى اهتزاز قوي شعر به السكان في أنحاء الجزيرة الجنوبية.
أفادت السلطات أن الزلزال تسبب في انهيارات أرضية وتشقق الطرق والمباني، كما تضررت عدة مدارس ومستشفيات ما اضطر بعض الإدارات إلى إجلاء المرضى والطلاب فورًا.
بعد ساعات قليلة فقط، هز المنطقة زلزال ثانٍ بقوة 6.9 درجة، ما زاد من مخاوف السكان الذين باتوا يقضون الليل في العراء خشية تكرار الهزات.
وأكد معهد الفلبين للزلازل والبراكين أن الزلزالين وقعا على طول الخندق الفلبيني النشط، مشيرًا إلى أن الهزة الثانية قد تكون تابعة للأولى أو ناتجة عن نشاط متصل بنفس الصدع الأرضي.
في البداية، أصدرت السلطات تحذيرات من موجات تسونامي وأجلت المئات من المناطق الساحلية، قبل أن يتم رفع التحذير لاحقًا بعد أن تبين أن مستوى البحر لم يرتفع بشكل مقلق.
بحسب البيانات الأولية، قُتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص وأصيب عشرات آخرون بجروح متفاوتة، فيما تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث تحت الأنقاض في القرى المتضررة.
كما تضرر مطار دافاو الدولي وعدد من المباني الحكومية، بينما شهدت المدن المجاورة انقطاعًا مؤقتًا للكهرباء والاتصالات.
السلطات تحذر من هزات لاحقة وتدعو إلى الحذر
حذّر معهد الزلازل من احتمال استمرار الهزات الارتدادية خلال الأيام القادمة، داعيًا السكان إلى البقاء في مناطق آمنة بعيدًا عن المباني المتصدعة أو الساحل.
كما دعا الرئيس الفلبيني إلى اجتماع طارئ لتقييم الوضع، في حين أكدت فرق الدفاع المدني أن خسائر البنية التحتية ما زالت قيد التقييم.
من جهة أخرى، أبدت دول آسيوية مجاورة تضامنها مع الفلبين وعرضت المساعدة في جهود الإغاثة، بينما تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعشرات مقاطع الفيديو التي أظهرت حالة الذعر بين السكان أثناء وقوع الزلزال.
لماذا تتكرر الزلازل في الفلبين؟
تقع الفلبين على ما يُعرف بـ “حلقة النار” في المحيط الهادئ، وهي منطقة جيولوجية نشطة تشهد نحو 90% من الزلازل في العالم.
هذا يجعل البلاد عرضة بشكل متكرر لهزات أرضية قوية وحتى ثوران البراكين.
ويؤكد الخبراء أن الزلزال الأخير يعكس النشاط المستمر للخندق الفلبيني الذي يُعد أحد أكثر الصدوع حركةً في العالم.
تُظهر هذه الكارثة مرة أخرى هشاشة البنية التحتية في المناطق النشطة زلزاليًا، وأهمية التخطيط المسبق لعمليات الإخلاء والتوعية المجتمعية.
وبينما تواصل السلطات الفلبينية جهود الإنقاذ، يأمل السكان أن تمر هذه الأزمة بأقل الخسائر الممكنة، وأن يكون هذا الزلزال درسًا لتعزيز الجاهزية الوطنية لمواجهة الكوارث المستقبلية.
المصدر:
- AP News
- Reuters