إعلان

في لحظات الصفاء التي يعيشها المؤمن أثناء صلاته، قد يجد قلبه مفتوحًا لرحمة الله وعطائه. ومن القصص المأثورة التي تحمل نفحة سماوية خالصة، ما رُوي عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، حين كان يصلّي نافلة فسمع صوتًا خلفه يردّد دعاءً عظيم المعنى عميق التأثير:

“اللهم لك الحمدُ كلّه، ولك الملكُ كلّه، وبيدك الخيرُ كلّه، وإليك يرجع الأمرُ كلّه، علانيته وسرّه، فأهلٌ أنت أن تُحمَد، إنك على كلّ شيء قدير.
اللهم اغفر لي جميعَ ما مضى من ذنوبي، واعصمني فيما بقي من عمري، وارزقني عملًا صالحًا يرضيك عنّي.”

ظلّ حذيفة يصلي بخشوع حتى فرغ، ثم التفَتَ ليعرف صاحب هذا الدعاء، فلم يجد أحدًا. فلما أخبر النبي ﷺ قال له:

“فذاك مَلَكٌ أرسله الله إليك يعلّمك الحمد.”

بهذه الكلمات النبوية تتجلّى قيمة هذا الدعاء، فهو درس سماوي في كيفية حمد الله وطلب عفوه والسير على طريق الطاعة بثبات.

إعلان

إن قوة هذا الدعاء ليست في ألفاظه فقط، بل في المنهج الإيماني الذي يقدّمه:

حمدٌ يملأ القلب، واستغفارٌ يطهّر الماضي، وعصمةٌ تحفظ المستقبل، وعملٌ صالح يجمع رضا الله ورحمته.

كيف يمكن للمؤمن أن يستفيد من هذا الدعاء؟

1) ترديده في لحظات الخلوة

يمكن قراءة هذا الدعاء في السجود، أو بعد الصلاة، أو في أي وقت يشعر فيه العبد بحاجة للتقرب إلى الله.

2) جعله منهجًا يوميًا

الدعاء يذكّر بأن العمر يمضي، وأن أجمل ما يبقى هو العمل الصالح.

3) استحضار معنى الحمد

الحمد ليس كلمة، بل حالة روحية تعكس الثقة بالله والإذعان له.

شاركها.

أكتب في تقاطعات الفكر الإنساني، من علم الاجتماع والفلسفة إلى الأديان والتاريخ. أهدف من خلال مقالاتي إلى طرح أسئلة عميقة، وتحليل الظواهر الثقافية والدينية برؤية نقدية ومعاصرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version