النقاط الرئيسية
- خطة سلام أوروبية أوكرانية من 12 بندًا تشمل تجميد القتال وضمانات أمنية.
- إعادة الإعمار بتمويل من الأصول الروسية المجمّدة في أوروبا.
- احتمال عرض الخطة على مجموعة السبع قبل نهاية أكتوبر وسط انقسام حول فرص نجاحها.
بينما تدخل الحرب الروسية الأوكرانية عامها الرابع، بدأت أوروبا وأوكرانيا في رسم ملامح ما يمكن اعتباره أول خريطة طريق نحو السلام منذ اندلاع الصراع. فبحسب تقارير بلومبيرغ ورويترز، تعمل كييف مع عدة عواصم أوروبية — بينها برلين وباريس وبروكسل — على إعداد خطة سلام من 12 بندًا تهدف إلى تجميد خطوط القتال الحالية وفتح الباب أمام مفاوضات أوسع مع موسكو.
ملامح الخطة المقترحة
المقترح يتضمن وقف إطلاق نار شامل يستند إلى الوضع الميداني الحالي، إلى جانب ضمانات أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا، قد تشمل إشرافًا دوليًا أو التزامًا دفاعيًا من الاتحاد الأوروبي. كما تنص البنود على استخدام الأصول الروسية المجمّدة في أوروبا لإعادة إعمار المدن الأوكرانية المدمّرة، ورفع تدريجي للعقوبات مقابل التزام موسكو بتنفيذ الاتفاق.
إلى جانب ذلك، تقترح المسودة آلية رقابة دولية قد تشرف عليها الأمم المتحدة أو لجنة مشتركة من الولايات المتحدة وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي، مع التزام كييف بعدم شن هجمات داخل الأراضي الروسية أثناء الهدنة. وتشمل البنود أيضًا استئناف صادرات الحبوب والطاقة عبر البحر الأسود بضمانات دولية.
تحول في المزاج الأوروبي
يبدو أن أوروبا بدأت تدرك أن الاستنزاف العسكري والاقتصادي طويل الأمد لم يعد مستدامًا، خصوصًا مع اقتراب شتاء جديد يهدد أزمة الطاقة. لذلك، فإن هذه الخطة تمثل — سياسيًا — تحولًا من الرهان على الانتصار الكامل إلى البحث عن تسوية تحفظ ماء الوجه للطرفين.
ورغم أن أوكرانيا أكدت أن أي اتفاق يجب أن يحافظ على “وحدة الأراضي الأوكرانية”، إلا أن القبول بتجميد القتال يفتح الباب أمام مرحلة جديدة قد تشبه ما حدث في كوريا قبل سبعين عامًا: هدنة طويلة دون سلام نهائي.
التحدي الأكبر: موقف موسكو
حتى الآن، لم تُصدر موسكو موقفًا رسميًا من المقترح، لكنها ترفض أي مبادرة تستند إلى الشروط الغربية. الكرملين يرى أن أي اتفاق يجب أن يعترف بالحدود الجديدة التي فرضتها الحرب. ومع ذلك، تشير مؤشرات في الداخل الروسي إلى رغبة ضمنية في تجنب جولة تصعيد جديدة خلال الشتاء، ما يجعل الباب مفتوحًا أمام تسوية مرحلية.
نظرة مستقبلية
من المقرر عرض الخطة على مجموعة السبع (G7) قبل نهاية أكتوبر الجاري، وسط تباين في المواقف بين من يرى أنها فرصة حقيقية لإنهاء الحرب، ومن يعتبرها مجرد محاولة أوروبية لتخفيف الضغط الداخلي.
لكن المؤكد أن هذه المبادرة — مهما كانت نتائجها — تمثل بداية انتقال الحرب من الميدان إلى طاولة السياسة. وقد يكون هذا التحول، بحد ذاته، أهم إنجاز لأوروبا منذ اندلاع الصراع.
المصدر:
- وكالة بلومبيرغ (Bloomberg)
- وكالة رويترز (Reuters)



