إعلان

في مشهد غير مألوف، أعلن شاب أسترالي يُدعى دانييل جاكسون، يبلغ من العمر 20 عامًا، عن قيام “جمهورية فيرديس الحرة” على قطعة أرض صغيرة غير مأهولة بين كرواتيا وصربيا. ورغم أن الخطوة بدت في بدايتها أشبه بحلم طفولي، إلا أنها سرعان ما تحولت إلى مشروع مثير للجدل جذب أنظار الإعلام والسلطات على حد سواء.

جاكسون لم يكتفِ بإعلان الأرض “جمهورية”، بل أنشأ علمًا، دستورًا، حكومة افتراضية، وحتى جوازات سفر رمزية. ومن بين أكثر من 15 ألف طلب مواطنة، تم قبول نحو 400 شخص من مختلف أنحاء العالم كـ”مواطنين” للجمهورية الجديدة.

ولكن من هو دانييل جاكسون

وُلد دانييل جاكسون لأبوين بريطانيين في أستراليا، ونشأ في ملبورن والتحق بالمدرسة الثانوية في Waverley Christian College، قبل أن ينتقل في سن 17 إلى المملكة المتحدة، تحديدًا إلى مدينة دوفر. هناك يعمل كمطور ألعاب مستقل على منصة Roblox، ويعيش حاليًا في المنفى بواسطة صديق مقرب.

أنشأ دانييل جاكسون علم، دستور حكومة، وحتى عملة، وجمع حوالي 400 “مواطن” من كل أنحاء العالم!

الجوانب القانونية والسياسية

من منظور القانون الدولي، لا يُمكن لأي “دولة” أن تكتسب اعترافًا إلا إذا توافرت فيها شروط اتفاقية مونتفيديو لعام 1933:

  1. شعب دائم.
  2. أرض محددة.
  3. حكومة فعالة.
  4. قدرة على الدخول في علاقات مع الدول الأخرى.

ورغم أن “فيرديس” تملك بعض هذه العناصر على الورق، إلا أنها تفتقر إلى الاعتراف الدولي، ولا يعيش مواطنوها فعليًا على الأرض التي يطالب بها المؤسس. السلطات الكرواتية تعاملت بصرامة مع المحاولة، إذ اعتقلت بعض المستوطنين ومنعت جاكسون من دخول أراضيها مجددًا.

إعلان

ظاهرة المايكرونايشنز

قصة “فيرديس” ليست معزولة؛ فقد شهد العالم تجارب مشابهة مثل “سي لاند” قبالة سواحل بريطانيا و**”مولوسيا”** في الولايات المتحدة. هذه الكيانات غالبًا ما تبدأ كتجارب فكرية أو احتجاجات رمزية على شكل الدولة الحديثة، لكنها تفتقر للاعتراف الرسمي.

مع ذلك، استطاعت بعض هذه المشاريع جذب الانتباه العالمي وخلق نقاش حول مفهوم السيادة وحدود الدولة.

بينما يرى البعض أن مشروع “فيرديس” فكرة عبقرية تُعيد تعريف معنى الدولة في عصر الإنترنت، يراه آخرون مجرد مغامرة مجنونة محكومة بالفشل أمام القوانين الدولية الصارمة.

إن قصة “جمهورية فيرديس” تكشف عن فراغات قانونية في المناطق الحدودية، وتطرح تساؤلات عميقة حول مفهوم الدولة في عالم باتت فيه المجتمعات الافتراضية أكثر تنظيمًا أحيانًا من الدول التقليدية. ومع ذلك، تبقى الحدود السياسية خطًا أحمر، ولن تسمح كرواتيا أو صربيا بقيام كيان “مستقل” على أراضيهما، حتى لو كان بحجم نصف كيلومتر مربع فقط.

المصدر:

تقارير صحفية من The Guardian، News.com.au، Times of India، New York Post، والموقع الرسمي لـ Verdis.


الأسئلة الشائعة حول جمهورية فيرديس

1. ما هي جمهورية فيرديس؟

هي دولة مصغّرة أعلنها شاب أسترالي عام 2019 على أرض غير مأهولة بين كرواتيا وصربيا.

2. هل تعترف الأمم المتحدة بجمهورية فيرديس؟

لا، فهي لا تحقق شروط الاعتراف الدولي ولا تملك سيادة معترف بها.

3. كم عدد مواطني فيرديس؟

حوالي 400 شخص حصلوا على “مواطنة رمزية” من أصل 15 ألف طلب.

4. ما موقف السلطات المحلية؟

كرواتيا تدخلت واعتقلت بعض المستوطنين، بينما لم تبدِ صربيا اعتراضًا واضحًا.

5. هل يمكن اعتبارها تجربة ناجحة؟

نجحت رمزيًا وإعلاميًا، لكنها قانونيًا تبقى مجرد تجربة فكرية غير قابلة للاعتراف الدولي.

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version