إعلان

في زمنٍ أصبحت فيه الخصوصية الرقمية سلعة نادرة، يظل معظم المستخدمين يغفلون عن عنصر أساسي في حماية بياناتهم: نظام أسماء النطاقات (DNS). غالبًا ما نستخدم خادم الـDNS الذي يوفره مزود خدمة الإنترنت (ISP) بشكل افتراضي، دون أن ندرك أن هذا الخيار قد يعرّض سجل تصفحنا للبيع أو المراقبة.

ولكن ما هو خادم الـDNS؟

خادم DNS (Domain Name System) هو بمثابة “دفتر عناوين” الإنترنت. عندما تكتب اسم موقع مثل metalsy.com في المتصفح، يقوم خادم الـDNS بتحويل هذا الاسم إلى رقم IP (مثل 192.168.1.1) يمكن لجهازك فهمه للتواصل مع خادم الموقع. وبدون هذه العملية، سيكون علينا جميعًا تذكر أرقام طويلة بدلًا من أسماء سهلة الاستخدام.

مشكلة استخدام DNS مزود الخدمة

عندما تكتب عنوان موقع في متصفحك، فإن أول ما يحدث هو إرسال طلب إلى خادم DNS لتحويل العنوان إلى رقم IP. إذا كنت تعتمد على خادم مزود الخدمة، فإن هذه الطلبات تُرسل عادةً بصيغة غير مشفرة (plaintext)، ما يعني أن مزود الإنترنت يمكنه تخزينها، تحليلها، وبيعها لشركات الإعلانات أو حتى تزويدها للحكومات عند الطلب.

تشير تقارير منظمات حماية الخصوصية إلى أن أكثر من 70% من مزودي الإنترنت حول العالم يقومون بتسجيل نشاط مستخدميهم عبر DNS. وبذلك، يصبح سجل تصفحك اليومي أشبه بكتاب مفتوح بين يدي طرف ثالث.

مخاطر إضافية

  • التتبع التجاري: بعض مزودي الخدمة يحولون بيانات DNS إلى “ملفات تعريف” تباع لشركات التسويق.
  • الحجب والتحكم: يمكن لمزود الخدمة حجب مواقع أو أدوات معينة على المستوى الشبكي، سواء بدافع سياسي أو اقتصادي.
  • ضعف الأمان: كثير من خوادم ISP لا تعتمد بروتوكولات مثل DNSSEC للتحقق من مصداقية الاستجابات، ما يفتح المجال لهجمات التلاعب (DNS Spoofing).

البدائل المتاحة: خوادم DNS مشفرة

هناك بدائل مجانية وآمنة توفر حماية أكبر:

إعلان
خصوصية الإنترنت
  • Cloudflare: يتميز بسرعة عالية وعدم تسجيل بيانات المستخدم.
    • الخادم الأساسي: 1.1.1.1
    • الخادم البديل: 1.0.0.1
  • Quad9: يركز على الأمان ويمنع الوصول إلى المواقع المليئة بالبرمجيات الخبيثة.
    • الخادم الأساسي: 9.9.9.9
    • الخادم البديل: 149.112.112.112
  • Control D: يقدم خيارات تخصيص قوية ويعتمد تقنيات تشفير متعددة.
    • الخادم الأساسي: 76.76.2.2
    • الخادم البديل: 76.76.10.10
  • AdGuard DNS: يدعم التصفية وحجب الإعلانات مع الحفاظ على الخصوصية.
    • الخادم الأساسي: 94.140.14.14
    • الخادم البديل: 94.140.15.15

معظم هذه الخدمات تدعم بروتوكولات حديثة مثل:

  • DNS-over-HTTPS (DoH): بروتوكول يرسل طلبات DNS عبر اتصال HTTPS مشفر، ما يجعل استفساراتك تبدو كأنها تصفح عادي ويصعب على مزود الخدمة أو المتطفلين التجسس عليها.
  • DNS-over-TLS (DoT): يقوم بتشفير استفسارات DNS باستخدام بروتوكول TLS، مما يضمن مرور البيانات بشكل آمن بين جهازك وخادم DNS.
  • DNS-over-QUIC (DoQ): أحدث بروتوكولات DNS، يستخدم تقنية QUIC السريعة لتشفير الطلبات، ويوفر أداءً أسرع مع أمان قوي ضد الاعتراض.

خيار أكثر تقدماً: استضافة خادم DNS خاص

إذا كنت من المستخدمين المتقدمين، يمكنك إنشاء خادم DNS محلي عبر أدوات مثل Unbound أو AdGuard Home أو Technitium. هذا يمنحك تحكمًا أكبر، مثل:

  • حجب الإعلانات على مستوى الشبكة.
  • منع التتبع من التطبيقات.
  • تعزيز سرعة التصفح داخليًا.

كيف يتم تغيير خادم الـDNS؟

تغيير خادم الـDNS خطوة بسيطة لكنها تختلف قليلًا حسب الجهاز أو الشبكة.

1. تغيير DNS على ويندوز (Windows 10/11)

  • افتح الإعداداتNetwork & Internet.
  • اختر Change adapter options.
  • اضغط بزر الفأرة الأيمن على الشبكة المتصلة → Properties.
  • حدد Internet Protocol Version 4 (TCP/IPv4)Properties.
  • ضع DNS الجديد في الخانات:
    • Preferred DNS: 1.1.1.1
    • Alternate DNS: 1.0.0.1.
  • اضغط OK.

2. تغيير DNS على أندرويد

  • افتح الإعداداتWi-Fi.
  • اضغط مطولًا على الشبكة المتصلة → تعديل الشبكة.
  • فعّل إعدادات متقدمة.
  • غيّر إعدادات DNS 1 و DNS 2.

3. تغيير DNS على آيفون (iOS)

  • افتح الإعداداتWi-Fi.
  • اضغط على أيقونة (ℹ) بجانب الشبكة.
  • مرر لأسفل إلى Configure DNS → اختر Manual.
  • أضف خوادم DNS الجديدة واحذف القديمة.

4. تغيير DNS على الراوتر (الأفضل لجميع الأجهزة)

  • افتح متصفحك واكتب عنوان الراوتر (غالبًا: 192.168.1.1 أو 192.168.0.1).
  • سجل الدخول باستخدام اسم المستخدم وكلمة المرور.
  • ابحث عن إعدادات Network أو WAN.
  • ستجد خانة Primary DNS و Secondary DNS.
  • أدخل العناوين الجديدة (مثل:
    • Cloudflare: 1.1.1.1 و 1.0.0.1
  • احفظ الإعدادات وأعد تشغيل الراوتر.

 

إن الاعتماد على DNS مزود الخدمة يشبه ترك باب منزلك مفتوحًا طوال الوقت. قد لا يقتحم أحد المكان فورًا، لكنك تعرض نفسك دائمًا للخطر. في عالمٍ تتحول فيه البيانات إلى “الذهب الرقمي”، من غير المنطقي أن نتنازل عن أبسط وسائل الحماية المتاحة.

إيقاف استخدام DNS مزود الخدمة خطوة بسيطة لكنها جوهرية. يكفي أن تغيّر إعدادات جهازك أو الراوتر إلى أحد البدائل الموثوقة لتضيف طبقة قوية من الحماية. ومع أن الإنترنت لن يكون آمنًا بنسبة 100%، فإن تقليل كمية البيانات التي تصل إلى أطراف ثالثة يمنحك فرصة أكبر للاحتفاظ بخصوصيتك.


الأسئلة الشائعة حول DNS مزود خدمة الإنترنت:

1. لماذا يعتبر DNS مزود الخدمة خطيرًا على الخصوصية؟

لأنه يسجل استفساراتك عن المواقع ويتيح تتبع سجل التصفح.

2. هل تغيير DNS يحسن سرعة الإنترنت؟

نعم، بعض المزودين مثل Cloudflare يقدمون استجابة أسرع من DNS مزود الخدمة.

3. ما هو أفضل DNS مجاني للخصوصية؟

Cloudflare وQuad9 من الخيارات الأكثر أمانًا وشهرة.

4. هل يكفي استخدام DNS مشفر لحماية الخصوصية؟

لا، لكنه خطوة مهمة بجانب استخدام VPN ومتصفح آمن.

5. هل أستطيع إعداد DNS خاص بي؟

نعم، عبر أدوات مثل AdGuard Home أو Unbound لتحكم كامل بالشبكة.

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version