تعيش إندونيسيا مجددًا على وقع ثوران بركاني مقلق، وهذه المرة من جبل “ليووتوبي لاكي-لاكي”، الذي استيقظ من سباته مطلقًا سحابة ضخمة من الرماد وصلت إلى ارتفاع 10 كيلومترات. هذا الحدث تسبب في فوضى جوية كبيرة، دفع السلطات إلى إلغاء عشرات الرحلات ورفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى. في بلد يقع ضمن “حلقة النار” النشطة زلزاليًا وبركانيًا، فإن كل ثوران يحمل احتمال كارثة.
تفاصيل ثوران بركان ليووتوبي في فلوريس
ما الذي حدث؟
ثار جبل ليووتوبي لاكي-لاكي، الذي يبلغ ارتفاعه 1703 أمتار، مساء الثلاثاء في جزيرة فلوريس شرق إندونيسيا. وتسبب في انبعاث سحابة هائلة من الرماد غطّت سماء المنطقة ووصلت إلى ارتفاع 10 كيلومترات، وهو ما اعتبرته السلطات مؤشرًا على قوة غير اعتيادية للثوران.
تأثير الثوران على الرحلات الجوية
بسبب الغبار الكثيف الذي يؤثر على محركات الطائرات ورؤية الطيارين، ألغيت أكثر من 20 رحلة جوية من وإلى مطار بالي الدولي. شملت الرحلات الملغاة خطوطًا دولية مثل:
- جيت ستار وفيرجن أستراليا المتجهة إلى مدن أسترالية.
- إير إنديا وإير نيوزيلندا.
- شركات آسيوية مثل تايغر إير السنغافورية وجونياو إيرلاينز الصينية.
- عدد من الرحلات الداخلية لشركة إير آسيا إلى وجهات محلية كـ لابوان باجو.
هذا التوقف المفاجئ في حركة الطيران أعاد للأذهان الحوادث المماثلة التي سببتها براكين مثل آيسلندا عام 2010، والتي عطلت الملاحة الجوية الأوروبية بالكامل.
تأثير البركان على السكان المحليين
إجلاء القرى المحيطة
أعلنت وكالة التخفيف من الكوارث في إندونيسيا أن الرماد البركاني غطى عدة قرى في محيط البركان، ما أجبر السلطات على إجلاء سكان قرية “ليو” بشكل عاجل ليلة الثلاثاء. تواصلت التحذيرات من تدفق الحمم البركانية والانهيارات الطينية، مما ينذر بتداعيات بيئية خطيرة على المدى القريب.
ذكريات ثوران نوفمبر المأساوي
يُذكر أن نفس البركان كان قد ثار في نوفمبر 2024، متسببًا بمقتل 9 أشخاص على الأقل ونزوح الآلاف من منازلهم، بالإضافة إلى شلل مؤقت في حركة الطيران إلى بالي حينها. ويُعتبر البركان جزءًا من نظام بركاني مزدوج في المنطقة، حيث أن “ليووتوبي لاكي-لاكي” يقابله “ليووتوبي بيريمبوان” الذي يعني “الأنثى” بالإندونيسية، وهو أكثر هدوءًا عادةً.
لماذا تعتبر إندونيسيا نقطة ساخنة للبراكين؟
تقع إندونيسيا على حزام النار في المحيط الهادئ، الذي يضم أكثر من 130 بركانًا نشطًا. هذا يجعلها واحدة من أكثر دول العالم تعرضًا للزلازل والثورات البركانية. ومع التغيرات المناخية والنشاط الزلزالي المتزايد، فإن العلماء يراقبون الوضع عن كثب، وسط دعوات لتحديث نظم الإنذار المبكر وتعزيز جاهزية السكان.
ثوران بركان ليووتوبي يسلط الضوء مجددًا على هشاشة التوازن البيئي والجغرافي في جزر إندونيسيا. وبينما يسعى السكان لإعادة تنظيم حياتهم، تواصل السلطات رفع مستوى التأهب والاستعداد لأسوأ السيناريوهات. الرحلات الجوية قد تستأنف قريبًا، لكن سحابة الرماد ستظل تذكيرًا صامتًا بقوة الطبيعة التي لا ترحم.
المصدر:
وكالات عالمية AFP وReuters.
ما هو سبب إلغاء الرحلات في بالي؟
بسبب ثوران بركان ليووتوبي الذي أطلق سحابة رماد كثيفة بعلو 10 كم أثرت على أجواء الطيران.
هل هناك خسائر بشرية في هذا الثوران؟
لم يُسجل ضحايا في الثوران الأخير، لكن ثورانه في نوفمبر الماضي أدى إلى مقتل 9 أشخاص.
ما اسم البركان الذي ثار؟
اسمه ليووتوبي لاكي-لاكي، ويقع في جزيرة فلوريس بشرق إندونيسيا.
هل يمكن أن يتكرر الثوران قريبًا؟
بحسب تحذيرات السلطات، احتمال تكرار الثوران قائم، لذا تم رفع حالة التأهب إلى أعلى مستوى.