منذ قرون، شكّلت البراكين مصدر رعب وغموض للبشر، نظرًا لما تسببه من كوارث مفاجئة يصعب التنبؤ بها بدقة. ومع تطور العلم والتكنولوجيا، ازداد البحث عن مؤشرات طبيعية تُحذّر من اقتراب الانفجار البركاني، وتساعد في حماية الأرواح والممتلكات. واليوم، تأتي دراسة علمية مدهشة لتقلب الموازين، حيث تُثبت أن أوراق الأشجار المحيطة بالبراكين قد تكون “جهاز الإنذار الأول” قبل الثوران.
🌿 التنبؤ بالثوران البركاني من خلال الغطاء النباتي
أظهرت دراسة حديثة أن الغطاء النباتي، وبالتحديد ألوان أوراق الأشجار، قد يكشف عن النشاط البركاني قبل أن يشعر به البشر. إذ لاحظ الباحثون أن زيادة اخضرار الأوراق حول البراكين يُمكن أن يكون مؤشراً على انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.
وتجدر الإشارة إلى أن النباتات قادرة على أكثر مما نعتقد، ويمكنك اكتشاف بعض الحقائق المدهشة من خلال مقال 8 معلومات مدهشة عن النبات: حقائق مثيرة لا يعرفها كثيرون.
هذا الغاز ينبعث عادة مع حركة الصهارة نحو السطح، ويُغذي التربة بمغذيات إضافية تعزز من نمو النباتات، مما يجعل أوراق الأشجار أكثر خضرة من المعتاد.
🛰️ استخدام الأقمار الصناعية لمراقبة مؤشرات البراكين
الخبر المثير هنا هو أن هذه التغيرات النباتية يُمكن رصدها عن بعد عبر الأقمار الصناعية، باستخدام ما يُعرف بـ مؤشر الفرق الطبيعي للغطاء النباتي (NDVI). تقول الدكتورة “نيكول جوين” من جامعة هيوستن:
“لدينا حالياً عدد كبير من الأقمار الصناعية القادرة على تحليل بيانات NDVI، ويمكننا استخدامها لرصد البراكين حتى في المناطق النائية”.
🌋 تجارب ناجحة على جبل إتنا بإيطاليا
في دراسة نُفذت على جبل إتنا في إيطاليا، لاحظ الفريق العلمي وجود علاقة مباشرة بين ارتفاع تركيز ثاني أكسيد الكربون وازدياد اخضرار النباتات. وبتحليل بيانات سنتين، تبيّن وجود 16 ذروة في انبعاثات CO2 رافقتها طفرات في مؤشر NDVI، ما يُشير إلى نشاط بركاني تحت الأرض.
🌱 دراسات سابقة تدعم الفرضية
لم تكن هذه الدراسة الأولى، فقد سبقتها أخرى في عام 2019 قادها العالم “روبرت بوغ” في كوستاريكا. والتي أثبتت أن البراكين تؤثر فعلاً على لون أوراق الأشجار الاستوائية بفعل الغازات المتصاعدة. واليوم، تتعاون “جوين” و”بوغ” مع وكالة ناسا ومؤسسة سميثسونيان لتوسيع هذا البحث إلى براكين أخرى في بنما وكوستاريكا.
⚠️ هل يمكن الاعتماد على هذا الأسلوب دائمًا؟
رغم أن هذه التقنية واعدة، يحذّر العلماء من أنها لا تصلح لكل أنواع البراكين، خاصة تلك التي تُطلق كميات صغيرة من CO2 يصعب رصدها من الفضاء. ولذلك يتم البحث عن مؤشرات بديلة غير مباشرة تُعزز من دقة التنبؤ، وتُكمل بيانات الزلازل وارتفاع الأرض.
📌 خلاصة:
إن اخضرار أوراق الأشجار لم يعد مجرد ظاهرة طبيعية صامتة، بل قد يصبح في المستقبل القريب أحد أهم مؤشرات التنبؤ بالثوران البركاني. ومع استمرار الأبحاث، قد نصل إلى نظام إنذار مبكر متكامل يجمع بين النبات، والغازات، والاهتزازات الأرضية.
ولمعرفة كيف يمكننا نحن كأفراد المساهمة في حماية البيئة. يمكنك قراءة مقال 10 خطوات يومية بسيطة للمساهمة في حماية البيئة وتطبيقها في حياتك اليومية.
📚 المصدر:
Science Alert
ما العلاقة بين أوراق الأشجار والبراكين؟
عندما تقترب الصهارة من سطح الأرض، تنبعث غازات مغذية تعزز من اخضرار أوراق الشجر، مما يعطي مؤشراً على نشاط بركاني.
ما هو NDVI؟
هو مؤشر الفرق الطبيعي للغطاء النباتي، ويستخدم لرصد حالة النباتات من خلال الأقمار الصناعية.
هل يمكن التنبؤ بالثوران البركاني دون أجهزة ميدانية؟
نعم، بعض الدراسات تقترح استخدام صور الأقمار الصناعية وحدها، عبر تحليل مؤشرات الغطاء النباتي والغازات.
ما أهمية ثاني أكسيد الكربون في دراسة البراكين؟
ارتفاع CO2 يُشير غالباً إلى صعود الصهارة نحو السطح، ما يعني اقتراب ثوران بركاني محتمل.
