النقاط الرئيسية
- واشنطن تضغط للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة رغم عدم استعادة الجثث.
- إسرائيل تصر على إتمام ملف الأسرى قبل أي خطوات سياسية جديدة.
- ترامب يصف الوضع بأنه “سلام قوي جدًا” رغم هشاشة الواقع الميداني.
ضغط أميركي لتسريع الاتفاق
بحسب مصادر إسرائيلية نقلتها هيئة البث العبرية، تضغط واشنطن للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة دون انتظار استعادة جميع جثث الأسرى الإسرائيليين، وهو ما اعتبرته المؤسسة الأمنية في تل أبيب تجاوزًا للأولويات الإنسانية والسياسية التي تراها ضرورية قبل المضي في أي عملية جديدة.
ويبدو أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تسعى إلى إظهار تقدم ملموس في الملف الفلسطيني بعد الهدوء النسبي الذي تحقق عقب وقف إطلاق النار، خاصة في ظل الاستعداد للانتخابات الأميركية المقبلة، حيث يشكل السلام في الشرق الأوسط ورقة دبلوماسية مهمة بالنسبة له.
إسرائيل ترفض “التسرع السياسي”
من جانبها، تؤكد الحكومة الإسرائيلية أن دفن الجثامين واستكمال إجراءات الأسرى جزء أساسي من الاتفاق، وأن القفز إلى المرحلة التالية قبل إنهاء هذه الملفات قد يثير غضب الشارع الإسرائيلي وأهالي الأسرى الذين يعتبرون الملف “قضية شرف وكرامة وطنية”.
ونقلت وسائل إعلام عبرية أن 15 جثمانًا فقط من أصل 28 أُعيدت من غزة، بينما ما تزال جثث البقية مدفونة تحت أنقاض القطاع، في حين أن أماكن دفن 4 أسرى لا تزال غير معروفة حتى الآن، وهو ما يعقّد مهمة البحث ويؤخر أي تقدم سياسي.
تعاون مصري ودولي للبحث عن الجثث
دخلت آليات ومعدات مصرية إلى غزة للمساعدة في عمليات البحث، بإشراف الصليب الأحمر وبالتنسيق مع حركة حماس، في مؤشر على تحول الملف الإنساني إلى قضية إقليمية تتقاطع فيها الجهود الأميركية والمصرية والدولية.
ويرى مراقبون أن هذا التوجه قد يمهد لإنشاء آلية مراقبة دولية دائمة داخل غزة، تتولى إدارة الملفات الحساسة مثل الأسرى والإغاثة وإعادة الإعمار.
ًتصريحات ترامب: “سلام قوي جدا”
في الوقت نفسه، كتب الرئيس الأميركي على منصته “تروث سوشيال” قائلًا:
“لدينا سلام قوي جدًا في الشرق الأوسط، وأعتقد أن هناك فرصة جيدة ليكون أبديا.”
لكن الواقع الميداني يوحي بالعكس، إذ ما زالت ملفات الجثث والأسرى وإعادة الإعمار دون حلول حقيقية، كما أن الضغوط الأميركية على إسرائيل قد تفتح خلافًا سياسيًا جديدًا بين الطرفين حول آلية التنفيذ وجدولها الزمني.
ما وراء المواقف؟
يعكس هذا التباين بين واشنطن وتل أبيب تراجع الانسجام الكامل بين الحليفين. فواشنطن تريد “سلامًا سريعًا” لتثبيت الهدنة واستثمارها سياسيًا. بينما تخشى إسرائيل أن يؤدي التسريع إلى إضعاف موقفها التفاوضي وإثارة الانقسام الداخلي.
كما يرى بعض المراقبين أن إدارة ترامب تحاول إعادة تشكيل صورتها كوسيط فعال في المنطقة، بعد انتقادات سابقة لطريقتها في إدارة النزاعات، بينما تحاول تل أبيب الحفاظ على سيادتها السياسية والأمنية داخل المعادلة الجديدة.
الاختلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول توقيت تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة ليس تفصيلاً بروتوكوليًا، بل هو مؤشر على تحول في موازين التأثير بين الطرفين.
وفي ظل دخول أطراف إقليمية ودولية جديدة على خط الوساطة، قد نكون أمام مرحلة تفاوضية مختلفة عنوانها “الإنهاء السريع مقابل الأولويات الإنسانية”.
المصدر:
- هيئة البث الإسرائيلية
- جيروزاليم بوست
- غارديان البريطانية
الأسئلة الشائعة
ما المقصود بالمرحلة الثانية من اتفاق غزة؟
هي المرحلة التي تشمل توسيع وقف إطلاق النار، والبدء في إعادة الإعمار، وتبادل الأسرى المتبقين بين إسرائيل وحماس.
لماذا تعارض إسرائيل تسريع تنفيذ الاتفاق؟
ترى إسرائيل أن استعادة جميع جثث الأسرى ودفنهم واجب وطني، وأن القفز إلى مراحل لاحقة قبل ذلك يضر بموقفها الداخلي والسياسي.
ما دور الولايات المتحدة في الاتفاق؟
واشنطن تضغط لتسريع الانتقال نحو مرحلة ما بعد الحرب لضمان استقرار المنطقة، وتقديم نجاح دبلوماسي لإدارة ترامب.
هل هناك دور مصري في الملف؟
نعم، مصر أرسلت معدات وآليات للمشاركة في عمليات البحث عن الجثث، وتعمل كوسيط رئيسي بين حماس وإسرائيل.
ما احتمالات نجاح الاتفاق على المدى الطويل؟
النجاح مرتبط بمدى التزام الطرفين بالبنود الإنسانية والسياسية، وبقدرة الوسطاء على منع التصعيد مجددًا.



