أغنى دول العالم في 2025: أين يعيش أكبر عدد من المليونيرات بالنسبة لعدد السكان؟

توزيع الثروة عالميًا لم يعد يُقاس بعدد المليونيرات فقط، بل بمدى انتشارهم داخل المجتمع. وفي تقرير 2025، يكشف مؤشر عدد المليونيرات لكل 1000 بالغ عن صورة أكثر دقّة من مجرد الأرقام الإجمالية، كما يُبرز فجوة واضحة بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة.

انطلاقًا من جدول يضم 25 دولة، تتصدر سويسرا القائمة بفارق كبير، بينما تقف الهند في ذيل الترتيب. هذا التباين لا يعكس فقط اختلاف مستويات الدخل، بل يكشف أيضًا أثر الأسواق المالية، والضرائب، والادخار، والعقارات، وأنماط تراكم الثروة عبر عقود طويلة.

سويسرا.. مملكة الثروة الأكثر انتشارًا

جاءت سويسرا في المركز الأول عالميًا بفارق مذهل:
145.6 مليونير لكل 1000 بالغ
أي واحد من كل سبعة سويسريين هو مليونير.

هذا الرقم الضخم لا يعود فقط لارتفاع الرواتب، بل إلى:

• عملة قوية جدًا (الفرنك).
• قطاع مصرفي ضخم يعود لقرن من الزمن.
• نسب ادخار مرتفعة.
• استقرار سياسي حديدي.
• نظام ضريبي جاذب للثروة العالمية.

هونغ كونغ وأستراليا والولايات المتحدة.. ثلاث نماذج مختلفة للثراء

🇭🇰 هونغ كونغ – 96.1 مليونير لكل 1000 بالغ

مدينة صغيرة بأكبر كثافة عقارية في العالم، وقطاع مالي سريع النمو.
النتيجة: ارتفاع هائل في قيمة الأصول.

🇦🇺 أستراليا – 85.2 مليونير

أستراليا ليست الأغنى في الناتج، لكنها تتفوق بسبب:

• ملكية عقارية واسعة.
• نظام تقاعد إجباري يُراكم ثروة للمواطن.
• قوة الأصول العقارية على مدى 30 عامًا.

🇺🇸 الولايات المتحدة – 84.8 مليونير

أكبر اقتصاد في العالم، وأكبر عدد مليونيرات على الإطلاق.
لكن انتشار الثروة أقل من سويسرا بسبب الفوارق الكبيرة بين الطبقات.

أوروبا.. القارة التي تُنتج الثروة بالتساوي

دول مثل:
هولندا (82.9)، الدنمارك (74.6)، النرويج (74.5)، السويد (55.8)، بلجيكا (55.0)، فرنسا (50.6)، بريطانيا (45.8)
تُظهر نموذجًا مستقرًا لتراكم الثروة قائمًا على:

• صناديق التقاعد.
• أسواق الأسهم النشطة.
• ضرائب تُعاد عبر خدمات اجتماعية ذات جودة عالية.

آسيا.. فجوة واسعة بين الشرق المتقدم والنامي

تايوان (37.3) و كوريا الجنوبية (28.1)

نموذج صناعي تكنولوجي صنع ثروة الطبقة المتوسطة.

اليابان (24.9)

برغم ثروتها، تعاني من تباطؤ الأجور وتقدم السكان في العمر.

الصين (5.3)

عدد مليونيرات كبير، لكن كثافتهم منخفضة بسبب ضخامـة عدد السكان.

الهند (0.8)

واحدة من أدنى نسب الثروة عالميًا، رغم سرعتها الاقتصادية، بسبب فجوة ضخمة بين الطبقات.

الشرق الأوسط.. السعودية في المقدمة ولكن بفارق كبير عن الغرب

تأتي السعودية في المركز 20 عالميًا بـ 12.6 مليونير لكل 1000 بالغ.
وبرغم ارتفاع دخل الفرد، إلا أنّ:

• تراكم الثروة الفردية أقل من الغرب.
• جزء كبير من الاقتصاد يعتمد على الشركات وليس الأفراد.
• التحول الاقتصادي لا يزال في بدايته (رؤية 2030).

الدول الأقل كثافة بالمليونيرات

المراكز الأربعة الأخيرة:

• الصين – 5.3
• المكسيك – 4.0
• روسيا – 3.6
• البرازيل – 2.5
• الهند – 0.8

هذه الدول تملك اقتصادًا ضخمًا وأحيانًا موارد هائلة، ولكن:

• أسواق الأسهم أقل نضجًا.
• ملكية الأصول ضعيفة.
• الفقر والطبقات الاجتماعية واسعة.
• ارتفاع الضرائب أو ضعف الأجور يقلل دخول الأفراد نادي المليونيرات.

جدول ترتيب الدول حسب عدد المليونيرات لكل 1000 بالغ (2025)

لماذا تتصدر الدول الصغيرة وتفشل الدول العملاقة؟

عند النظر إلى ترتيب الدول الأكثر كثافة بالمليونيرات في 2025، قد يبدو من المدهش أن دولًا صغيرة مثل سويسرا، هونغ كونغ، سنغافورة، وهولندا تتفوق على اقتصادات عملاقة مثل الصين، الهند، روسيا، والبرازيل. لكن التفسير ليس لغزًا اقتصاديًا بقدر ما هو نتيجة مباشرة لثلاث حقائق محورية:

أولًا: الدول الصغيرة تبني ثروتها عبر تراكم الأصول، لا عبر حجم السكان.

هذه الدول تمتلك أسواق أسهم ناضجة، وأنظمة تقاعد إجبارية، ومستويات عالية من الملكية العقارية، ما يجعل المواطن العادي أقرب بكثير إلى نادي المليونيرات مقارنةً بشعوب الدول الكبرى التي تعتمد على الدخل أكثر من الأصول.

ثانيًا: الكفاءة الاقتصادية ترتفع عندما يقلّ عدد السكان.

عدد السكان المحدود يسمح بتوزيع الثروة بشكل أوسع. في سويسرا مثلًا، تأثير كل دولار يُستثمر أو ينمو في الأسواق المالية ينعكس بشكل أكبر على متوسط ثروة المواطن، بينما في دول مثل الهند أو الصين، تتوزع الثروة على مئات الملايين، ما يخفض الكثافة الحسابية للمليونيرات رغم النمو الاقتصادي الهائل.

ثالثًا: الفجوة الطبقية تهزم الاقتصاد الضخم.

الصين والهند والبرازيل تملك أعدادًا ضخمة من الأثرياء، لكن معظم الثروة محصورة في قمة الهرم. أما الدول الصغيرة، فتعتمد على نماذج اجتماعية أكثر تماسكًا، ونسب ادخار أعلى، وبرامج رفاه اقتصادي تقلل من التفاوتات، ما يجعل الطريق نحو “المليون الأول” أقرب وأكثر قابلية للتحقيق.

وبذلك، ليس حجم الاقتصاد هو ما يحدد كثافة المليونيرات، بل نوعية الأصول، ونضج النظام المالي، وتوزيع الثروة — وهي معادلة تجعل الدول الصغيرة متقدمة بفارق كبير، حتى أمام أضخم الاقتصادات في العالم.

قراءة شاملة.. ماذا تعني هذه الأرقام؟

تُظهر القائمة بوضوح أنّ المسار الطويل لتراكم الأصول هو العامل الأكثر تأثيرًا في انتشار الثروة، وليس فقط ارتفاع الدخل.

الدول التي تمتلك:

• أسواق أسهم قوية
• صناديق تقاعد ضخمة
• أسعار عقارات مرتفعة
• اقتصادات مستقرة

هي الدول التي شهدت أعلى انتشار للمليونيرات.

أما الاقتصادات الناشئة، فرغم نموها السريع، إلا أنّ ضعف الأسواق المالية يجعل الثروة محصورة داخل قمة الهرم فقط.

الأسئلة الشائعة