هجرة الأثرياء أصبحت ظاهرة عالمية يتسابق الخبراء إلى رصدها لأنها تكشف اتجاهات رأس المال البشري والمالي معاً. بعد انتعاشة ما بعد الجائحة، يُتوقع أن ينتقل 142 ألف صاحب ثروة إلى بلدان جديدة هذا العام، وسيرتفع العدد إلى 165 ألفاً سنة 2026، ما يغيّر خريطة الاستثمار حول العالم.
لماذا نهتمّ بـ هجرة الأثرياء؟
- يجلب المليونير المهاجر ثروته معه، فتتدفق عملات أجنبية تعادل قيمة صادرات مماثلة.
- نحو 15% من هؤلاء روّاد أعمال يؤسسون شركات في مقاصدهم الجديدة، بينما تتجاوز النسبة 60% لدى أصحاب المليارات، فيخلقون وظائف ويرفعون الطلب المحلي على السكن والخدمات.
- ارتفاع الطلب يرفع أسعار الأصول، فيمنح السكان المحليين ثروة إضافية عبر “التأثير المضاعف”.
الدول الرابحة في 2025
| الترتيب | صافي تدفّق المليونيرات | أبرز المحفّزات |
|---|---|---|
| 1. الإمارات | 9,800 | التأشيرات الذهبية، البنية التحتية، الضرائب الصفرية |
| 2. الولايات المتحدة | 7,500 | سوق عميق لرأس المال المغامر، تعليم وجامعات رائدة |
| 3. إيطاليا | 2,200 | نظام الإقامة الضريبية المسطّحة، مناخ متوسطي جذاب |
| 4. السعودية | 2,000 | إصلاحات رؤية 2030، منح إقامة مميزة للمستثمرين |
| 5. سويسرا | 1,800 | استقرار سياسي وقطاع مالي متين |
علاوة على ذلك، بدأت دول المتوسط مثل اليونان والبرتغال بجني ثمار برامج “الإقامة مقابل الاستثمار” منخفضة التكلفة.
الخاسرون الكبار
- المملكة المتحدة: ستفقد -16,500 مليونير في 2025 بعد إنهاء وضع “المقيم غير الدائم” وتجدد الضرائب على المكاسب الرأسمالية. السياسيون يصفون الظاهرة بـ “Wexit”.
- الصين: تراجعت للمركز الثاني بخروج -7,800 مليونير، لكنّ الدولة لا تزال تعاني نزيفاً بسبب قيود رأس المال.
- الهند: خروج -3,500 مليونير فقط، أي أقلّ من الأعوام السابقة، ما يشير إلى تحسن بيئة الأعمال داخلياً.
دوافع أصحاب الملايين
- الأمان والاستقرار السياسي.
- الكفاءة الضريبية – برامج الإقامة الضريبية المسطحة في إيطاليا والضرائب الصفرية في الخليج.
- جودة الحياة: مناخ دافئ، تعليم دولي، رعاية صحية عالمية.
- فرص الأعمال: دبي أصبحت منصة عالمية لليخوت والعقارات الفاخرة، بينما تجذب الرياض تمويل التقنية الخضراء.
التأثير المضاعف على الاقتصادات
عندما انتقل بيل غيتس مع شركائه لشمال غرب أميركا وأسّس مايكروسوفت، خلقت الشركة آلاف الوظائف ودفعت الولايات المتحدة لتصدر قطاع التقنية لثلاثة عقود. بطريقة مشابهة، انتقال 100 مليونير اليوم يمكن أن يرفع عدد الأثرياء بأكثر من الضعف عبر تحريك أسعار الأصول وزيادة الاستثمارات المحلية.
توقعات 2026: إلى أين تتجه البوصلة؟
مع تشديد اللوائح الضريبية في أوروبا وتوسع برامج الإقامة في آسيا الوسطى، تشير التوقعات إلى استمرار هجرة الأثرياء نحو الشرق الأوسط وأميركا الشمالية، مع دخول عواصم جديدة مثل طشقند وتيرانا على خط المنافسة بفضل تكاليف المعيشة المنخفضة وسهولة تأسيس الأعمال.
هجرة الأثرياء ليست مجرد حركة أفراد؛ إنما صراع محتدم على رؤوس الأموال والخبرات. وإذا أرادت الدول الاحتفاظ بثروتها البشرية، فعليها موازنة العدالة الضريبية مع سياسات جذب الاستثمار—وإلا ستجد نفسها في مواجهة نزيف يصعب ردمه.
المصدر:
Henley Private Wealth Migration Report 2025 + تقارير Business Insider وForbes.
أسئلة وأجوبة شائعة
ما معنى هجرة الأثرياء؟
انتقال الأفراد الذين يملكون أكثر من مليون دولار من بلد إلى آخر بحثاً عن ضرائب أقل أو فرص أفضل.
لماذا تتصدر الإمارات قائمة الوجهات؟
توفر تأشيرة ذهبية مدى الحياة، بنية تحتية عالمية، وأسلوب حياة معفى من معظم الضرائب.
ما حجم خسارة بريطانيا من الثروة في 2025؟
من المتوقع خروج 16,500 مليونير، وهو أكبر نزيف سنوي مسجّل حتى الآن.
كيف تؤثر هجرة الأثرياء على سكان الدولة المستقبِلة؟
ترتفع أسعار الأصول ويُخلق طلب إضافي على الوظائف عالية الأجر، ما يوسّع الطبقة المتوسطة.
