المتحف المصري الكبير.. مصر تفتتح أضخم متحف للحضارة الفرعونية بحضور عالمي غير مسبوق

في حدث يوصف بأنه الأضخم في تاريخ المتاحف الحديثة، افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مساء السبت المتحف المصري الكبير في الجيزة، بمشاركة غير مسبوقة من 79 وفدًا رسميًا، بينهم 39 وفدًا يرأسهم ملوك ورؤساء دول وحكومات من مختلف أنحاء العالم.

ويمثل هذا الافتتاح تتويجًا لأكثر من 20 عامًا من العمل المتواصل لبناء صرح ثقافي عالمي بتكلفة تجاوزت مليار دولار، ليصبح أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة في العالم — الحضارة المصرية القديمة.

تحفة معمارية تطل على الأهرامات

صُمم المتحف المصري الكبير بطراز معماري معاصر يتيح إطلالة بانورامية مبهرة على أهرامات الجيزة، ويضم قاعات عرض ضخمة ذات أسقف مرتفعة تبرز عظمة الحضارة المصرية.

ويحتوي المتحف على أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تغطي 5000 عام من التاريخ المصري، من بينها كنوز توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة كاملة للجمهور منذ اكتشافها عام 1922.

وبحسب وزارة السياحة والآثار، سيفتح المتحف أبوابه أمام الزوار ابتداءً من الثلاثاء المقبل، ليستكشفوا أكثر من 4500 قطعة جنائزية للملك الشاب ضمن تجربة تفاعلية متكاملة تعيد الحياة إلى مصر القديمة.

حضور دولي استثنائي يعكس مكانة مصر

الاحتفال الضخم الذي استضافه المتحف شهد مشاركة شخصيات رفيعة المستوى من القارات الخمس، من بينهم ملوك وأمراء من الأردن، البحرين، السعودية، الإمارات، بلجيكا، إسبانيا، الدنمارك، واليابان، إلى جانب رؤساء دول مثل ألمانيا، البرتغال، فلسطين، وكرواتيا.

كما شارك عدد من رؤساء الوزراء ووزراء الثقافة والسياحة من أوروبا وأفريقيا وآسيا وأمريكا، إضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة، الاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، في حضور وصفته الرئاسة المصرية بأنه “غير مسبوق في تاريخ افتتاحات المتاحف”.

وأوضح المتحدث باسم الرئاسة السفير محمد الشناوي أن هذا الحضور الواسع “يعكس الاهتمام الدولي بالحضارة المصرية وبالرؤية الحديثة للدولة في الجمع بين عراقة الماضي وابتكار الحاضر“.

حلم طال انتظاره وركيزة للنهوض السياحي

افتتاح المتحف جاء بعد سلسلة من عمليات التأجيل التي بدأت منذ عام 2020 بسبب جائحة كورونا والتوترات الإقليمية. لكن اليوم، وبعد تجاوز العقبات، تحقق الحلم ليصبح المتحف المصري الكبير رمزًا للنهضة الثقافية والسياحية في مصر.

وقد أكد الرئيس السيسي خلال اجتماع تحضيري الأسبوع الماضي على “ضرورة أن يعكس حفل الافتتاح عظمة مصر وتاريخها الثقافي أمام العالم”، فيما أشار رئيس الوزراء مصطفى مدبولي إلى أن “العالم كله ينتظر ما ستقدمه مصر اليوم”.

ويُتوقع أن يستقطب المتحف أكثر من 5 ملايين زائر سنويًا، ما سيعزز مكانة مصر كوجهة رئيسية للسياحة الثقافية في المنطقة والعالم.

المتحف المصري الكبير في أرقام

أثر ثقافي وسياحي ضخم

تتوقع وزارة السياحة أن يسهم المتحف في زيادة عدد السياح إلى نحو 18 مليونًا في 2026، مدعومًا بالطلب العالمي على السياحة الثقافية.

وقد سجلت مصر في العام الماضي إيرادات بلغت 14.4 مليار دولار من القطاع السياحي، وهو الأعلى منذ جائحة كورونا، ما يعزز الآمال في أن يشكل المتحف نقطة انطلاق لعصر جديد من الازدهار الثقافي والاقتصادي.

يرى مراقبون أن المتحف المصري الكبير لن يكون مجرد صرح أثري، بل رمزًا للهوية الوطنية المصرية الحديثة، وجسرًا بين الماضي والحاضر والمستقبل.

كما يتوقع أن يلعب دورًا محوريًا في تعزيز الدبلوماسية الثقافية المصرية، وأن يصبح منصة عالمية للاحتفاء بالتراث الإنساني المشترك.

المصدر:

وكالات الأنباء المصرية والدولية – بيان رئاسة الجمهورية المصرية – وزارة السياحة والآثار

قسم الأسئلة الشائعة