شهدت أسواق الذهب خلال الأيام الماضية تراجعًا ملحوظًا بعد أن لامس المعدن النفيس مستويات قياسية جديدة، قبل أن تدفعه عمليات جني الأرباح إلى التراجع من القمة. وعلى الرغم من هذا الانخفاض، ما زال الاتجاه العام للذهب صاعدًا، مدفوعًا بترقب قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، وتنامي المخاوف من ضعف سوق العمل.
الذهب بين القمم والتراجع المؤقت
وصل الذهب الفوري إلى 3578.50 دولارًا للأونصة يوم الأربعاء، وهو أعلى مستوى له على الإطلاق. غير أن الأسعار تراجعت في اليوم التالي بنسبة 0.8% ليستقر عند 3530.69 دولارًا. كما انخفضت العقود الآجلة لتسليم ديسمبر بنحو 1.3% إلى 3590 دولارًا. هذه التقلبات ليست جديدة، بل تعكس طبيعة الذهب كملاذ آمن يتحرك بسرعة استجابة للبيانات الاقتصادية والتوقعات السياسية.
بيانات الوظائف الأمريكية: نقطة الحسم
تتجه أنظار المستثمرين إلى تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر أغسطس، والمتوقع أن يضيف نحو 78 ألف وظيفة فقط، مقارنة بـ73 ألفًا في يوليو. هذا الرقم المتواضع قد يعزز الضغوط على الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، وهو ما يراه المحللون محفزًا أساسيًا لاستمرار صعود الذهب.
الأسواق تُسعر حاليًا احتمالية خفض الفائدة في اجتماع 17 سبتمبر بنسبة تصل إلى 97%، ما يعني أن أي مفاجأة سلبية في بيانات الوظائف ستؤدي إلى اندفاع أكبر نحو الذهب.
السياسة النقدية والتوترات التجارية
إلى جانب البيانات الاقتصادية، تلعب التوترات التجارية دورًا متجددًا في دعم الطلب على الذهب. فقد لوّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا بإمكانية إلغاء اتفاقيات تجارية مع الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية، ما أعاد المخاوف بشأن مستقبل التجارة العالمية. تاريخيًا، ترتبط أسعار الذهب طرديًا مع أزمات عدم اليقين السياسي والاقتصادي، وهو ما يفسر الارتفاعات المتكررة في أوقات الأزمات.
المعادن الأخرى في المشهد
لم يكن الذهب وحده في دائرة التقلبات، حيث تراجعت أسعار الفضة بنسبة 0.8% لتصل إلى 40.82 دولارًا للأونصة، رغم أنها كانت قد لامست أعلى مستوى لها منذ 2011. كذلك، انخفض البلاتين بنسبة 0.8% إلى 1409.53 دولارًا، والبلاديوم بنسبة 1.6% إلى 1129.82 دولارًا. هذه التحركات تشير إلى أن سوق المعادن الثمينة بأكملها يتأثر بالمتغيرات الاقتصادية ذاتها.
إن تراجع الذهب الحالي ليس سوى تصحيح مؤقت بعد القمة التاريخية. طالما أن الفيدرالي يتجه نحو سياسة أكثر مرونة، ومع استمرار تباطؤ سوق العمل وتصاعد التوترات التجارية، فمن المرجح أن يحافظ الذهب على زخمه الصاعد. قد نشهد تقلبات قصيرة الأجل، لكن المدى المتوسط والبعيد يظل داعمًا لمسار الذهب فوق مستويات 3600 دولار وربما باتجاه 3800 دولار كما يتوقع بعض المحللين.
الأسئلة الشائعة حول أسعار الذهب
1. لماذا تراجع الذهب رغم وصوله إلى مستوى قياسي؟
بسبب عمليات جني الأرباح من قبل المستثمرين بعد القمة، وهو أمر طبيعي في الأسواق المالية.
2. ما علاقة بيانات الوظائف الأمريكية بسعر الذهب؟
ضعف سوق العمل يزيد احتمالية خفض الفائدة، مما يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن.
3. هل خفض الفائدة دائمًا يدعم أسعار الذهب؟
غالبًا نعم، لأن انخفاض الفائدة يقلل جاذبية الدولار ويزيد الطلب على الأصول غير المدرة للفائدة مثل الذهب.
4. ما هو التوقع المستقبلي لسعر الذهب؟
يتوقع محللون أن يصل الذهب إلى مستويات 3800 دولار إذا استمر الفيدرالي في خفض الفائدة وتفاقمت التوترات التجارية.
5. هل المعادن الأخرى تتحرك مع الذهب؟
نعم، عادة ما تتأثر الفضة والبلاتين والبلاديوم بنفس العوامل الاقتصادية والسياسية التي تحرك الذهب.



