الثلاثاء, ديسمبر 2, 2025
إعلان

بعد أربعة عشر عامًا من البناء والجدل، دشنت إثيوبيا رسميًا سد النهضة، أكبر مشروع كهرومائي في إفريقيا. هذا الحدث لا يمثل مجرد إنجاز هندسي، بل لحظة فاصلة في تاريخ المنطقة، إذ يجمع بين آمال إثيوبيا في التنمية والطاقة، وبين مخاوف مصر والسودان من تداعياته على أمنهما المائي.

خلفية المشروع وأرقامه

بدأ العمل في سد النهضة عام 2011 بتكلفة تجاوزت 5 مليارات دولار، بتمويل محلي شبه كامل، حيث ساهم البنك المركزي الإثيوبي بنسبة 91%، بينما تكفل المواطنون ببقية النسبة عبر سندات وتبرعات.
يبلغ ارتفاع السد حوالي 145 مترًا، وتبلغ سعته التخزينية نحو 74 مليار متر مكعب. عند اكتماله، من المتوقع أن يولد 5150 ميغاوات من الكهرباء، أي ما يكفي لتغطية احتياجات عشرات الملايين داخل إثيوبيا وتصدير الفائض إلى دول الجوار.

أهمية السد لإثيوبيا

إثيوبيا، التي يعيش فيها أكثر من 120 مليون نسمة، تعاني من عجز كبير في الكهرباء حيث يعيش ملايين المواطنين بلا وصول ثابت للطاقة. لذلك، ترى أديس أبابا أن السد ليس مجرد مشروع مائي، بل خطوة نحو نهضة اقتصادية، وجسر لتحقيق حلم التحول إلى دولة مصدّرة للطاقة في شرق إفريقيا.

المخاوف المصرية والسودانية

بالنسبة لمصر، التي تعتمد على 90% من مواردها المائية من نهر النيل (55.5 مليار متر مكعب سنويًا)، يمثل السد تهديدًا مباشرًا لمصدر حياتها الأساسي.
أما السودان، فتعتمد موارده على نحو 38 مليار متر مكعب سنويًا، ويخشى من تأثيرات ملء وتشغيل السد على سدوده القائمة، وعلى انتظام تدفق المياه.

المعضلة الجوهرية

المخاوف الأساسية لدولتي المصب لا تتعلق بإنكار حق إثيوبيا في التنمية، بل في غياب اتفاق قانوني ملزم يضمن حصصًا عادلة ويضع آلية واضحة لإدارة الأزمات، خصوصًا في سنوات الجفاف.

إعلان

ردود الأفعال والتحليلات

بينما أكدت إثيوبيا أن السد “فرصة مشتركة للتنمية”، يرى محللون أن استمرار غياب اتفاق ملزم قد يؤدي إلى أزمات سياسية وربما صدامات دبلوماسية أكبر.

مواطنون مصريون وسودانيون على شبكات التواصل عبّروا عن قلقهم من المستقبل المائي، بينما يعتبر الإثيوبيون السد “رمزًا للسيادة والكرامة الوطنية”.

من منظور استراتيجي، لا يمكن لمصر والسودان الاكتفاء بالمراقبة. الخيارات أمامهما تتراوح بين:

  • المسار الدبلوماسي: تكثيف العمل عبر الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.

  • التعاون الإقليمي: البحث عن صيغ شراكة مع إثيوبيا تضمن مصالح مشتركة.

  • التأقلم الداخلي: تطوير مشاريع تحلية المياه، والزراعة الذكية، وتقليل الفاقد المائي.

النظرة المستقبلية

مستقبل المنطقة يتوقف على الإرادة السياسية أكثر من الخرسانة والحديد. إذا نجحت الدول الثلاث في تحويل سد النهضة إلى مشروع تكامل إقليمي، فقد يكون رمزًا للتنمية المشتركة. أما إذا ظل الخلاف قائمًا بلا اتفاق، فقد يصبح مصدرًا للتوتر المستمر، خصوصًا مع توقع زيادة عدد سكان مصر والسودان مجتمعين إلى أكثر من 240 مليون نسمة بحلول 2050.

المصدر:

وكالات أنباء + تقارير البنك الدولي عن المياه والطاقة في إفريقيا.


الأسئلة الشائعة

1. ما هو الهدف الأساسي من بناء سد النهضة؟

توليد الكهرباء وتوفير الطاقة لإثيوبيا ودول الجوار.

2. ما حجم السعة التخزينية لسد النهضة؟

تبلغ سعته نحو 74 مليار متر مكعب.

3. لماذا تعترض مصر والسودان على السد؟

بسبب المخاوف من تأثيره على حصصهما المائية وأمنهما القومي.

4. هل تم توقيع اتفاق ملزم بين الدول الثلاث؟

حتى الآن لا يوجد اتفاق قانوني شامل حول ملء وتشغيل السد.

5. ما الفوائد المحتملة لمصر والسودان إذا تم التعاون؟

قد تستفيدان من استقرار تدفق المياه وتوفير كهرباء رخيصة من إثيوبيا.

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version