شهدت الأسواق العالمية خلال الأيام الأخيرة تقلبات لافتة أعادت خلط الأوراق بين العملات الرقمية والمعادن النفيسة. ففي الوقت الذي واصلت فيه إيثريوم صعودها لتسجل مستوى قياسي جديد، عانت بيتكوين من خسائر ملحوظة، بينما تراجع الذهب متأثرًا بارتفاع الدولار وتوقعات السياسة النقدية الأميركية.
إيثريوم تكسر الحاجز النفسي
نجحت إيثريوم، ثاني أكبر عملة رقمية في العالم من حيث القيمة السوقية، في تجاوز مستوى 4900 دولار، وهو أعلى مستوى لها منذ إطلاقها تقريبًا. هذا الاختراق لم يكن وليد الصدفة، بل جاء مدعومًا بعوامل عدة:
- التشريعات الصديقة للعملات المشفرة التي فتحت المجال أمام المؤسسات المالية الكبرى لتبنّي إيثريوم كأصل استثماري.
- زيادة الاهتمام من الشركات العامة التي بدأت تضع جزءًا من احتياطياتها في الإيثر، وهو ما يعزز الطلب بعيدًا عن المضاربات قصيرة المدى.
- عمليات التخزين (Staking) التي جمدت نحو ثلث المعروض، ما قلل السيولة المتاحة في السوق ورفع الأسعار.
يقول “بن كورلاند”، الرئيس التنفيذي لمنصة أبحاث العملات المشفرة DYOR:
“لأول مرة نشهد دخولًا مؤسساتيًا كبيرًا على إيثريوم باعتباره أصل خزينة، وليس مجرد أداة مضاربة. هذا يشكل نقطة تحول في السوق”.
بيتكوين.. العملاق المتذبذب
على الرغم من أنها لا تزال تتربع على عرش العملات الرقمية كأكبر قيمة سوقية، فإن بيتكوين فقدت خلال الأسبوع الماضي أكثر من 10% من قيمتها، لتتراجع إلى حدود 113 ألف دولار بعد أن لامست 124 ألفًا في منتصف أغسطس.
ويرى بعض المحللين أن المستثمرين بدأوا يبحثون عن بدائل أكثر استقرارًا نسبيًا، مثل إيثريوم أو العملات المستقرة (Stablecoins)، خاصة مع مخاوف من تقلبات البيتكوين الحادة.
الذهب بين الفيدرالي والدولار
لم يسلم الذهب، الملاذ التقليدي للمستثمرين، من هذه العاصفة. فبعد أن لامس 3410 دولارات للأوقية، عاد ليتراجع إلى حدود 3365 دولارًا.
العامل الحاسم هنا هو الدولار الأميركي، الذي استعاد قوته بعد تصريحات جيروم باول حول احتمال خفض أسعار الفائدة قريبًا. ورغم أن التيسير النقدي عادة ما يدعم الذهب، فإن قوة الدولار جعلت المعدن النفيس أقل جاذبية للمستثمرين الأجانب.
قراءة تحليلية
يبدو أن الأسواق تمر بمرحلة إعادة تموضع. فبينما كان الذهب هو “الحصن التقليدي”، وبيتكوين هي “الملك الرقمي”، تبرز اليوم إيثريوم كخيار استثماري أكثر توازنًا بين الابتكار التكنولوجي والدعم المؤسسي.
إذا استمرت هذه العوامل، قد نشهد تحولًا استراتيجيًا يجعل إيثريوم تتصدر المشهد على حساب بيتكوين، تمامًا كما حدث في عالم الأسهم عندما تفوقت شركات التكنولوجيا على شركات الطاقة والصناعة التقليدية.
الأسئلة الشائعة:
1. لماذا ارتفعت إيثريوم مؤخرًا؟
بسبب التشريعات الصديقة للعملات المشفرة، وزيادة اهتمام المؤسسات، وانخفاض المعروض نتيجة عمليات التخزين.
2. هل بيتكوين في خطر فقدان الصدارة؟
لا تزال بيتكوين الأولى عالميًا من حيث القيمة، لكن هيمنتها تتراجع مع بروز إيثريوم كخيار مؤسسي أكثر استقرارًا.
3. لماذا تراجع الذهب رغم توقعات خفض الفائدة؟
ارتفاع الدولار جعل الذهب أقل جاذبية عالميًا، ما ضغط على أسعاره رغم العوامل الإيجابية الأخرى.
4. ما مستقبل العملات الرقمية في 2025؟
من المتوقع أن تستمر العملات الرقمية، خاصة إيثريوم، في جذب المستثمرين مع توسع التشريعات الداعمة والتطبيقات العملية.
5. هل الاستثمار في إيثريوم أقل خطورة من بيتكوين؟
كلاهما متقلب، لكن دخول المؤسسات على إيثريوم يوفر استقرارًا نسبيًا مقارنة بالاعتماد على مضاربات الأفراد.



