إظهار الحب علناً أو التعبير عن المودة بشكل علني هو أكثر من مجرّد لفتة رومانسية عابرة؛ إنّه أداة علمية موثوقة لخفض التوتر وتعزيز الرضا الزوجي. وفق دراسةٍ جديدة شملت 450 زوجاً من بولندا ونيبال وإندونيسيا. بيّن الباحثون أنّ الأزواج الذين يعانقون أو يمسكون الأيدي في الأماكن العامة يتمتّعون بصحة نفسية أفضل وتواصل أعمق.
لماذا يُحدث التعبير عن المودة العلنية فرقاً كبيراً؟
أولاً، يزيد اللمس الحميم إفراز الأوكسيتوسين، وهو الهرمون الذي يُلقَّب بـ«هرمون العناق». علاوةً على ذلك، يخفّض هذا الهرمون مستوى الكورتيزول المسؤول عن استجابة “الكرّ والفرّ” للجسد. لذلك، عندما يحيط أحد الزوجين الآخر بذراعيه، تنشط دوائر الأمان في الدماغ، فينخفض ضغط الدم ويستقر النبض.
الفوائد النفسية والفيزيولوجية
- تخفيف التوتر الحاد: أظهر اختبار خطابي مرهق أنّ عناقاً واحداً مدته 20 ثانية قلّل مؤشّرات القلق فوراً.
- تحسين النوم: تشير تقارير Time إلى أنّ اللمس المسائي يساعد بعض الأزواج على النوم العميق عبر تهدئة الجهاز العصبي.
- تعزيز المناعة: يرى باحثون أنّ الاتصال الجسدي المنتظم يرفع عدد الخلايا التائية، ما يعزّز مقاومة الأمراض الموسمية.
فروقات ثقافية يجب مراعاتها
في بولندا، بدا التعبير عن المودة العلنية أكثر شيوعاً، بينما اتّسم المشاركون الإندونيسيون بالتحفّظ. من ناحيةٍ أخرى، تبنّى النيباليون موقفاً وسطاً. ولذلك، إذا كنتما تعيشان في مجتمعٍ محافظ، يمكن البدء بلمسات خفيفة—مثل تشابك الأصابع—ثم التقدّم تدريجياً بما يلائم القيم المحلية.
أمثلة عملية يمكنكما البدء بها اليوم
- قبلة صباحية سريعة قبل مغادرة المنزل.
- عناقٌ مدته 20 ثانية عند اللقاء بعد العمل—تذكرا ضبط المؤقّت!
- تواصل بصري مع ابتسامة أثناء الحديث في الأماكن العامة.
- لمسة كتف أو يد أثناء مشاهدة التلفاز.
من خلال تكرار هذه العادات البسيطة، ستصل نسبة التعبير عن المودة العلنية في يومكما الطبيعي إلى مستوى يفوق 1% من تفاعلاتكما اللفظية وغير اللفظية—وهو معدل كافٍ لتحقيق مكاسب مستدامة في الرضا العاطفي.
ختاماً، يُعدّ إظهار الحب علناً وصفةً سهلة ومجانية لتحسين العلاقة الزوجية وصحتكما النفسية على حدّ سواء. جرّبا إدخال عناقٍ إضافي أو قبلةٍ خاطفة في روتينكما اليومي، وستجدان فرقاً ملموساً لا يقدَّر بثمن!
المصدر:
PLOS ONE، EurekAlert!، Psychology Today، ScienceAlert
أسئلة شائعة عن التعبير عن المودة العلنية
كيف يساعد الإمساك بالأيدي على خفض التوتر؟
يحفّز اللمس اللطيف الأعصاب تحت الجلد، فيرسل إشارات تهدئة إلى الجهاز العصبي، ما يحدّ من إفراز الكورتيزول ويخلق شعوراً فوريّاً بالأمان.
هل يتقبّل كل الثقافات العناق في الأماكن العامة؟
ليس بالضرورة. رغم الفوائد العالمية، أوصت الدراسات بمراعاة السياق الاجتماعي والديني قبل الانخراط في عناقٍ علني مطوَّل.
ما الحدّ الأدنى للحصول على الفوائد؟
بحثت إحدى التجارب في «قبلة 6 ثوانٍ» و«عناق 20 ثانية»، وخلصت إلى أنّ لمستين حميمتين يومياً كفيلتان بتحريك الأوكسيتوسين وتحسين المزاج.