هل يمكن رؤية الشفق القطبي في ألمانيا؟
عادةً ما يكون الشفق القطبي ظاهرة ساحرة تقتصر على المناطق القطبية الشمالية والجنوبية. لكن في ظاهرة نادرة، فتحت عاصفة شمسية قوية المجال لرؤية هذه الأضواء المذهلة في سماء ألمانيا، حتى في مناطق تقع خارج نطاق المشاهدة المعتادة. هل نحن أمام فرصة لا تتكرر إلا كل عقد؟ التفاصيل في هذا التقرير.
ما الذي يحدث في الفضاء؟
وفقًا لتقارير الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، سجلت أجهزة المراقبة انبعاثًا شمسيًا قويًا تمثل في تدفق جسيمات مشحونة باتجاه الأرض، وهو ما يعرف علميًا بـ عاصفة شمسية. هذه الجسيمات تتفاعل مع المجال المغناطيسي الأرضي وتسبب ظاهرة الشفق القطبي، أو كما تُعرف بالأضواء الشمالية.
كارولين ليفكه، من بيت علم الفلك في هايدلبرغ، صرحت بأن “فرص رؤية الشفق القطبي هذه الليلة مرتفعة جدًا، حتى في مناطق ذات خطوط عرض متوسطة مثل جنوب ألمانيا”. ورغم هذا التفاؤل، حذّرت من صعوبة التنبؤات الدقيقة، بسبب الطبيعة المتغيرة للسحب والظروف الجوية.
أين ومتى يمكن رؤية الشفق القطبي في ألمانيا؟
حسب خبراء الأرصاد في خدمة الطقس الألمانية (DWD)، فإن أفضل المناطق لمشاهدة الشفق القطبي هي:
- شمال الراين-وستفاليا
- وسط ألمانيا
- المناطق القريبة من بحر الشمال وبحر البلطيق
أما المناطق الجنوبية والشرقية، مثل بافاريا وساكسونيا، فقد تعاني من غيوم وأمطار تعيق الرؤية. ومع ذلك، تبقى هناك احتمالية لفترات من السماء الصافية، ما يمنح سكان تلك المناطق فرصة محدودة للمشاهدة.
اقرأ المزيد:
ما العلاقة بين العاصفة الشمسية ودورة النشاط الشمسي؟
النشاط الشمسي يخضع لدورة تستمر حوالي 11 عامًا، تتفاوت خلالها شدة الانبعاثات الشمسية. تشير الدراسات إلى أن الأرض تمر حاليًا بمرحلة ذروة النشاط الشمسي، وهي فترة تتميز بكثرة الانفجارات الشمسية والانبعاثات القوية.
هذه الذروة قد تستمر لبضع سنوات، وتتيح فرصًا متكررة لرؤية الشفق القطبي في مناطق غير معتادة، كما هو الحال الآن في ألمانيا. لذلك، فإن ما يحدث ليس مجرد صدفة، بل انعكاس لحركة أكبر على مستوى النظام الشمسي.
هل يجب أن نقلق من العواصف الشمسية؟
رغم الجمال البصري الذي تقدمه هذه الظواهر، فإن العواصف الشمسية قد تؤثر على:
- شبكات الاتصالات والأقمار الصناعية
- أنظمة الملاحة الجوية
- شبكات الكهرباء في بعض الدول
لكن حتى الآن، لا توجد تحذيرات عاجلة من خطر مباشر على الحياة اليومية في أوروبا، وفقًا للهيئات العلمية.
الطبيعة لا تكفّ عن إدهاشنا
إن رؤية الشفق القطبي في ألمانيا تمثل فرصة استثنائية نادرة لعشاق الفلك والمصورين، بل وحتى للعائلات التي تود مشاركة أطفالها في لحظة سحرية من تفاعل الكون مع كوكبنا. ربما لا نحتاج إلى السفر إلى آيسلندا أو النرويج لمشاهدة هذه الظاهرة، فالعاصفة الشمسية جلبت الأضواء إلينا.
وإذا فاتتك هذه الفرصة، تذكّر أن النشاط الشمسي ما زال في ذروته… وربما تحمل الأيام القادمة مزيدًا من المفاجآت السماوية!
المصدر: وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)
أسئلة قد يطرحها الجمهور
هل من الممكن رؤية الشفق القطبي في دول غير قطبية مثل ألمانيا؟
نعم، في حال حدوث عواصف شمسية قوية وبلوغ الجسيمات المشحونة خطوط العرض المتوسطة.
متى تحدث ذروة النشاط الشمسي؟
كل 11 عامًا تقريبًا، وتستمر الذروة من سنة إلى عدة سنوات.
ما هي أضرار العواصف الشمسية؟
قد تؤثر على الأقمار الصناعية، شبكات الاتصال، والملاحة الجوية، لكنها غالبًا لا تمثل خطرًا مباشرًا على البشر.
هل يمكن رؤية الشفق القطبي بالعين المجردة؟
نعم، خاصة إذا كانت السماء صافية، ويفضل الابتعاد عن التلوث الضوئي.



