مشروع تجاري طموح يعيد تشكيل التجارة العالمية
في خطوة تعكس تغيرات كبرى في خريطة التجارة الدولية، أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب التأكيد على مشروع الممر الاقتصادي الهند-الشرق الأوسط-أوروبا، واصفًا إياه بأنه “أحد أعظم الطرق التجارية في التاريخ”.
يربط هذا الممر الهند بدول الخليج، ومن ثم بأوروبا عبر الأردن وإسرائيل وإيطاليا، مما يجعله منافسًا محتملاً لمشروع الحزام والطريق الصيني، كما يثير تساؤلات حول تأثيره المحتمل على قناة السويس التي تُعد واحدة من أهم طرق التجارة البحرية في العالم.
ممر جديد أم تحديات لوجستية معقدة؟
يمثل المشروع تحديًا في ظل تكاليف النقل المرتفعة وتعقيدات النقل متعدد الوسائط، مما قد يجعله خيارًا أقل كفاءة مقارنة بالنقل البحري عبر قناة السويس.
خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، صرّح ترامب قائلاً:
“اتفقنا على بناء أحد أعظم الطرق التجارية في تاريخ البشرية، مما سيمكن الولايات المتحدة من الحفاظ على الصدارة.”
أهمية قناة السويس وتأثير الصراعات الإقليمية
تمر 12% من التجارة العالمية عبر قناة السويس، ما يجعلها واحدة من أهم الممرات البحرية. لكن الحرب في غزة وتصاعد التوترات الإقليمية أثرت على عائدات القناة، حيث خسرت مصر 7 مليارات دولار خلال عام 2024، وهو انخفاض بأكثر من 60% مقارنة بالعام السابق.
لماذا قناة السويس لا تزال الخيار الأمثل؟
- الممر الملاحي الأسرع بين آسيا وأوروبا.
- تكاليف نقل أقل مقارنة بالنقل متعدد الوسائط.
- أعمال تطوير مستمرة تزيد من الطاقة الاستيعابية للقناة.
وجهات النظر حول الممر الجديد
قناة السويس ليست في خطر مباشر
وفقًا للفريق مهاب مميش (رئيس هيئة قناة السويس السابق)، فإن الممر الجديد لن يكون بديلاً للقناة، حيث ستظل قناة السويس الخيار الأسرع والأكثر كفاءة للشحن البحري.
أما اللواء محفوظ مرزوق، نائب رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس سابقًا، فقد أكد أن الممر الاقتصادي الجديد هو مشروع تنمية وليس ممر نقل منافس، موضحًا أن نقل حمولة سفينة واحدة عبر القطارات يتطلب عشرات الرحلات، مما يزيد من التكاليف اللوجستية والتعقيدات التشغيلية.
التحديات التي تواجه المشروع الجديد
- ارتفاع تكلفة النقل والشحن عبر البر مقارنة بالملاحة البحرية.
- تعقيدات التخزين وإعادة الشحن في كل محطة.
- صعوبة نقل بعض البضائع مثل الحبوب والفحم الخام.
- عدم وضوح قدرة الممر على استقطاب حجم تجارة ينافس قناة السويس.
ما السيناريوهات المحتملة؟
وفقًا لرئيس الأكاديمية العربية للنقل البحري إسماعيل عبد الغفار، فإن هناك سيناريوهين رئيسيين:
- نجاح المشروع في استقطاب جزء من حركة التجارة بين آسيا وأوروبا، مما قد يؤدي إلى انخفاض محدود في إيرادات قناة السويس.
- فشل المشروع بسبب التعقيدات اللوجستية وارتفاع التكاليف، مما يعزز مكانة قناة السويس كممر بحري رئيسي.
الخلاصة: هل تتأثر قناة السويس بالممر الجديد؟
مع استمرار التطوير في قناة السويس، تبقى التحديات التي تواجه المشروع الجديد عاملاً حاسمًا في تحديد مستقبله. وعلى الرغم من أن المشروع قد يستحوذ على جزء صغير من حركة التجارة، فإن قناة السويس تظل الخيار الأكثر استدامة وكفاءة للملاحة الدولية.
المصدر : الجزيرة
[…] طريق الحرير الذي ربط بين الشرق والغرب. […]
[…] طريق الحرير الذي ربط بين الشرق والغرب. […]