في خطوة غير مسبوقة داخل الرياضة الأوروبية، أثار قرار منع رفع العلم الإسرائيلي في بطولة شطرنج دولية بإسبانيا جدلاً واسعاً، بعدما طُلب من اللاعبين الإسرائيليين المشاركة تحت علم محايد يتبع للاتحاد الدولي للشطرنج، مع التهديد باستبعادهم في حال الرفض.
هذا الموقف، بحسب مراقبين، لا يمكن النظر إليه باعتباره مجرد قرار تنظيمي، بل هو انعكاس مباشر لحالة الغضب الشعبي والاحتجاجات المتصاعدة ضد إسرائيل على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
المقاطعة الرياضية كأداة ضغط
لم يكن الشطرنج سوى حلقة جديدة في سلسلة من المظاهر الاحتجاجية التي اجتاحت مجالات الفن والرياضة والأكاديميا. الأمثلة تتوالى لتشكل ظاهرة متكاملة:
- إيطاليا: طالبت رابطة مدربي كرة القدم الإيطاليين بشكل رسمي بإيقاف مشاركة إسرائيل في جميع المنافسات الدولية، في خطوة جريئة تهدف للضغط على الهيئات الكروية العالمية مثل FIFA وUEFA.
- النرويج: أعلن الاتحاد النرويجي لكرة القدم أن عائدات مباراته القادمة ضد إسرائيل ضمن التصفيات الأوروبية ستُخصص بالكامل لجهود الإغاثة الإنسانية في غزة، محولاً مباراة رياضية إلى حملة دعم إنساني.
- الأندية الأوروبية: كشفت تقارير صحفية أن عدة أندية أوروبية تقدمت بطلبات للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) لإعفائها من مواجهة الفرق الإسرائيلية، معتبرة أن اللعب ضدها في ظل الظروف الحالية يتعارض مع قيمها.
- وفي بريطانيا، كشفت صحيفة تايمز أن بعض الأندية طلبت إعفاءها من مواجهة الفرق الإسرائيلية في البطولات الأوروبية، في حين قرر الاتحاد النرويجي لكرة القدم التبرع بعائدات مباراته ضد إسرائيل لصالح جهود الإغاثة في غزة.
هذه المواقف، مدعومة بحملات شعبية واسعة، تضع ضغطاً حقيقياً على المؤسسات الرياضية الإسرائيلية وتجعل من الصعب عليها العمل بشكل طبيعي في الساحة الدولية.
الثمن الباهظ للرياضة الفلسطينية
قد يتساءل البعض عن سبب هذا التحول الكبير. الإجابة تكمن في حجم المأساة الإنسانية التي لم تستثنِ المجتمع الرياضي الفلسطيني. الأرقام التي كشف عنها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم صادمة ومفجعة؛ حيث تجاوز عدد الشهداء الرياضيين 670 شخصًا منذ بدء الهجوم على غزة.
هؤلاء ليسوا مجرد أرقام، بل هم لاعبون ومدربون وحكام وإداريون، منهم أكثر من 320 ينتمون لعائلة كرة القدم وحدها. لقد تم تدمير أكثر من 260 منشأة رياضية بشكل كلي أو جزئي. عندما يُقتل الرياضيون وتُقصف الملاعب، يصبح الصمت تواطؤًا، وتصبح المقاطعة موقفًا أخلاقيًا ضروريًا. إن مقاطعة إسرائيل رياضياً لم تعد مجرد شعار سياسي، بل هي رد فعل طبيعي على استهداف ممنهج للحياة والبنية التحتية، بما فيها الرياضية.
في الختام، يبدو واضحًا أن عالم الرياضة قد اختار ألا يبقى على الحياد. من خلال هذه الإجراءات، يرسل الرياضيون والاتحادات والجماهير رسالة قوية مفادها أن المبادئ الإنسانية يجب أن تكون فوق كل اعتبار. ومع استمرار الأزمة، من المرجح أن نشهد المزيد من هذه المواقف، مما يضع مستقبل المشاركة الإسرائيلية في المحافل الدولية على المحك.
المصدر: وسائل إعلام إسرائيلية، وكالة أنسا الإيطالية، صحيفة تايمز البريطانية.
الأسئلة الشائعة
1. لماذا مُنع رفع العلم الإسرائيلي في بطولة الشطرنج بإسبانيا؟
لأن المنظمين قرروا السماح للاعبين بالمشاركة فقط تحت علم محايد، في سياق الضغوط الدولية والاحتجاجات على حرب غزة.
2. هل هذا القرار سابقة في الرياضة؟
نعم، فقلّما يُمنع علم دولة عضو في الاتحاد الدولي للشطرنج من المشاركة، ما يجعله خطوة استثنائية.
3. ما أبرز أشكال المقاطعة الرياضية لإسرائيل مؤخراً؟
إيطاليا طالبت بإيقافها مؤقتاً من المنافسات الدولية، ونادي نرويجي أعلن التبرع بعائدات مباراة مع إسرائيل لصالح غزة، وبعض الأندية الأوروبية رفضت اللعب ضد فرق إسرائيلية.
4. كيف تأثرت الرياضة الفلسطينية بالحرب؟
فقدت أكثر من 774 شخصاً من لاعبين ومدربين وكشافة وصحفيين، إضافة إلى تدمير منشآت رياضية في غزة والضفة.
5. هل هناك سوابق مشابهة في التاريخ الرياضي؟
نعم، مثل إقصاء جنوب إفريقيا من المنافسات الدولية خلال فترة الفصل العنصري، ما يشكل مقاربة تاريخية مشابهة.



