النقاط الرئيسية
- المسودة تتضمن تنازلات أراضٍ واسعة لروسيا، بما فيها أجزاء لا تسيطر عليها موسكو حاليًا.
- الخطة تمنع انضمام أوكرانيا للناتو وتفرض خفض عدد قواتها المسلحة إلى 600 ألف.
- أوروبا ترفض شكل الخطة، وتعتبرها خطرًا على أمنها الإقليمي وعلى وحدة الأراضي الأوكرانية.
تسود حالة من الارتباك في الأوساط السياسية الأوروبية بعد تسريب مسودة خطة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب الأوكرانية، وهي خطة مكوّنة من 28 بندًا تتضمن تغييرات جذرية في الحدود والسياسة الدفاعية لكييف. الخطة، التي قدّمها مسؤولون أميركيون إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لا تزال في طور الإعداد، لكنها تحمل — حاليًا — أهم معالم تحول استراتيجي في المشهد الأمني الأوروبي منذ عام 2014.
يُنظر إلى الخطة باعتبارها صفقة مكلفة سياسيًا لأوكرانيا، بل وخطوة قد تُعيد فتح النقاش حول شرعية الحدود الأوروبية بعد الحرب الباردة. ولذلك، تعيش أوروبا بين مفترق طرق: إمّا القبول بتسوية “مفروضة من واشنطن”، أو الدخول في مرحلة طويلة من التوترات الاستراتيجية.
ما الذي تتضمنه مسودة خطة ترامب؟
تقدم المسودة تصورًا صارمًا يقوم على:
- اعتراف فعلي بضم روسيا للقرم ولوغانسك ودونيتسك.
- فرض منطقة منزوعة السلاح في أجزاء من دونباس.
- تجميد حدود خيرسون وزاباروجيا عند خطوط التماس الحالية.
- منع أوكرانيا من الانضمام لحلف الناتو مستقبلًا.
- خفض الجيش الأوكراني إلى 600 ألف جندي فقط.
- إجراء انتخابات أوكرانية خلال 100 يوم.
- إعادة تشغيل محطة زاباروجيا النووية بنظام تقاسم للطاقة.
- آلية لرفع العقوبات وعودة روسيا إلى مجموعة الثمانية G8.
- تخصيص 100 مليار دولار من الأصول الروسية المجمّدة لإعادة إعمار أوكرانيا.
ورغم صعوبة تطبيق كثير من البنود، فإن الخطة تحمل “إطارًا تفاوضيًا” يعكس رغبة واشنطن في إنهاء الحرب بسرعة — حتى إن تطلب الأمر تنازلات أحادية من كييف.
لماذا أثارت الخطة غضب كييف وأوروبا؟
في الثقافة الاستراتيجية الأوكرانية، التنازل عن الأرض أمر محظور دستوريًا، كما أن الرئيس زيلينسكي بنى شرعيته على الدفاع عن وحدة الأراضي. قبول هذه الخطة سيعدّ “انتحارًا سياسيًا”.
أما أوروبا، فهي ترى أن:
- إعطاء روسيا مكاسب إقليمية سيشجعها على العودة للمواجهة لاحقًا.
- تجميد توسع الناتو يهدد أمن دول البلطيق وبولندا.
- الولايات المتحدة لا يمكن أن تقرر مصير الحرب وحدها.
وتشير مواقف الاتحاد الأوروبي إلى أن القارة لن تقبل أي صفقة لا تكون جزءًا مباشرًا منها.
هل يمكن لهذه الخطة أن تنجح؟
من منظور واقعي، المسودة — بالشكل الحالي — غير قابلة للتنفيذ.
لكن أهميتها تكمن في أنها تمثل تحولًا في مزاج السياسة الأميركية تجاه الحرب:
- من دعم مفتوح لكييف
إلى - محاولة تثبيت الوضع على الأرض عبر “سلام سريع” مهما كانت كلفته.
إذا أصرت واشنطن على هذا النهج، قد تجد أوكرانيا نفسها أمام خيارين مؤلمين:
إما الخضوع لاتفاق بشروط غير عادلة… أو مواجهة حرب طويلة بلا ضمانات.
بالنسبة لروسيا، المسودة تمثل فرصة للحصول على اعتراف دولي لمكاسب لم تستطع تحقيقها عسكريًا، ما يفسر تهدئتها الإعلامية مؤخرًا رغم نفيها الرسمي للمفاوضات.
المصدر:
- الغارديان
- رويترز
- أكسيوس



