إعلان

في زمن تتشابه فيه الكثير من الأعمال الفنية وتفقد تميّزها، يأتي مسلسل “برستيج” ليقدّم تجربة بصرية وإنسانية نادرة، يوقّعها المخرج المصري المبدع عمرو سلامة. ليست مجرد قصة جريمة في مقهى وسط عاصفة، بل حكاية تحمل طبقات من الكوميديا السوداء والدراما النفسية العميقة، تسردها الكاميرا من موقع واحد ولكن بزوايا لا تُحصى من الأحاسيس.

برستيج.. كوميديا تكشف الزيف لا تُضحك فقط

يؤكد سلامة أن “برستيج” لم يكن مشروعًا تقليديًا بل تجربة خاصة خاضها بكل جوارحه. العمل الذي يُعرض على إحدى المنصات الإلكترونية يدور في موقع واحد — مقهى صغير في القاهرة — حيث يلجأ إليه مجموعة من الأشخاص هربًا من عاصفة تسببت في انقطاع الكهرباء، ليكتشفوا لاحقًا جريمة قتل غامضة وسطهم.

ورغم محدودية الموقع وغياب التنقل، فإن سلامة خلق كادرات تصوير متنوعة وأجواء نفسية متصاعدة. واستخدم الكوميديا السوداء ليس للضحك بل لكشف الأكاذيب والتناقضات في العلاقات الإنسانية، مما أضفى على العمل عمقًا غير متوقع.

كواليس استثنائية ومواقف لا تُنسى

من أبرز لحظات التصوير كانت مشاهد مصطفى غريب ومحمد عبد الرحمن، والتي وصفها سلامة بأنها “مضحكة بامتياز”. لكنه أشار أيضًا إلى أهمية الدقة في تنفيذ كل مشهد دون إفلات تفصيل.

أما عن النجمة يسرا، فقد كانت مشاركتها كضيفة شرف بمثابة حلم تحقق. عبّر سلامة عن امتنانه الكبير لها. مؤكدًا أن حضورها أضاف بعدًا راقيًا للعمل.

إعلان

لكن التجربة لم تخلُ من ألم، إذ تحدث بمرارة عن وفاة المخرج المنفذ روبير طلعت، الذي كان صديقًا مقربًا له. “لا أستطيع التفاعل حتى الآن مع غيابه”، قالها وهو يحمل مشاعر فقدٍ عميقة، تُضاف إلى الطابع الإنساني الذي يغلف تجربته مع “برستيج”.

عمرو سلامة والنصوص: احترام متبادل وأفكار متجددة

على عكس بعض المخرجين، يؤمن سلامة بأهمية احترام الكاتب، حيث أكد أنه لا يتدخل بشكل سلبي في السيناريو، بل يشارك بأفكاره في جلسات نقاش بنّاءة مع الكاتبة.

وردًا على انتقادات تتهم المسلسل بأنه مستوحى من أعمال أجنبية، دعا المشاهدين للمقارنة المباشرة، مؤكدًا أن العمل مصري خالص لا يشبه أي تجربة أخرى، وهو ما ظهر جليًا في اللغة البصرية وروح الكوميديا.

كيف يتعامل مع النقد؟

يرى سلامة أن النقد البنّاء هو ركيزة التطوير الفني. لا يتهرّب من الآراء، بل يتعلّم منها ويقدّرها، مؤكدًا أن نجاح أي عمل لا يأتي إلا بتوفيق الله، ثم بجهود فريق العمل وشغفهم بما يصنعون.

مشاريع قادمة: طموحات لا تتوقف

بعد النجاح الذي حققه “برستيج”، يستعد سلامة لاستئناف تصوير فيلم “شمس الزناتي” مع الفنان محمد إمام، بعد عيد الأضحى المبارك. كما لم يُخفِ رغبته في العمل مع نجوم كبار وتقديم أفكار جديدة ومختلفة عن المألوف، تجسّد تطلعاته الإبداعية القادمة.

مسلسل “برستيج” ليس مجرد تجربة درامية جديدة، بل هو اختبار فني وإنساني نجح في تجاوز حدود الشاشة ليصل إلى عقل وقلب المشاهد. وما يقدمه عمرو سلامة ليس فقط متعة بصرية، بل رحلة فكرية فيها تساؤل ومفارقة وضحك مبطن بحزن. والنجاح هنا لا يُقاس بعدد المشاهدات فقط، بل بقدرته على إثارة حوار داخلي حول ما نخفيه خلف أقنعتنا اليومية.

📚 المصدر: العربية.نت


أسئلة يطرحها المشاهدون:

ما هي قصة مسلسل برستيج؟

تدور أحداثه حول مجموعة أشخاص يضطرون للجوء إلى مقهى أثناء عاصفة، ثم يكتشفون جريمة قتل بينهم، لتبدأ رحلة التحقيق وسط أجواء من الكوميديا السوداء.

هل مسلسل برستيج مقتبس من أعمال أجنبية؟

بحسب المخرج عمرو سلامة، لا، العمل مصري خالص وتم التأكد من عدم تشابهه مع أي عمل سابق.

هل الكوميديا في برستيج سطحية؟

على العكس، الكوميديا هنا عميقة ومقصودة لكشف الزيف في العلاقات والمجتمع، وليست فقط للضحك.

من أبرز نجوم المسلسل؟

مصطفى غريب، محمد عبد الرحمن، وظهور خاص للنجمة يسرا.

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
1 Comment
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
3 months ago

[…] أبرز عناصر العمل استخدام الكوميديا السوداء كأداة لإبراز قضايا المجتمع. فالمسلسل لا يبتعد عن […]

إعلان
wpDiscuz
1
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version