في حادثة تسلط الضوء مجددًا على ظاهرة الشغب الجوي المتزايدة، تحولت رحلة جوية هادئة من مانشستر إلى قبرص إلى كابوس حقيقي، وذلك عندما أثارت مسافرة ثملة حالة من الفوضى العارمة، مما أجبر قائد الطائرة على اتخاذ قرار حاسم بالهبوط اضطراريًا في ألمانيا.
من الهدوء إلى الفوضى: شرارة الأزمة
بدأت القصة مساء يوم الخميس على متن طائرة تابعة لشركة “جت2” البريطانية. كانت الأجواء طبيعية تمامًا حتى بدأت سيدة بريطانية تبلغ من العمر 41 عامًا، والتي وصفتها السلطات لاحقًا بأنها كانت “في حالة سُكر شديد”، في إظهار سلوك عدواني. أولاً، تصاعدت حدة سلوكها من مجرد إزعاج إلى مضايقات لفظية، ثم تطور الأمر بسرعة إلى اعتداء جسدي. ووفقًا للشهود، شرعت السيدة في توجيه سيل من اللكمات والركلات والتهديدات، ليس فقط لطاقم الطائرة الذي حاول تهدئتها، بل أيضًا للركاب الآخرين الذين وجدوا أنفسهم في قلب هذه الفوضى غير المتوقعة.
أمام هذا التصعيد الخطير، لم يجد قائد الطائرة خيارًا سوى إعطاء الأولوية القصوى لسلامة الركاب والطاقم. بناءً على ذلك، اتخذ قرارًا سريعًا وحاسمًا بتحويل مسار الرحلة إلى أقرب مطار مناسب، والذي كان مطار كولونيا بون في ألمانيا.
هبوط في ألمانيا واعتقال فوري
عند الساعة 7:20 مساءً بالتوقيت المحلي، هبطت الطائرة بسلام في كولونيا، ولكن المشهد على المدرج كان بعيدًا عن الهدوء. كانت الشرطة الألمانية في انتظار الطائرة بالفعل، حيث صعد أفرادها على متنها وقاموا باعتقال السيدة فورًا وسط ذهول الركاب.
المتحدث باسم الشرطة الألمانية، ماتياس كامبفر، أوضح في تصريح له: “نُقلت السيدة إلى مركز الشرطة ووُضعت رهن الاحتجاز حتى تستعيد وعيها الكامل”. وأضاف أن السلطات قررت منعها من دخول البلاد وترحيلها إلى بريطانيا على الفور، مما يظهر عدم التسامح مطلقًا مع مثل هذا السلوك الذي يعرض سلامة الطيران للخطر.
تداعيات الحادثة: ما بعد الفوضى
لم تنتهِ محنة الركاب عند هذا الحد. فبعد إخراج الراكبة المشاغبة، واجهت الطائرة مشكلة فنية غير متوقعة منعتها من إكمال رحلتها. نتيجة لذلك، تُرك الركاب في منطقة الترانزيت بالمطار لساعات، في انتظار وصول طائرة بديلة لنقلهم إلى وجهتهم النهائية في لارنكا. لقد تسببت مسافرة ثملة واحدة في تعطيل خطط سفر مئات الأشخاص.
هذه الحادثة أشعلت موجة من ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبر الكثيرون عن غضبهم من السلوك الأناني للراكبة، بينما أثنى آخرون على احترافية طاقم الطائرة وقرار القبطان الصائب. كما فتحت النقاش مجددًا حول ضرورة فرض عقوبات أشد على الركاب المزعجين.
أكثر من مجرد إزعاج
إن حوادث الشغب الجوي ليست مجرد قصص مثيرة للعناوين، بل هي تهديد حقيقي لسلامة الطيران. عندما تكون على متن طائرة، فأنت جزء من “عقد اجتماعي غير مكتوب” ينص على الالتزام بالهدوء واحترام سلامة الآخرين. إن السلوك المتهور، خاصة تحت تأثير الكحول، يمكن أن يؤدي إلى عواقب كارثية.
تظهر الإحصاءات الصادرة عن اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) أن حوادث الركاب المزعجين في تزايد. هذه الحوادث لا تسبب فقط تأخيرات وتكاليف إضافية لشركات الطيران، بل تضع ضغطًا نفسيًا هائلاً على أطقم الطائرات والركاب على حد سواء. إن العقوبات يجب أن تكون رادعة، وتشمل الغرامات المالية الباهظة، والسجن، والأهم من ذلك، الحظر الدائم من السفر على متن شركات الطيران.
المصدر:
تقرير جريدة “Metro” البريطانية
الأسئلة الشائعة:
1. ما سبب الهبوط الاضطراري للطائرة البريطانية؟
أُجبرت الطائرة على الهبوط بسبب السلوك العنيف والعدواني الذي أظهرته مسافرة ثملة تجاه الطاقم والركاب الآخرين.
2. إلى أين كانت تتجه الرحلة وأين هبطت اضطراريًا؟
كانت الرحلة متجهة من مانشستر (بريطانيا) إلى لارنكا (قبرص)، لكنها هبطت اضطراريًا في مطار كولونيا بون (ألمانيا).
3. ماذا كان مصير الراكبة التي تسببت في الحادث؟
ألقت الشرطة الألمانية القبض عليها فور هبوط الطائرة، وتقرر ترحيلها فورًا إلى بريطانيا ومنعها من دخول ألمانيا.
4. هل واجه الركاب الآخرون أي مشاكل؟
نعم، بعد الحادثة، تعرضت الطائرة لمشاكل فنية، مما اضطر الركاب للانتظار لساعات في المطار حتى وصول طائرة بديلة.



