إعلان

هوليوود وصناعة “العدو الجديد”

بعد الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي، كانت هوليوود بحاجة إلى “عدو” جديد يملأ الفراغ الدرامي. ومع أحداث 11 سبتمبر، وجدت ضالتها في “المسلم الإرهابي” و”العربي الغامض”.

ظهرت شخصيات أحادية البُعد في أفلام الحركة والإثارة، مثل True Lies (1994) الذي رسّخ صورة الإرهابي العربي، ثم تعزز النمط في أفلام ما بعد 11 سبتمبر مثل Rules of Engagement (2000) وThe Kingdom (2007) وBody of Lies (2008).

حتى الأعمال التي ركّزت على المأساة الإنسانية—مثل United 93 وWorld Trade Center—تُقرأ أحيانًا ضمن سياق سردية أمريكية أوسع عن ‘الحرب على الإرهاب’، رغم إشادات نقدية واسعة بمنهجهما الإنساني.

هذه الصورة لم تبقَ على الشاشة فقط، بل تغلغلت في الوعي الغربي، وأسهمت في ارتفاع موجة الإسلاموفوبيا لسنوات طويلة.

أفلام كرست الصورة النمطية بعد 11 سبتمبر

  • True Lies (1994) – قدّم الإرهابي العربي كعدو رئيسي بشكل كاريكاتوري.
  • Rules of Engagement (2000) – صور المدنيين اليمنيين كتهديد مباشر للجنود الأمريكيين.
  • The Kingdom (2007) – ربط السعودية والإرهاب في قالب إثارة وحركة.
  • Body of Lies (2008) – أعاد إنتاج صورة العربي المزدوج والمعقد الذي لا يمكن الوثوق به.
  • United 93 (2006) – ركز على مأساة الطائرة المختطفة، لكنه ساهم في تثبيت صورة “الخطر القادم من الشرق”.
  • World Trade Center (2006) – تناول الجانب الإنساني، لكنه لم يخرج من إطار “العدو الخارجي”.

السينما العربية.. بين الغياب والمحاولة

المثير أن السينما العربية لم تُنتج أفلامًا ضخمة تتناول أحداث 11 سبتمبر بشكل مباشر. ربما بسبب حساسية الموضوع سياسيًا، أو بسبب ضعف التمويل. لكن:

إعلان
  • بعض المخرجين العرب استخدموا القصة بشكل غير مباشر عبر مناقشة قضايا الهوية والاغتراب.
  • ظهرت أعمال تركز على حياة العرب في المهجر وما يواجهونه من شكوك وملاحقات بعد الأحداث.
  • كما أن الدراما التلفزيونية العربية ناقشت، بدرجات متفاوتة، أثر الإسلاموفوبيا على الجاليات العربية في الخارج.

أفلام حاولت كسر الصورة النمطية

  • My Name is Khan (2010) – أبرز معاناة المسلمين الأبرياء في أمريكا بعد 11 سبتمبر، وكيف تحوّل الاشتباه إلى ظلم جماعي.
  • The Reluctant Fundamentalist (2012) – ناقش صراع الهوية لشاب باكستاني ناجح يصبح موضع شك فقط بسبب أصله واسمه.
  • Rendition (2007) – تناول قضية “الترحيل السري” للمسلمين المشتبه بهم بعد الأحداث، وما تخللها من ظلم وانتهاكات.
  • Paradise Now (2005) – فيلم فلسطيني قدّم رؤية إنسانية خلف دوافع الانتحاريين، بعيدًا عن التناول النمطي الأمريكي.
  • AmericanEast (2008) – عمل مستقل ركز على تجربة المهاجرين العرب في لوس أنجلوس بعد الأحداث، والتحديات الاجتماعية التي واجهوها.

مخرجون مسلمون في هوليوود.. محاولة لتصحيح السردية

مع مرور الوقت، ظهر جيل جديد من المخرجين المسلمين أو ذوي الأصول العربية في هوليوود. هؤلاء حاولوا تقديم صورة أكثر واقعية وإنسانية:

  • التركيز على قصص الأفراد بدلًا من شيطنة الجماعات.
  • عرض معاناة المسلمين كمواطنين عاديين وقعوا ضحية لسياسات التعميم.
  • بعض هذه الأعمال شارك في مهرجانات عالمية، لكنه لم يحصل دومًا على الدعم التجاري الكبير.

أثر طويل المدى: هل ما زلنا أسرى الصورة النمطية؟

رغم مرور أكثر من عقدين، ما زالت صورة “المسلم المشتبه به” تظهر بين الحين والآخر في الإنتاجات الأمريكية. ومع ذلك:

  • الإنترنت ومنصات البث مثل نتفليكس وأمازون برايم فتحت المجال لأصوات جديدة.
  • الأفلام والمسلسلات العربية باتت تصل إلى جمهور عالمي، ما يمنح فرصة أكبر لتغيير السردية.
  • يبقى التحدي الحقيقي أمام السينما العربية هو إنتاج أعمال قوية فنيًا ودراميًا، تحمل وجهة نظرها الخاصة بدل أن تبقى في موقع رد الفعل.

أحداث 11 سبتمبر لم تغيّر السياسة وحدها، بل أعادت صياغة صورة العرب والمسلمين في السينما العالمية. وبينما كرّست هوليوود هذه الصورة لسنوات طويلة، حاولت السينما الأوروبية والمستقلة كسرها، فيما لا تزال السينما العربية تبحث عن صوت أقوى لفرض روايتها.

الدرس الأهم هو أن السينما ليست مجرد ترفيه، بل أداة لصناعة الوعي الجماعي. وإذا أراد العرب تغيير الصورة النمطية التي لحقت بهم، فلا بد من استثمار أوسع في صناعة الأفلام التي تنقل قصصهم بجرأة وصدق.

المراجع

  • مراجعات نقدية حول فيلم Rules of Engagement (2000) التي وصفته بالمعادي للعرب.
  • تحليلات صحفية وأكاديمية حول True Lies وBody of Lies ودورهما في تكريس صورة الإرهابي العربي.
  • مقالات نقدية عن United 93 وWorld Trade Center باعتبارهما جزءًا من السردية الأمريكية حول 11 سبتمبر.
  • دراسات تناولت My Name is Khan وThe Reluctant Fundamentalist وأفلام مستقلة مثل Rendition وAmericanEast.
  • أبحاث نقدية حول Paradise Now كعمل فلسطيني أثار نقاشًا عالميًا حول الدوافع الإنسانية خلف العنف.

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version