الأربعاء, أكتوبر 8, 2025
إعلان

في مشهد يبدو أقرب إلى الخيال العلمي، أعلن علماء كنديون عن اكتشاف حضانة بحرية ضخمة تضم نحو 2.6 مليون بيضة ذهبية متلألئة في قاع المحيط الهادئ، بالقرب من الساحل الغربي لكندا. هذا الاكتشاف النادر فتح باباً جديداً لفهم الحياة في البيئات العميقة التي تعيش تحت ضغط هائل ودرجات حرارة متطرفة.

البيوض التي أثارت دهشة العالم تعود إلى سمكة الورنك الأبيض (White Skate)، وهي كائن بحري غامض يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأسماك القرش، ويعيش عادة على أعماق تصل إلى ثلاثة كيلومترات تحت سطح الماء.

بركان قديم يخلق “واحة دافئة” للحياة

خلال رحلة بحثية نفذها فريق من وزارة مصايد الأسماك والمحيطات الكندية، اكتشف العلماء هذه الحضانة المذهلة قرب بركان تحت الماء لم يُستكشف من قبل. وتبيّن أن البركان لا يزال نشطاً حرارياً، مما خلق منطقة دافئة وسط محيط متجمد.

تقول الباحثة شيريس دو بريز، قائدة الفريق العلمي:

“الحرارة المنبعثة من البركان عملت كحاضنة طبيعية مثالية، حيث سمحت للبيض بالنمو في بيئة غير ممكنة عادة في هذا العمق.”

إعلان

اللافت أن سمكة الورنك الأبيض تضع بيضها في أكياس تُعرف باسم أكياس حورية البحر (Mermaid’s Purses)، وتحتاج هذه البيوض عادة إلى ما يقارب عشر سنوات لتفقس، وهي من أطول فترات الحضانة في عالم الأسماك.

لكن المفاجأة كانت أن حرارة البركان ساعدت في تسريع عملية نمو الأجنة، في وقت كانت فيه درجة حرارة المياه المحيطة منخفضة جداً، وهو ما اعتُبر ظاهرة فريدة في علم الأحياء البحرية.

أول فيديو في التاريخ يوثق عملية وضع البيض

لم يقتصر الاكتشاف على البيوض فقط، بل تمكن الفريق من تسجيل أول مقطع فيديو على الإطلاق يظهر أنثى الورنك وهي تضع بيضها مباشرة على قاع البحر.

باستخدام غواصة آلية مزودة بذراع روبوتية، تم رفع إحدى كبسولات البيض التي بدت تحت الأضواء كأنها جوهرة ذهبية متلألئة. هذه اللقطات انتشرت بسرعة على وسائل الإعلام العلمية وأثارت إعجاب الباحثين حول العالم.

اكتشاف يغير نظرتنا للمحيطات

تكشف هذه الحضانة البركانية عن مدى تكيف الكائنات البحرية مع أقسى البيئات على كوكب الأرض. فبينما تمثل أعماق البحار أكثر من 90% من المساحة الصالحة للحياة، إلا أن معظمها لا يزال غير مستكشف.

ويؤكد العلماء أن مثل هذه الاكتشافات تعيد رسم خريطة الحياة البحرية، وتدل على أن المحيطات تخفي كنوزاً بيولوجية غير مكتشفة بعد، قد تساعد في فهم أصول الحياة وحتى في تطوير علوم الطب والبيئة المستقبلية.

تحليل وتوقعات مستقبلية

من الناحية العلمية، يُعد هذا الاكتشاف نقطة تحول في دراسة النظم البيئية العميقة. فهو يقدم نموذجاً فريداً لكيفية استغلال الكائنات للطاقة الحرارية الجوفية، بدلاً من ضوء الشمس، للبقاء والتكاثر.

ويتوقع الباحثون أن تكون هناك مناطق مشابهة حول العالم، خاصة في المحيطات الهادئة التي تحتوي على نشاط بركاني قديم، ما يجعل هذا المجال من البحث في توسع مستمر خلال العقد القادم.


قسم الأسئلة الشائعة:

ما هو الاكتشاف البحري الذي أدهش العلماء مؤخرًا؟

تم العثور على 2.6 مليون بيضة ذهبية لسمكة الورنك الأبيض قرب بركان تحت الماء قبالة سواحل كندا.

ما سبب لون البيوض الذهبي؟

اللون ناتج عن انعكاس الضوء على أغشية البيض شبه الشفافة التي تعكس وهج الحرارة البركانية.

كيف تساعد الحرارة البركانية في نمو البيوض؟

توفر الحرارة بيئة دافئة ومستقرة تساعد في تسريع تطور الأجنة في بيئة باردة وضاغطة.

كم من الوقت تحتاج هذه البيوض لتفقس؟

تستغرق عادة حوالي عشر سنوات، وهي من أطول فترات الحضانة في عالم الأسماك.

ما أهمية هذا الاكتشاف علميًا؟

يغير فهم العلماء للحياة في أعماق البحار ويكشف عن قدرة الكائنات على التكيف مع البيئات القاسية.

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version