في تجربة غير مسبوقة، أقدم نادي هامكام النرويجي على خطوة جريئة بإسناد مهمة تدريب فريقه الرديف إلى مدرب ذكاء اصطناعي خلال مباراة ودية. وعلى الرغم من البداية الواعدة، إلا أن التجربة سرعان ما تحولت إلى فوضى تكتيكية، ما يؤكد أن كرة القدم لا تزال بحاجة إلى اللمسة الإنسانية.
كيف بدأ الأمر؟
قرر فريق هامكام، الذي يحتل حاليًا المركز الـ15 في الدوري النرويجي الممتاز، تجربة مدرب ذكاء اصطناعي بدعم من شركة التكنولوجيا والطاقة Eidsiva، الراعي الرسمي للنادي.
في بداية المباراة، اختار المدرب الافتراضي طريقة لعب 4-5-1، وهو تكتيك ساعد الفريق على التقدم بهدف من ركلة جزاء. لكن سرعان ما بدأت الأمور في الانهيار، حيث لجأ الذكاء الاصطناعي إلى قرارات غريبة قلبت مجرى المباراة رأسًا على عقب.
انهيار تكتيكي كامل
مع مرور الوقت، اعتمد المدرب الذكي على تكتيكات غير مألوفة، مثل:
- مطاردة جماعية للكرة، مما سمح للفريق الخصم بالتعادل بسرعة.
- تغيير الخطة إلى 1-0-9، أي مهاجم واحد وتسعة لاعبين في الهجوم، مما أدى إلى انهيار الدفاع.
- جعل حارس المرمى ينفذ رميات التماس باعتباره اللاعب ذو “أكبر يدين”، في قرار أثار الدهشة والسخرية!
النتيجة النهائية: هزيمة ساحقة
بعد سلسلة من الأخطاء التكتيكية الفادحة، انتهت المباراة بهزيمة ثقيلة 1-6، مما أثبت أن الذكاء الاصطناعي لا يزال بعيدًا عن القدرة على إدارة فريق كرة قدم باحترافية.
ردود الفعل: التكنولوجيا لا تكفي
اعتبرت شركة Eidsiva التجربة ناجحة من حيث إثبات الفرضية القائلة بأن التكنولوجيا وحدها لا تكفي في مجال يعتمد بشدة على القرارات البشرية والتفاعل العاطفي.
وقال مارتن هوف بيدرسون، كبير مستشاري الاتصالات في Eidsiva:
“لقد كان من المثير للاهتمام والمطمئن أن نرى أن التكنولوجيا لا تستطيع استبدال المدربين البشر. يجب أن تعود المسؤولية إلى المدير البشري، وهذا هو الصواب.”
هل الذكاء الاصطناعي قادر على تدريب الفرق الرياضية؟
في ظل التطورات المتسارعة في عالم الذكاء الاصطناعي، بدأ استخدامه في تحليل البيانات وتطوير التكتيكات في الرياضة، لكنه لا يزال يفتقر إلى المرونة البشرية المطلوبة في قرارات اللحظات الحاسمة داخل المباراة.
ويعلق مهران أنصاري، المدير العام لهامكام:
“كرة القدم والتكنولوجيا تتحركان بسرعة، وكثير من الفرق تركز على البيانات. لكن تبقى اللمسة البشرية عاملاً لا غنى عنه في اتخاذ القرارات الصحيحة على أرض الملعب.”
الذكاء الاصطناعي وكرة القدم: التكامل أفضل من الاستبدال
تكشف هذه التجربة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة مساعدة قوية في تحليل الأداء وصياغة الاستراتيجيات، لكنه لا يستطيع استبدال المدربين بالكامل. تبقى كرة القدم لعبة عاطفية وتفاعلية، تعتمد على الحدس والخبرة البشرية، وهو ما لا يمكن للذكاء الاصطناعي محاكاته حتى الآن.
في النهاية، يبدو أن المستقبل قد يشهد تكاملًا بين الذكاء الاصطناعي والعقل البشري في كرة القدم، لكن حتى ذلك الحين، ستظل اللمسة الإنسانية العامل الحاسم في عالم الساحرة المستديرة.
المصدر: مواقع نرويجية