في عصر أصبحت فيه المواد الإباحية متاحة بضغطة زر، تزايدت المخاوف بشأن تأثيرها على الصحة النفسية والعصبية للأفراد، وخاصة لدى الشباب. كشفت دراسة حديثة من الصين عن نتائج مقلقة تربط إدمان المواد الإباحية باضطرابات في الانتباه والتفاعل العاطفي وحتى نشاط الدماغ، ما يعزز المقارنة مع إدمانات أخرى أكثر شهرة مثل المخدرات.
التأثير الفوري على الانتباه والإدراك
في تجربة أجريت على طلاب جامعيين، طُلب منهم أداء اختبار معرفي سريع قبل وبعد مشاهدة فيديو إباحي مدته 10 دقائق. النتائج كانت واضحة:
- انخفاض في سرعة الاستجابة
- زيادة في عدد الأخطاء
- تباطؤ ملحوظ في الأداء الإدراكي
ويؤكد الباحثون أن هذا التأثير يظهر فورًا بعد المشاهدة، حتى لدى الأشخاص الذين لا يشاهدون المحتوى بشكل منتظم.
تشابه مع نشاط الدماغ لدى المدمنين
أظهرت صور تخطيط الدماغ أنماطًا تشبه تلك الموجودة لدى مرضى الفصام أو المدمنين على المخدرات. هذا يشير إلى أن تأثيرات مشاهدة المحتوى الإباحي لا تقتصر على الجوانب النفسية فقط، بل تمتد إلى تركيبة الدماغ ووظائفه.
في المجموعة التي شملت 21 طالبًا:
- أظهر المستخدمون غير المدمنين نشاطًا طبيعيًا في مناطق معالجة اللغة والحركة.
- أما المدمنون فظهر لديهم نشاط زائد في مناطق تنظيم العواطف والوظائف التنفيذية، وهي المناطق نفسها المتأثرة في حالات الإدمان.
ضعف في المشاعر وتبلّد عاطفي
الاستجابة العاطفية كانت مختلفة تمامًا بين المجموعتين:
- المستخدمون العاديون عبّروا عن مشاعر الخوف والمفاجأة والاشمئزاز.
- بينما أظهر المدمنون وجوهًا أكثر هدوءًا وضعفًا في التعبير.
يشير هذا التبلد العاطفي إلى فقدان تدريجي للحساسية تجاه المحفزات، وهي سمة شائعة في أنواع الإدمان الأخرى.
القلق والاكتئاب كمؤشرات مصاحبة
سجل المشاركون المدمنون درجات أعلى في اختبارات القلق والاكتئاب، ما يعزز فرضية أن الإفراط في مشاهدة المواد الإباحية قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية حقيقية، وليس مجرد تأثير عابر.
التأثير العصبي مشابه لإدمان المخدرات
أوضح الفريق البحثي أن الفص الجبهي للدماغ – المسؤول عن ضبط السلوك واتخاذ القرارات – يتأثر وظيفيًا بطريقة مشابهة لإدمان المواد الكيميائية. إذ يشعر المدمن على المحتوى الإباحي بإثارة ومتعة متزايدة تدفعه للمشاهدة المتكررة، لكن مع كل مرة، يضعف الإدراك وتنحسر الاستجابة العاطفية.
تشير نتائج الدراسة إلى أن إدمان المواد الإباحية ليس مجرد سلوك خاطئ، بل تحدٍّ صحي حقيقي له تبعات نفسية وعصبية عميقة. إن توعية الشباب بالمخاطر المحتملة، وتوفير بدائل آمنة، قد يكون أولى خطوات العلاج.
المصدر:
الدراسة من كلية تشنغدو الطبية الصينية
الأسئلة الشائعة حول إدمان المواد الإباحية
ما هو تأثير المواد الإباحية على الدماغ؟
تشير الدراسات إلى أن المحتوى الإباحي يؤثر على نشاط الدماغ بطريقة مشابهة لإدمان المخدرات، خاصة في مناطق اتخاذ القرار والتحكم العاطفي.
هل يؤثر الاستخدام غير المنتظم للمواد الإباحية على التركيز؟
نعم، حتى الاستخدام المتقطع قد يسبب تباطؤًا في الأداء الإدراكي وزيادة الأخطاء بعد المشاهدة مباشرة.
ما العلاقة بين مشاهدة المحتوى الإباحي والاكتئاب؟
سجل المستخدمون المدمنون معدلات أعلى من القلق والاكتئاب، ما يشير إلى علاقة بين الإفراط في المشاهدة والضيق النفسي.
هل يمكن أن يفقد الشخص استجابته العاطفية بسبب الإدمان؟
نعم، إذ أظهرت الدراسة أن المدمنين يعانون من تراجع واضح في التفاعل العاطفي مقارنةً بالمستخدمين العاديين.