إعلان

في عالم العملات الرقمية، لا تُعد التقلبات شيئًا جديدًا، لكن ما حدث مع عملة ترامب الرقمية ($TRUMP) يتجاوز حدود المجازفة. فبين وعود بأرباح كبيرة، وخسائر تكبدها مئات الآلاف من المستثمرين، تصدرت العملة عناوين الأخبار وفتحت الباب لتساؤلات أخلاقية وقانونية خطيرة. فهل كانت مجرد ضجة تسويقية؟ أم مشروعًا ممنهجًا لتحقيق مكاسب غير متوازنة؟


محافظ خاسرة.. وأرباح لنخبة محدودة

وفقًا لتحليل أجرته شركة Chainalysis، فقد اشترت نحو 764,000 محفظة عملة ترامب الرقمية، ولكنها تكبدت خسائر فادحة، بينما تمكنت 58 محفظة فقط من تحقيق أرباح تتجاوز 10 ملايين دولار لكل منها! هذا التفاوت الضخم في العوائد يشير إلى خلل واضح في هيكل توزيع الأرباح.

ويُذكر أن القيمة الإجمالية لهذه الأرباح بلغت نحو 1.1 مليار دولار، فيما بقيت غالبية المحافظ الأخرى تراوح مكانها، أو انخفضت قيمتها بشكل حاد.


الحدث التسويقي الذي غيّر المعادلة

مع الإعلان عن فعالية خاصة ستُقام في نادي ترامب للغولف يوم 22 مايو، ارتفعت شعبية العملة فجأة. الحدث شمل دعوة خاصة لأكبر 25 محفظة تمتلك العملة، إلى جانب جولة رمزية في “البيت الأبيض”، ما عزز الإقبال على شراء العملة رغم تقلباتها. وقد أدى ذلك لرفع القيمة السوقية إلى 2.7 مليار دولار قبل أن تتراجع إلى 2.17 مليار دولار لاحقًا.

الأهم أن أكثر من 100,000 محفظة جديدة دخلت السوق منذ منتصف أبريل، مدفوعة بحمى الشراء الممزوجة بالترويج.

إعلان

تضارب مصالح وتحقيقات رسمية

المثير للقلق أن 75% من إيرادات مشروع العملة يتم توجيهها لعائلة ترامب، بحسب ما كشفته تقارير. الأمر الذي دفع لجانًا رقابية، مثل لجنة التحقيقات الدائمة في مجلس الشيوخ الأمريكي، إلى فتح ملفات بشأن ملكية العملة وآلية توزيع أرباحها.

من بين المآخذ أيضًا أن الرئيس السابق نفسه روج للعملة عبر حساباته على “Truth Social” و”X”، وهو ما يُعتبر من الناحية الأخلاقية تضاربًا واضحًا في المصالح، خاصة مع ورود أنباء عن ارتباط مستثمرين أجانب بها، من ضمنهم صندوق إماراتي ورجل أعمال شهير في العملات الرقمية.


التوزيع المقيد والربح التلقائي للمطلعين

البيانات تشير إلى أن 80% من المعروض الكلي للعملة لا يزال محجوزًا لفترة استحقاق تمتد لثلاث سنوات، وهي حصة يُقال إنها تخضع لسيطرة جهات مقربة من منظمة ترامب.

ورغم ذلك، فقد حصدت المحافظ المرتبطة بمنشئي المشروع أكثر من 324 مليون دولار كأرباح من رسوم المعاملات، بفضل كود برمجي يوجه تلقائيًا نسبة من كل عملية تداول إليهم. هذه الآلية تتيح لهم الربح المستمر حتى بدون بيع حصصهم.


هل هي فرصة استثمارية أم فخ مالي؟

عملة ترامب الرقمية تجسّد التحديات الأخلاقية والقانونية التي تواجه سوق العملات المشفرة. فعلى الرغم من بعض النجاحات الفردية، فإن المخاطر والشكوك المرتبطة بها أكبر من أن تُهمل. ومع استمرار التحقيقات، يبقى مستقبل العملة مرهونًا بالتشريعات القادمة وثقة الجمهور.


أسئلة شائعة حول عملة ترامب الرقمية

ما هي عملة ترامب الرقمية؟
عملة رقمية من نوع “ميم” ارتبطت باسم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وتشهد تقلبات حادة في السوق.

هل ما تزال عملة ترامب فرصة استثمارية؟
بسبب التباين في العوائد والمخاوف القانونية، يُنصح بالتروي والبحث العميق قبل اتخاذ أي قرار استثماري.

من يربح فعلاً من عملة $TRUMP؟
البيانات تشير إلى أن عددًا محدودًا من المحافظ المرتبطة بمؤسسي المشروع هم من جنوا الأرباح الأكبر.

هل تُخضع العملة لقيود تداول؟
نعم، حوالي 80% من المعروض الكلي خاضع لفترة استحقاق مدتها ثلاث سنوات، مما يقيّد حرية التداول.


خلاصة شخصية

ما حدث مع عملة ترامب الرقمية يعكس هشاشة الثقة في بعض مشاريع العملات المشفرة، خصوصًا عندما تتداخل المصالح الشخصية بالترويج الجماهيري. لا شك أن المشروع استغل شهرة ترامب، لكن النتائج تثبت أن معظم المستثمرين دفعوا ثمنًا باهظًا، في حين ابتسمت الأرقام لقلة محظوظة. لذا، فإن الدرس الأهم هو: لا تستثمر في الضجيج، بل في القيمة.

المصدر: sa.investing.com

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version