عندما يتحول المستحيل إلى حقيقة في غرفة العمليات
في بعض الأحيان، تتجاوز قصص الواقع أغرب سيناريوهات الخيال، وهذا بالضبط ما حدث داخل أسوار مستشفى الغردقة العام في مصر. لم يكن الأمر يتعلق بمرض معتاد أو إصابة شائعة؛ بل بحالة طارئة أثارت ذهول الجميع، حيث وصل رجل إلى قسم الطوارئ يعاني من آلام مبرحة وحالة إعياء شديدة. وبعد سلسلة من الفحوصات، كانت المفاجأة صادمة: وجود هاتف محمول صغير عالق في معدته! وبالتالي، بدأت معركة طبية دقيقة لإنقاذ حياته من خلال عملية استخراج هاتف من معدة المريض، وهي مهمة محفوفة بالمخاطر.
سباق مع الزمن لإنقاذ حياة المريض
وصل المريض إلى المستشفى وهو على حافة الخطر، يعاني من قيء مستمر وآلام حادة في البطن تمنعه من ممارسة حياته الطبيعية. في البداية، اشتبه الفريق الطبي في وجود انسداد معوي، لكنهم لم يتوقعوا أبدًا طبيعة الجسم المسبب له.
بعد إجراء الأشعة السينية والمقطعية، تكشّفت الحقيقة المذهلة. لقد كان هناك جسم غريب في البطن يسد “فتحة البواب”، وهي الصمام العضلي الذي يربط المعدة بالأمعاء الدقيقة. هذا الانسداد منع مرور الطعام والسوائل، مما يفسر الأعراض الخطيرة التي كان يعاني منها المريض. علاوة على ذلك، كان وجود بطارية ليثيوم داخل الهاتف يمثل قنبلة موقوتة، حيث يمكن أن تتسرب منها مواد كيميائية حارقة تسبب تآكل جدار المعدة.
أمام هذا الوضع الحرج، لم يكن هناك أي خيار سوى التدخل الجراحي الفوري. قاد الفريق الطبي عملية دقيقة ومعقدة، وتمكنوا ببراعة من استخراج هاتف من معدة المريض بنجاح تام ودون أي مضاعفات، في إنجاز طبي يستحق الإشادة.
التساؤل الأكبر: كيف وصل الهاتف إلى هناك؟
بينما احتفى الجميع بنجاح العملية، بقي سؤال واحد يتردد في أذهان الكثيرين: كيف يمكن لشخص أن يبتلع هاتفًا محمولًا؟ المصادر الرسمية لم تكشف عن السبب حفاظًا على خصوصية المريض، لكن الخبراء يطرحون عدة سيناريوهات محتملة لمثل هذه الحوادث النادرة:
- اضطرابات نفسية: قد يعاني بعض الأشخاص من حالات مثل “متلازمة بيكا” (Pica)، وهو اضطراب قهري يدفع المصاب إلى أكل مواد غير صالحة للأكل.
- تحديات خطيرة: في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، قد يقدم البعض على تحديات مجنونة وخطيرة للحصول على الشهرة أو إثبات الذات.
- محاولة إخفاء دليل: في حالات نادرة، قد يبتلع شخص هاتفه في محاولة يائسة لإخفاء معلومات أو أدلة.
وجهة نظري الشخصية: بغض النظر عن السبب، تسلط هذه الحادثة الضوء على قضيتين محوريتين. الأولى هي المهارة الفائقة والجاهزية العالية للكوادر الطبية في مصر، القادرة على التعامل مع أكثر الحالات تعقيدًا. والثانية هي ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية، وتقديم الدعم لمن قد يعانون من اضطرابات تدفعهم لإيذاء أنفسهم بهذه الطرق غير المتوقعة.
تفاعل واسع وإشادة مستحقة بالفريق الطبي
بمجرد انتشار الخبر، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالتعليقات التي تراوحت بين الصدمة والدهشة والفكاهة. فقد انتشرت النكات والميمات حول “أقوى بطارية هاتف” و”مكالمة لم يرد عليها من المعدة”.
ولكن، سرعان ما تحول هذا التفاعل إلى موجة واسعة من الإشادة والتقدير. أشاد الدكتور إسماعيل العربي، وكيل وزارة الصحة بالبحر الأحمر، بالفريق الطبي، مؤكدًا أن هذا النجاح يعكس التطور الكبير في المستشفيات الحكومية. ومن جانبه، عبر الدكتور كريم الشبرواي، مدير المستشفى، عن فخره بكفاءة فريقه واستعداده الدائم للتعامل مع أي حالة طارئة.
في نهاية المطاف، وبعد أن استعاد المريض وعيه بالكامل وأصبحت حالته مستقرة، أثبتت هذه الواقعة أن وراء كل قصة غريبة هناك أبطال حقيقيون يعملون في صمت لإنقاذ الأرواح.
أسئلة يتداولها الناس حول هذه الوافعة الغريبة:
1. ما هي الحالة التي تم التعامل معها في مستشفى الغردقة العام؟
تم إجراء عملية جراحية عاجلة لإجراء استخراج هاتف من معدة مريض بعد أن ابتلعه، مما تسبب له في انسداد معوي خطير.
2. هل كانت العملية ناجحة؟
نعم، نجح الفريق الطبي في استخراج الهاتف بالكامل دون حدوث أي مضاعفات، والمريض الآن في حالة صحية مستقرة ويخضع للملاحظة.
3. لماذا يعتبر ابتلاع هاتف محمول أمرًا خطيرًا؟
الخطر لا يكمن فقط في الانسداد الميكانيكي الذي يسببه، بل أيضًا في إمكانية تسرب مواد كيميائية من البطارية، مما قد يؤدي إلى حروق وتسمم وثقب في جدار المعدة.
4. كيف كانت ردود فعل المسؤولين على هذا الإنجاز؟
وجه مسؤولو الصحة في البحر الأحمر الشكر والتقدير للفريق الطبي، معتبرين أن هذا النجاح دليل على تطور الإمكانات الطبية والاستثمار في الكوادر الصحية بالمحافظة.
المصدر:
مديرية الصحة بالبحر الأحمر ومصادر إعلامية متعددة.