في مشهد أثار جدلًا عالميًا، استعرض الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو هاتفًا جديدًا من شركة هواوي خلال مؤتمر صحفي، معلنًا أنه تلقاه كهدية شخصية من نظيره الصيني شي جين بينغ. مادورو لم يكتفِ بالعرض فحسب، بل وصف الهاتف بأنه “الأفضل في العالم” وادّعى أنه “مستعصي على المخابرات الأمريكية وغير قابل للاختراق”.
هذا التصريح الذي بدا في ظاهره تقنيًا، كان في حقيقته محمّلًا برسائل سياسية واضحة. فالهاتف الذي يُعتقد أنه من طراز Huawei Mate X6 – أحد أحدث إصدارات الشركة القابلة للطي – أصبح رمزًا للتحالف المتنامي بين بكين وكاراكاس في مواجهة الضغوط والعقوبات الأمريكية.
وليس سرًا أن الولايات المتحدة فرضت حظرًا صارمًا على وصول هواوي إلى الرقائق والمعالجات المتقدمة، بحجة مخاوف أمنية تتعلق بالتجسس. لكن الصين، عبر تقدمها في تصنيع الشرائح محليًا، أثبتت أنها قادرة على إيجاد بدائل، وهو ما يفسر الحماس الذي أبداه مادورو عند استعراضه للجهاز أمام الإعلام.
من الناحية التقنية، الخبراء يرون أنه لا يوجد هاتف “ضد الاختراق بالكامل”، لكن تصريحات مادورو تعكس رغبة في تعزيز الثقة بين بلاده والصين، وتوجيه رسالة مباشرة لواشنطن مفادها أن فنزويلا ليست وحيدة في معركتها مع العقوبات.
بالتالي، فإن ما قد يبدو استعراضًا عاديًا لجهاز ذكي هو في الواقع مناورة سياسية تحمل في طياتها إشارات عميقة حول موازين القوى العالمية، واستخدام التكنولوجيا كوسيلة لإظهار الاصطفافات الدولية.
المصدر:
TechCrunch