إعلان

حرب الأسعار في الصين.. فوضى كهربائية تُهدد الاستقرار

تشهد صناعة السيارات الكهربائية في الصين واحدة من أعنف موجات المنافسة، تحولت خلالها الأسعار من ميزة للمستهلك إلى سلاح مدمر قد يعصف بالقطاع بأكمله. ما بدأ كتنافس طبيعي، سرعان ما تصاعد ليصبح “حرب أسعار” تخسر فيها الشركات الكبرى أرباحها، وتنهار الشركات الصغيرة. وبسبب هذا التدهور، تدخلت الحكومة الصينية عبر ثلاث جهات رقابية عليا برسالة لا لبس فيها: “اضبطوا أنفسكم!”

تحذيرات رسمية: اجتماع مغلق ورسائل صارمة

استدعت السلطات الصينية ممثلين عن كبار شركات السيارات مثل BYD، جيلي، شاومي إلى اجتماع خاص في بكين، نظّمته وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، وهيئة تنظيم السوق، ولجنة التخطيط الاقتصادي العليا.

🔍 الهدف من الاجتماع:

  • وقف الممارسات التسويقية العدوانية مثل البيع بأسعار أقل من التكلفة.
  • منع الخصومات المفرطة التي تؤدي إلى تدمير المنافسة الصحية.
  • الحفاظ على استقرار سلسلة التوريد ومنع إفلاس الشركات الأضعف.

رغم غياب قرارات رسمية ملزمة، إلا أن لهجة التحذير كانت قوية، خصوصاً مع دخول وسائل الإعلام الحكومية التي حذرت من أن “الفوضى السعرية تشوه صورة الصناعة الصينية أمام العالم.”


🚘 خدعة “السيارات عديمة الكيلومترات”

أحد أبرز المخاوف التي نوقشت في الاجتماع كانت ظاهرة السيارات التي تُسجل كمباعة رغم أنها لم تُسلم للمستهلك النهائي. حيث تقوم بعض الشركات ببيع سياراتها إلى موزعين أو تجار كـ”مستعملة”، رغم أنها جديدة تمامًا، فقط لتسجيل أرقام مبيعات مضللة.

❗ لماذا تفعل الشركات ذلك؟

  • للحصول على تمويل فوري عبر صفقات ظاهرية.
  • لتضخيم بيانات المبيعات السنوية.
  • للهروب من تراكم المخزون وخفض الضغوط المالية.

BYD تقود موجة التخفيضات.. لكن بثمن باهظ

أطلقت شركة BYD حملة خصومات وصلت إلى 34% في بعض طرازاتها، مما أثار جدلاً واسعاً داخل الصناعة الصينية. رغم أن هذه الخطوة جذبت الانتباه والمستهلكين، إلا أنها أحرجت المنافسين وأثارت قلق الجهات التنظيمية.

إعلان

👥 من المتأثر الأكبر؟

  • الشركات الصغيرة التي لا تملك القدرة على تقليل الأسعار.
  • الموردون الذين تُفرض عليهم شروط مجحفة لتخفيض التكاليف.
  • جودة السيارات التي قد تتراجع بسبب خفض التكلفة في التصنيع.

ولعل ما يميز BYD أنها لا تكتفي بالمنافسة المحلية، بل تسعى لتحدي عمالقة الصناعة في الخارج أيضًا. حيث أطلقت مؤخرًا سيارة كهربائية صغيرة تهز سوق “كي” في اليابان، محاولةً اقتحام سوق طالما سيطرت عليه الشركات اليابانية التقليدية.

التقرير المالي المثير للجدل

وفقاً لتقرير صادر عن شركة GMT Research، فإن الديون الحقيقية لشركة BYD قد تصل إلى 323 مليار يوان (نحو 45 مليار دولار)، وهي أعلى بكثير مما هو معلن رسميًا.

ما السبب؟

  • استخدام تمويل سلسلة التوريد لتأجيل المدفوعات.
  • ممارسات محاسبية تُخفي الخسائر الحقيقية.
  • اعتماد مفرط على الشركاء الماليين لتمويل المبيعات الوهمية.

ردود الشركات: صمت حذر ورسائل مبطنة

حتى لحظة كتابة المقال، لم تصدر أي بيانات رسمية من BYD أو شاومي. أما شركة جيلي، فاكتفت بالإشارة إلى تصريح سابق لرئيسها لي شوفو، الذي أكد رفضه لحروب الأسعار، داعياً إلى التنافس من خلال الابتكار والجودة، لا بالتخفيضات.

خاتمة: هل تنقذ بكين الصناعة من نفسها؟

تبدو الحكومة الصينية جادة هذه المرة في وضع حد لفوضى التسعير في سوق السيارات الكهربائية. لكن ما لم تتحول هذه التحذيرات إلى سياسات فعلية ورقابة صارمة، فقد تجد بكين نفسها أمام قطاع يتآكل من الداخل، ويخسر صورته التنافسية في الخارج.

في النهاية، قد يكون الرهان على “القيمة والجودة” هو الطريق الأذكى، لا الخصومات الخاطفة.

📚 المصدر:

تقارير إعلامية صينية وصحفية


ما سبب تدخل الحكومة الصينية في سوق السيارات الكهربائية؟

بسبب تصاعد حرب الأسعار التي تهدد بانهيار بعض الشركات وتشوه صورة الصناعة الصينية عالميًا.

ما هي ظاهرة “السيارات عديمة الكيلومترات”؟

هي سيارات جديدة تُسجل كمستعملة من أجل التحايل على أرقام المبيعات والحصول على تمويل.

هل أطلقت BYD خصومات كبيرة فعلًا؟

نعم، وصلت بعض خصومات BYD إلى 34%، مما تسبب في اضطراب بالسوق.

هل توجد شكوك حول الوضع المالي لـ BYD؟

نعم، تشير تقارير مستقلة إلى أن ديونها الفعلية قد تكون أعلى بكثير مما هو معلن رسميًا.

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version