إعلان

الإحباط الاقتصادي لدى جيل زد: أزمة ثقة تهدد المستقبل المالي للشباب

في عالم تتغير فيه القواعد الاقتصادية باستمرار، يجد جيل زد — الذي وُلد بين عامي 1997 و2012 — نفسه محاطًا بكم هائل من التحديات المالية. من البطالة وديون التعليم، إلى الغلاء والتقلبات الاقتصادية، تشكّلت حالة عامة من الإحباط الاقتصادي لدى جيل زد، دفعت الكثير منهم إلى التخلي عن فكرة الادخار والتخطيط الطويل الأجل.

لماذا يرى جيل زد أن الادخار بلا جدوى؟

كشف استطلاع أجرته “Credit Karma” أن نحو 49% من أفراد جيل زد يرون أن التخطيط المالي للمستقبل أصبح بلا معنى، خاصة مع انتشار “عقلية عش اللحظة” (YOLO). المستشارة المالية كورتني أليف تصف هذا التحول في السلوك بأنه مقلق، موضحة أن الإنفاق العفوي أصبح سائدًا بين الشباب الذين يشعرون بانعدام الأمل في تحقيق الأمان المالي مستقبلاً.

وهذا الشعور، إن لم يُعالج، يمكن أن يؤدي إلى تراكم ديون مرتفعة الفائدة، وتأخير تحقيق أهداف حياتية مهمة، مثل شراء منزل أو الادخار للتقاعد.

ضغوط واقعية تغذي التشاؤم

يشير الخبراء إلى أن أسباب هذا الإحباط ليست مجرد مبالغة شبابية، بل هي ناتجة عن عوامل اقتصادية ملموسة:

  • صعوبة الدخول إلى سوق العمل: رغم أن معدل البطالة الأمريكي يبلغ 4.2%، إلا أن النسبة بين من تتراوح أعمارهم بين 22 و27 عامًا تصل إلى 5.8%، بل وترتفع إلى 6.9% لمن لا يحملون شهادة جامعية.
  • ديون طلابية متراكمة: نصف خريجي الجامعات عام 2023 تخرجوا بمتوسط ديون يبلغ 29,300 دولار، ما يجعل بداية الحياة العملية محملة بالأعباء.
  • القلق من الذكاء الاصطناعي: كثيرون من الشباب يتساءلون: هل شهاداتهم الجامعية ستبقى ذات قيمة في ظل صعود الذكاء الاصطناعي؟ هذا التساؤل يزيد من الإحساس بعدم جدوى الاستثمار في التعليم والمستقبل.

أنماط إنفاق مقلقة: خدمات “اشترِ الآن وادفع لاحقًا”

بحسب التقرير ذاته، 77% من شباب جيل زد يستخدمون خدمات “اشترِ الآن وادفع لاحقًا” بطريقة تزيد من إنفاقهم فوق طاقتهم. ومع وجود أدوات دفع سهلة وسريعة، لم يعد كبح الاستهلاك أمرًا بسيطًا.

إعلان

وقد سجّل بنك الاحتياطي الفيدرالي أن معدلات التأخر في سداد بطاقات الائتمان بين جيل زد ارتفعت بوتيرة هي الأعلى بين جميع الأجيال، مع بلوغ 15% منهم الحد الأقصى لبطاقاتهم الائتمانية.

كيف يعيد الشباب التفكير في مستقبلهم المالي؟

رغم سوداوية المشهد، إلا أن الخبراء يصرّون على وجود أمل، خاصة إذا تم إعادة تشكيل العقلية المالية مبكرًا.

تقول ويني سَن، الخبيرة المالية: “الأهم من كل شيء ألا تراهن على نفسك بالخسارة. هذه المرحلة هي فرصة ذهبية للاستثمار حتى بمبالغ بسيطة”.

حتى استثمار 10 دولارات شهريًا في حساب تقاعدي معفي من الضرائب، يمكن أن يصنع فارقًا كبيرًا بفضل تأثير الفائدة المركبة مع مرور الوقت. وتوصي سَن ببدء سداد الديون ذات الفائدة المرتفعة بالتزامن مع بدء الاستثمار، مع تأجيل أي مشتريات غير ضرورية لمدة 24 ساعة على الأقل لكبح الاندفاع الاستهلاكي.

يمكنك أيضًا قراءة: إدارة الميزانية الشخصية: كيف تدير ميزانيتك الشخصية وتحقق استقرارًا ماليًا

خلاصة: الطريق ليس مستحيلاً.. لكنه يتطلب خطة

قد تكون ظروف جيل زد صعبة، لكن الفرصة لا تزال قائمة. بإمكان الشباب أن يحوّلوا الإحباط إلى قوة دفع، وأن يتعاملوا مع الواقع الاقتصادي كفرصة لتعلم مهارات مالية مبكرة، تؤسس لاستقلالية ونجاح في المستقبل. الأمر يبدأ بخطوات بسيطة: ادخر القليل، استثمر القليل، لكن افعلها بانتظام.

📌 المصدر:

مقتبس من تقرير شبكة CNBC


❓ أسئلة شائعة حول الإحباط الاقتصادي لدى جيل زد:

ما أسباب الإحباط الاقتصادي لدى جيل زد؟

السبب يعود إلى ارتفاع البطالة بين الشباب، الديون الطلابية، ارتفاع تكلفة المعيشة، وفقدان الثقة في التعليم كاستثمار مضمون.

هل يمكن للشباب الادخار والاستثمار رغم دخلهم المحدود؟

نعم، حتى مبالغ صغيرة مثل 10 دولارات شهريًا يمكن أن تتراكم مع الوقت وتحدث فرقًا كبيرًا.

كيف يتجنب جيل زد الديون المرتفعة؟

من خلال تأجيل المشتريات غير الضرورية، وسداد بطاقات الائتمان أولًا، وتجنّب خدمات الدفع المؤجل التي تشجع على الاستهلاك المفرط.

هل هناك وقت مناسب لبدء الاستثمار؟

الوقت المثالي هو الآن، خاصة في فترة الشباب حيث التكاليف الشهرية أقل، والفائدة المركبة تعمل لصالحك.

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version