إعلان

صرح الرئيس السوري أحمد الشرع يوم الجمعة سلسلة تصريحات لافتة، حملت في طياتها رسائل مزدوجة تجاه إسرائيل، إيران، روسيا، والولايات المتحدة. هذه التصريحات ليست مجرد مواقف آنية، بل يمكن قراءتها كمؤشرات على إعادة رسم توازنات سوريا الإقليمية والدولية.

إسرائيل.. من مخططات التقسيم إلى اتفاق أمني محتمل

أكد الشرع أن إسرائيل سعت لجعل سوريا ساحة صراع مع إيران، وأن لديها مخططًا قديمًا لتقسيم البلاد. لكنه أشار في المقابل إلى أن لا قطيعة نهائية مع طهران، ما يعكس إدراك دمشق لضرورة الإبقاء على خطوط التواصل مفتوحة.

الأبرز في تصريحاته كان الحديث عن مفاوضات لاتفاق أمني يعيد إسرائيل إلى ما قبل 8 ديسمبر، وهو ما يوحي بمحاولة العودة إلى توازن أمني هش سبقت أحداث التصعيد الأخيرة.

السيادة أساس العلاقات الدولية

شدّد الرئيس السوري على أن أي علاقات مستقبلية لا بد أن تُبنى على أساس سيادة سوريا واستقلال قرارها. هذه العبارة تحمل دلالتين:

  • رفض أي وصاية خارجية على القرار السوري.
  • إشارة إلى أن دمشق تسعى لتطبيع علاقاتها مع العالم لكن وفق شروطها الوطنية.

روسيا.. شريك تاريخي يظل حاضرًا

لم يخف الشرع حرصه على التأكيد على “الروابط الوثيقة” مع موسكو، مؤكدًا أنها إرث استراتيجي ينبغي الحفاظ عليه. وفي الوقت نفسه، كشف أن روسيا انسحبت من معركة حماة بناءً على اتفاق مسبق، وهو تصريح يهدف ربما إلى نفي أي تباعد سياسي بين الطرفين وإظهار أن الانسحابات العسكرية كانت منسقة وليست انسحابًا من الدعم.

إعلان

أما عن العلاقات مع مصر قال الرئيس السوري أن العلاقات مع القاهرة تذهب باتجاه التحسن.

انفتاح على الولايات المتحدة

اللافت كان حديث الشرع عن رغبة أميركية في الاستثمار داخل سوريا. وقد عُزّز ذلك من خلال استقباله في قصر الشعب للأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأميركية، وزوجته، إضافة إلى المبعوث الأميركي الخاص توماس باراك.

هذا اللقاء يفتح بابًا للتساؤلات حول إمكانية إعادة تطبيع العلاقات السورية – الأميركية، ولو من بوابة التعاون الاقتصادي والأمني.


قراءة تحليلية

تبدو تصريحات الشرع محاولة لبعث رسائل طمأنة في اتجاهات متعددة:

  • طمأنة الداخل السوري بأن السيادة خط أحمر.
  • فتح قنوات تواصل مع واشنطن عبر الاقتصاد.
  • الحفاظ على الشراكة مع موسكو رغم تقليص وجودها العسكري.
  • ترك باب التسوية مفتوحًا مع إسرائيل ضمن إطار “اتفاق أمني”.

بهذا المعنى، يمكن القول إن سوريا تحاول إعادة التموضع بين القوى الكبرى، مستفيدة من الظرف الإقليمي والدولي المتشابك، لتؤكد حضورها لاعبًا لا مجرد ساحة للصراعات.

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version