تشهد الصناعات الدفاعية التركية طفرة جديدة مع إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان عن دخول منظومة القبة الفولاذية الخدمة رسميًا لدى الجيش التركي. هذا النظام، الذي يوصف بأنه أول منظومة دفاع جوي متكاملة محلية الصنع، يمثل نقلة نوعية في مسار تركيا نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي العسكري وتعزيز مكانتها كقوة إقليمية صاعدة.
مشروع بدأ قبل سنوات
تعود جذور المشروع إلى عام 2018، حين وضعت أنقرة خطة شاملة لمواجهة التهديدات الجوية والإقليمية. وقادت شركة أسلسان (ASELSAN) – الرائدة في الصناعات الدفاعية – عمليات التطوير والإنتاج، بالتعاون مع شركات محلية أخرى، ما جعل المنظومة تحمل بصمة تركية كاملة بنسبة تقارب 90%.
مكونات المنظومة
القبة الفولاذية ليست مجرد نظام صاروخي، بل منظومة متعددة المستويات تشمل:
- صواريخ حصار للدفاع القصير والمتوسط.
- المدفعية المضادة “كوركوت” لمواجهة الأهداف الجوية المنخفضة.
- أنظمة حرب إلكترونية متقدمة (أخطار).
- شبكة رادارات حديثة قادرة على تتبع مئات الأهداف في وقت واحد.
- نظام قيادة وسيطرة بالذكاء الاصطناعي لدمج جميع الوحدات في شبكة موحدة.
- بنية سيبرانية دفاعية لحماية المنظومة من الهجمات الإلكترونية.
نسخة 2025: مواجهة الطائرات المسيّرة
مع تزايد خطر الدرونز في النزاعات الحديثة، كشفت أسلسان أن نسخة 2025 من القبة الفولاذية قادرة على تحييد أسراب الطائرات المسيّرة الصغيرة بدقة وسرعة عالية، بفضل أسلحة ليزرية وتكنولوجيات استشعار متقدمة.
مقارنة بين القبة الفولاذية والقبة الحديدية
من الواضح أن المنظومة التركية استوحت بعض جوانبها من القبة الحديدية الإسرائيلية، إلا أن الخبراء يرون أنها ليست نسخة مطابقة، بل تطوير لمفهوم “نظام الأنظمة”، أي دمج طبقات مختلفة من الدفاع في منظومة واحدة متكاملة.
| العنصر | القبة الفولاذية (تركيا) | القبة الحديدية (إسرائيل) |
|---|---|---|
| سنة البدء | 2018 – دخلت الخدمة رسميًا 2025 | 2007 – دخلت الخدمة 2011 |
| الجهة المطورة | أسلسان وشركات تركية محلية | شركة رافائيل للصناعات الدفاعية |
| القدرات الأساسية | صواريخ حصار + مدفعية كوركوت + حرب إلكترونية + ذكاء اصطناعي | صواريخ اعتراض قصيرة المدى فقط |
| مواجهة الدرونز | نعم – نسخة 2025 مزودة بتقنيات تحييد أسراب مسيّرات | محدودة – تركز على الصواريخ فقط |
| مدى الحماية | متعدد الطبقات (قصير + متوسط) | قصير المدى بشكل رئيسي |
| البنية السيبرانية | مزودة بدفاعات إلكترونية ضد الهجمات السيبرانية | لا تملك نفس المستوى من الحماية السيبرانية |
| الأهمية الاستراتيجية | تعزيز الاستقلال الدفاعي التركي ومواجهة التهديدات الإقليمية | حماية الداخل الإسرائيلي من صواريخ غزة |
الأبعاد الاستراتيجية
من وجهة نظر سياسية، يرى مراقبون أن القبة الفولاذية تمثل حلم أردوغان الاستراتيجي الذي تحقّق. فتركيا لم تعد تعتمد فقط على شراء الأنظمة الغربية، بل أصبحت قادرة على تطوير حلول محلية تعزز سيادتها. وفي ظل التوتر مع إسرائيل وبعض القوى الإقليمية، فإن امتلاك منظومة دفاع جوي متكاملة يعد ورقة قوة جديدة بيد أنقرة.
آراء وتحليلات
- خبراء الدفاع في أنقرة يعتبرون القبة الفولاذية “مظلة جوية” تحصّن البلاد ضد تهديدات الصواريخ والطائرات المسيّرة.
- بعض الأصوات الغربية ترى أنها ستفتح سباق تسلح إقليمي جديد.
- الرأي العام التركي عبر وسائل التواصل الاجتماعي أبدى فخره بالمنظومة، واعتبرها “خطوة نحو تركيا القوية 2053”.
المشروع يمثل أكثر من مجرد منظومة عسكرية، بل رمزًا للتحول الاستراتيجي في الصناعات الدفاعية التركية. ومع تسارع تطورات الحروب الحديثة – حيث تتداخل الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة والهجمات السيبرانية – فإن امتلاك نظام متكامل كهذا يرفع قدرة تركيا على الصمود ويمنحها استقلالية استراتيجية في منطقة مضطربة.
الأسئلة الشائعة حول القبة الفولاذية:
1. ما هي القبة الفولاذية التركية؟
هي منظومة دفاع جوي متكاملة محلية الصنع تهدف لحماية المجال الجوي التركي من الصواريخ والطائرات المسيّرة.
2. متى بدأ تطوير القبة الفولاذية؟
بدأ المشروع رسميًا عام 2018 بقيادة شركة أسلسان التركية.
3. ما الفرق بين القبة الفولاذية والقبة الحديدية؟
القبة الفولاذية تعتمد على دمج عدة أنظمة دفاعية (صواريخ، مدفعية، حرب إلكترونية) بينما تركز القبة الحديدية الإسرائيلية أساسًا على اعتراض الصواريخ قصيرة المدى.
4. ما أبرز مميزات النسخة المطورة 2025؟
قدرتها على مواجهة أسراب الطائرات المسيّرة الصغيرة باستخدام تقنيات متقدمة.
5. ما أهمية هذه المنظومة لتركيا؟
تعزز استقلالها الدفاعي، وتزيد من قدراتها في مواجهة التهديدات الإقليمية المتصاعدة.


