النقاط الرئيسية
- سرب طائرات إسرائيلية اخترق العمق السوري ووصل قرب لواء إسكندرون.
- التحليق جاء بعد زيارة نتنياهو لمناطق جنوب سوريا وتصاعد التوتر السياسي.
- المفاوضات بين سوريا وإسرائيل وصلت إلى طريق مسدود حول الانسحاب من الجنوب.
شهد المشهد السوري–الإسرائيلي تطورًا غير مسبوق خلال الساعات الماضية بعد تأكيد وسائل إعلام إسرائيلية وسورية تحليق سرب طائرات إسرائيلية لمسافات طويلة داخل سوريا، وصولًا إلى مناطق قريبة من لواء إسكندرون شمالًا. يأتي هذا الاختراق بعد أيام من جمود المفاوضات بين الطرفين، ما يجعل التحرك الجوي جزءًا من رسائل الضغط المتبادلة.
التحليق لم يكن عابرًا، بل اتبع مسارًا واسعًا شمل الجنوب السوري، القنيطرة، جبل الشيخ، غرب دمشق، حمص، حماة، ريف اللاذقية، وإدلب الجنوبي والشرقي، وهو ما يشير إلى جرأة عملياتية لافتة تحمل أهدافًا تتجاوز مجرد جمع المعلومات.
التحليق العميق: رسالة عسكرية في توقيت سياسي حساس
أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن الطيران نفّذ “جولة عملياتية” في سماء حمص لجمع معلومات، بينما أكدت وسائل إعلام سورية اختراقًا واسعًا للأجواء على امتداد الشمال والغرب.
التحرك الجوي يُقرأ على أنه:
- إظهار للسيطرة الجوية على كامل المجال السوري.
- ضغط مباشر على دمشق في ظل المفاوضات المتعثرة.
- تعزيز لموقف نتنياهو بعد زيارته الميدانية المثيرة للجدل.
الاقتراب من لواء إسكندرون، رغم كونه تركيًا إداريًا، يبقى رمزيًا شديد الحساسية، لأنه يعكس امتداد التحليق إلى حدود بعيدة عمّا كان معتادًا في السنوات السابقة.
زيارة نتنياهو للجنوب السوري: جزء من مشهد أكبر
لم يكن صعود نتنياهو إلى مناطق في الجنوب السوري بداية الحدث بل مقدّمته. فقد أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال لقائه الجنود أن التحركات تهدف إلى:
- حماية الحدود الشمالية.
- دعم “الحلفاء الدروز”.
- تعزيز الجاهزية الدفاعية والهجومية.
في المقابل، اعتبرت دمشق الزيارة “انتهاكًا خطيرًا” لسيادتها وخرقًا للقانون الدولي، وأدانت الخطوة كل من الأردن والأمم المتحدة، ما يعكس حجم القلق الإقليمي.
مفاوضات متعثرة: لماذا أصبحت الحركة الجوية ورقة ضغط؟
بحسب هيئة البث الإسرائيلية، وصلت المفاوضات مع سوريا إلى طريق مسدود بعد رفض تل أبيب أي اتفاق يقتصر على الترتيبات الأمنية. تطالب إسرائيل بـ:
اتفاق سلام شامل
وليس فقط اتفاقًا أمنيًا محدودًا.
بينما تفضّل سوريا ترتيبات توقف التصعيد دون الدخول في مسار سلام كامل يتضمّن اعترافًا سياسيًا. كما رفضت دمشق شرط إسرائيل بالانسحاب من الجنوب دون ضمانات سياسية واضحة.
في هذا السياق، يبدو أن التحليق العسكري جاء ليوضح أن الجمود السياسي لن يمنع إسرائيل من فرض حضورها الميداني.
إلى أين تتجه الأمور؟
تشير الخطوات الأخيرة إلى مرحلة دقيقة:
- التحليق الإسرائيلي العميق يعكس حسابات ميدانية جديدة.
- الزيارة السياسية لنتنياهو جزء من بناء رواية داخلية وخارجية.
- التحذيرات الدولية تعكس خشية من تصعيد قد يشمل الشمال السوري بكامله.
- تجمّد المفاوضات قد يدفع كل طرف إلى استخدام أدوات ضغط إضافية.
في الوقت الحالي، يبدو أن الطرفين يعملان على اختبار حدود الآخر، بينما الولايات المتحدة تحاول دفعهما نحو اتفاق يضمن الاستقرار شمال الجولان. لكن دون حل سياسي شامل، ستبقى السماء السورية مفتوحة أمام تحركات أكثر جرأة في المستقبل.
المصدر:
العربية – هيئة البث الإسرائيلية – يديعوت أحرونوت



